أولياء أمور يطالبون "التعليم" بمراقبة مشروع البحث الإلكتروني

أولياء أمور يطالبون "التعليم" بمراقبة مشروع البحث الإلكتروني
جدل كبير أثاره قرار وزير التربية والتعليم، والخاص إعداد طلاب المراحل التي ألغيت امتحاناتها لمشروع بحث يُناقش إلكترونيا بين الطلاب ومدرسي المواد المختلفة بكل مدرسة، عبر موقع إلكترونى تطلقه الوزارة، وذلك بديلًا للامتحانات الورقية، وذلك لطلاب الصف الثالث الإبتدائى حتى الصف الثاني الإعدادي.
ورغم أن القرار يأتي كإجراء احترازي لمواجهة فيروس "كورونا"، لكنه أثار جدلًا كبيرًا بين أولياء الأمور، والذين أكدوا أنهم لا يعلمون شيئًا عن تفاصيل المشروع، أو طريقة تقييمه، مشيرين إلى ضرورة مراقبة الوزارة للتنفيذ، حتى لا يتحول إلى "بيزنس" أو طريقة غير عادلة لتقييم الطلاب.
"الفكرة حلوة جدًا لكن محتاجة إدارة كويسة، لتنفيذها بشكل ناجح على أرض الواقع".. بهذه الكلمات بدأت سالي حمدى، 36 عامًا، وربة منزل، وإحدى سكان منطقة حدائق الأهرام، وولي أمر لطلاب بالصف السادس الابتدائى والأول والثالث الثانوى، بإحدى المدارس الخاصة، حديثها بشأن إطلاق الوزارة لمشروع "بحث إلكتروتى" بديلًا للامتحانات الورقية المعتاد عليها منذ سنوات عدة، فتقول: "الموضوع كده هيكون أحسن كتير، لإنه هيحافظ على صحة ولادنا، والطالب هيمتحن وهو فى مكانه مش هيحتاج يخرج من البيت"، مضيفة أنها تتواصل بشكل دائم مع مدرسي ولدها الأصغر، كى تطلع على كل ما هو جديد عن المشروع: "باكلم مدرسين المواد بإستمرار، لكن بيقولوا لى لسه مفيش تفاصيل عن المشروع، أو آلية تنفيذه".
وأوضحت "سالي" أنها سمعت من أولياء الأمور عن وجود مكتبات تبيع المشروع بـ200 جنيهًا، ما شجع بعضهم على الذهاب إلى هذه المكتبات، باعبتارها وسيلة سهلة لنجاح أولادهم: "إزاي أولياء الأمور ممكن يفكروا إنهم يشتروا الأبحاث، هما كده مش بيساعدوا ولادهم، بالعكس بيدمروا مستقبلهم، وهيعودوهم على إن النجاح مش بالمذاكرة".
وأنهت "سالى" حديثها، بقولها: "مستنين الوزير يتكلم بشكل مفصل أكتر، ويعرفنا طريقة التعامل مع الموقع الإلكتروني، عشان نقدر نفهم ولادنا".
أما رشا سيد، فى أوائل الثلاثينات، طبيبة، تقطن بمنطقة الجيزة، وولى أمر لثلاثة طلاب بمراحل مختلفة، أحدهم فى الصف الثاني الإبتدائى، والثانى بالصف الرابع الابتدائى، والأخير بالصف السادس الابتدائى، بإحدى المدارس الخاصة، فتقول: "أكيد فيه طلبة مش هايعرفوا يعملوا البحث، وطبيعي هايحتاجوا حد يعمل معاهم البحث، لأن الموضوع جديد عليهم".
وتابعت "رشا" أن طلاب المراحل الابتدائية هم أكثر الطلاب الذين سيواجهون مشاكل عدة فى طريقة فهم المشروع وتنفيذه، لكونهم غير متصلين بالإنترنت مقارنة بالمراحل الأخرى: "إزاي طالب فى سنة 3 ابتدائى هقعد على موقع إلكتروني ويناقش فكرة بحث ويطبقها كمان"، مضيفة أن هناك إمكانية أن يكون المشروع خاصًا بخمسة طلاب بدلًا من طالب واحد: "على أي أساس هيتم تقييم الطلاب لو هما مجموعة فى بحث واحد، مش فاهمين ده هيحصل إزاى".
وأنهت "رشا" حديثها، بقولها: "لازم يكون اختيار المشروع وتقييمه تابع للوزارة مش للمدرس، عشان ما تكونش فرصة للمدرس إنه يستغل أولياء الأمور".
ولم يختلف الوضع كثيرًا داخل المدارس الحكومية، إذ لم يظهر الموضوع بالشكل الذى يجعل أولياء الأمور تتفهم الفكرة، فتقول نهى عباس، 31 عامًا، ربة منزل، وتقطن بمنطقة الخلفاوي، وولى أمر لطالبان بالصف الرابع الإبتدائى والأول الإعدادى، بمدرسة حكومية: "كل ما نسأل المدرسين يقولوا لنا لسه مفيش عندنا تعليمات بالتنفيذ أو طريقة تطبيقه"، مضيفة أنها تخشى أن يكون التطبيق غير عادل للطلاب، فى حالة حدوث عطل بالموقع الإلكتروني يؤخر تقديم البحث فى الموعد المحدد: "سمعت إن المشروع مهلة تقديمه شهرين، لكن محتاجين توفير شبكة إنترنت عالية الجودة، لضمان التنفيذ الجيد".
فى سياق متصل، تقول هناء محمد، 35 عامًا، موظفة، وتقطن بمنطقة الدقي، وولي أمر لطالبين أحدهما بالصف الخامس الابتدائي والثاني بالصف الأول الإعدادي، أنها ترى أنه من الأفضل إلغاء التيرم واعتماد نتيجة التيرم الأول للطلاب: "التيرم كله الولاد ما خدوش فيه حاجة، والبحث مش هيقدر يحدد مستوى كل طالب أو يقيمه، خصوصًا إن ممكن المشروع يكون فيه 5 طلاب"، مضيفة أنها تحتاج إلى معرفة المزيد من التفاصيل عن المشروع: "داخلين على شهر أبريل ولسه مش عارفين الدنيا هتمشى إزاي، أو مفروض الموضوع هيحصل إمتى".