دار الكتب والوثائق.. 150 عاما على إنشاء ذاكرة مصر ومنجم معلوماتها

كتب: أحمد البهنساوى

دار الكتب والوثائق.. 150 عاما على إنشاء ذاكرة مصر ومنجم معلوماتها

دار الكتب والوثائق.. 150 عاما على إنشاء ذاكرة مصر ومنجم معلوماتها

تعد "دار الكتب" ذاكرة مصر بما تحتويه من كتب ووثائق ومخطوطات أثرية قديمة، ورغم مرور 150 عاما على إنشائها وظهور وسائل تكنولوجية حديثة إلا أنها لا تزال مرجعا موثوقا للكثير من الدراسات وعمليات الاطلاع.

ونشأت دار الكتب في مثل هذا اليوم 23 مارس سنة 1870 بمبادرة من علي باشا مبارك، ناظر المعارف في عصر الخديوي إسماعيل، بقرار بتأسيس الكتب خانة الخديوية المصرية، وعرفت أيضا بالكتبخانة المصرية، في الطابق الأرضي بسراي الأمير مصطفى فاضل، شقيق الخديوي إسماعيل، بدرب الجماميز، وذلك من أجل "تجميع المخطوطات النفيسة مما حبسه السلاطين والأمراء والعلماء والمؤلفون على المساجد والأضرحة ومعاهد العلم".

ومع ازدياد محتويات الدار وضيق المكان بها، نقلت سنة 1903 إلى المبنى الجديد بميدان باب الخلق والذي أنشئ خصيصا لدار الكتب ودار الآثار العربية، وخصص للدار الطابق الأول وما فوقه، وافتتح في أول سنة 1904م، وفي سنة 1961م بدأ إنشاء مبنى جديد للدار لضيق المبنى القديم على كورنيش النيل برملة بولاق، وبدأ الانتقال إليه سنة 1973م، وافتتح سنة 1977م.

تبلغ مخطوطات الدار حوالي 57 ألف مخطوط تعد من أنفس المجموعات وهي مرقمة ومفهرسة وتغطي تشكيلة واسعة من المواضيع، حيث تتميز بتنوع موضوعاتها وخطوطها المنسوبة ومخطوطاتها المؤرخة.

كما تضم مجموعة نفيسة من أوراق البردي العربية من بينها مجموعة عُثر عليها في كوم أشقاو بالصعيد تبلغ مجموعها 3 آلاف بردية تتعلق بعقود زواج وبيع وإيجار واستبدال وكشوف وسجلات وحسابات خاصة بالضرائب أو تقسيم مواريث أو دفع صداق وغيرها.

ويعود أقدم البرديات لسنة 87هـ الموافق 705م، ولم ينشر منها إلا 444 بردية، كما تحتوي الدار على مجموعة طيبة من الوثائق الرسمية التي تتمثل في حجج الوقف ووثائق الوزارات المختلفة وسجلات المحاكم وغيرها، ما يعني به الباحثون في شتى المباحث الأثرية والتاريخية.

تمتلك الدار أيضا مجموعة طيبة من النقود العربية يعود أقدمها إلى سنة 77هـ الموافق 696م، وتشمل مجموعاتها تشكيلة كبيرة من مخطوطات القرآن المكتوبة على الورق والجلد وبعضها في الخط الكوفي القديم غير المنقط وبعضها لخطاطين مشهورين.

وهناك مجموعات من مخطوطات البردي من مختلف أنحاء مصر بعضها يعود للقرن السابع أو قبله، وتعد منجما للمعلومات عن الحياة الاجتماعية والحضارية في مصر في بداية الإسلام، وفيها مجموعات عثمانية وفارسية قديمة، فضلا عن قطع نقدية يعود أقدمها إلى 693 م.


مواضيع متعلقة