عمال المطاعم: "الشغل مش جايب همّه.. والزباين بتخاف تاكل"

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

عمال المطاعم: "الشغل مش جايب همّه.. والزباين بتخاف تاكل"

عمال المطاعم: "الشغل مش جايب همّه.. والزباين بتخاف تاكل"

بين عشية وضحاها تأثر الجميع جراء أخبار فيروس كورونا، الذى تحول إلى شبح يهدد جميع الأسر المصرية، لكن هناك فئة يزداد خوفها مع تفشى الفيروس، أعدادها تتخطى الآلاف.

عمال المطاعم هم تلك الفئة، فهم ليس لهم دخل ثابت، فقط يعتمدون على بعض الجنيهات القليلة والتى تقع تحت مسمى «اليومية»، الآن أصبح هذا المصدر هو الآخر مهدداً بالزوال، حيث إن قرار غلق المطاعم أجبر عدداً من أصحاب العمل على التخلى عن العمالة الزائدة والاعتماد فقط على الطهاة وكذلك «طيارى الديليفرى»، فلم تعد هناك حاجة الآن لعمال الصالات ممن يقدمون الوجبات للزبائن، بعدما اكتفت الأسر بطلب الأكلات السريعة تجنباً للاختلاط والتعرض لخطر العدوى، وهنا يأتى دور العمال فى التوقف عن الذهاب إلى المطاعم، لكن هذا الأمر أصبح الآن إجبارياً، فالكثير منهم مجبر على ترك العمل والجلوس فى المنزل، والبعض ترك تلك المهنة لقلة العائد المادى فى الوقت الراهن.

"حمدى": "مالناش مصدر دخل تانى"

تخرج فى كلية التجارة قسم محاسبة، لكنه فشل فى تحقيق ما حلم به طيلة سنوات الدراسة، ندرة العمل فى قطاع البنوك أو الشركات بتخصص دراسته، دون تطوير الذات، دفعه إلى ترك بلدته فى محافظة الشرقية والقدوم إلى القاهرة كى يؤمّن لنفسه ولأسرته الأموال، وكان له ما كان وعمل بأحد المطاعم فى مدينة نصر، وصارت الأمور على ما يرام لسنوات عديدة حتى ظهر «الشبح» كما يحب أن يطلق عليه، أحمد حمدى، ٣٠ سنة، واحد ممن ضاقت بهم الدنيا وأعلنت عصيانها عليهم وأدارت ظهرها لهم، ولكنه تمسك بالأمل وعرف طريق العمل: «شغلنا كله وقف، ومش عارفين بكره هيكون فيه إيه، ولو صاحب الشغل قال إمشوا لازم نمشى، لأنه مالوش ذنب فى أى حاجة، عنده بيته وعياله ومش حمل إنه يقبضنا على الفاضى، ورغم أننا ملتزمون بكل اللى وزارة الصحة بتقوله وبنلبس جوانتى وكمامة، إلا أن الناس برضه بطلت تقعد فى الصالة خالص، وده وقف حالنا»، ويضيف قائلاً: «الشغل مابقاش يجيب همه والزباين بقيت تخاف تأكل من بره ومالناش مصدر دخل تانى ناكل منه عيش».

بعدما فشل «حمدى» سابقاً فى تطوير إمكانياته حتى يلتحق بإحدى الشركات هو الآن مرغم على ترك العمل والبحث عن مجال جديد، ولكن هذا الأمر لم يعد متاحاً الآن.

"عبدالفتاح": "الأمل فى ربنا يرفع البلاء"

يقول محمد عبدالفتاح، ٢٧ سنة، من محافظة الفيوم، عامل بأحد المطاعم بمدينة نصر، أنه لا يرى فى الغد نوراً، بعدما أصبح شبح إغلاق المطاعم بشكل نهائى يهدد الجميع: «الشغل وقف ومفيش يوميات وبصرف من الفلوس اللى بقالى سنين بجمع فيها علشان أتجوز، ودلوقتى بدأت أمد إيدى عليها وأصرف فيها، مش لاقى حل تانى غير كده، لكن عندى أمل فى ربنا إنه يرفع البلاء عننا، وترجع الأمور تانى زى ما كانت».

يمسك بطرف الحديث على نجم، ٣٥ سنة من محافظة الشرقية ويقول إنهم يعملون بحرص شديد حتى لا يتعرض أحد الزبائن لمشكلات صحية أو نقل العدوى إليه، ولكنه يرى أن من الأفضل أن تقوم وزارة الصحة بتوزيع نشرات على جميع المطاعم للتوعية بالفيروس إلى جانب الإشراف الطبى على جميع العاملين بالمطاعم للتأكد من خلوهم من المرض، ووضع عدد من الاشتراطات على الجميع الالتزام بها، وفى حال المخالفة يتعرض المطعم للغلق: «الحكومة بتتعامل بشكل أكثر من رائع مع الأزمة، وحقيقى لازم نشكرهم وبتمنى برضه يخلّوا بالهم مننا لأن الأمور معانا هتكون صعبة جداً لأننا شغالين يوم بيوم».

اقرأ أيضًا:

فواعلية وعمال مطاعم وديليفري وكافيهات وأكشاك.. بيّاعين العَرَق طابور الخاسرين

قرارات الإغلاق تضرب المقاهي والملاهي والسينمات.. والعمال: مين هيصرف علينا؟

الفيروس يغلق سوق الدروس الخصوصية.. والسناتر "تشميع بأمر الحكومة"


مواضيع متعلقة