القبطان عادل أب بدرجة أم لسباح من متلازمة داون: ابني وصاحبي الأول

القبطان عادل أب بدرجة أم لسباح من متلازمة داون: ابني وصاحبي الأول
11 عاما من التربية والسعي وراء طفله الوحيد الذي شاء القدر أن يولد من أصحاب متلازمة داون، لم يمل يومًا ولا يكل من رعايته بعد أن غابت عنه والدته لظروف خاصة، فكان له أبًا بدرجة أم، وصديق وفيّ يساند صغيره في الأوقات الصعبة قبل السهلة، وحبيبا داعما لا يرى فيه نقصاً ولا عيباً، ومدربا صبورا على تلميذه، رابط بجواره ليال وصار الصغير رفيق دربه يلازمه حتى في مكان عمله الذي يتطلب منه السفر كثيرا حتى وضع قدميه على أول طريق النجاح الرياضي والبطولات.
في أول أيام عام 2009 استقبلت الدنيا أول صرخة للرضيع يوسف عادل، الذي شخص الأطباء حالته حينها بـ"متلازمة داون" فتضاربت مشاعر الفرحة والرهبة في قلب والده، الحالة الصحية لطفله الأول لم تنل من عزيمته وإصراره على أن يراه بين صفوف الناجحين من أبناء عمره، يقول الأب عادل الذي يعمل قبطانا بحريا لـ"الوطن" بدأت معه منذ شهوره الأولى جلسات العلاج الطبيعي وتوليت أمره وكنت له أبًا وأمًا لم يشغلني عن رعايته شيء.
القبطان عادل: بدأت معه السباحة في السادسة من عمره وحصد 8 ميداليات ذهبية
استجاب الصغير يوسف لجلسات العلاج الطبيعي بسرعة، أتبعها الأب بجلسات تعديل السلوك والتخاطب وتنمية المهارات بالتوازي مع دراسته في أحد المدارس الحكومية بنظام الدمج، وفي السادسة من عمره كانت أولى مواجهاته مع المياه للسباحة في نادي الاتحاد السكندري، تلك الرياضة التي اختارها له والده لتقويته جسديا وفكريا حتى أحبها وحقق نجاحا كبيرا بها وفي الثامنة من عمره خاص أول بطولة له على المستوى الأكاديمي وحصد فيها ميدالية ذهبية وتوالت نجاحاته والتحق ببطولات عدة على مستوى الجمهورية حتى حصد 8 ميداليات ذهب وواحدة فضة وواحدة برونزية.
الأب: لم أتركه يوما واصطحبه معي في مأموريات سفري
نجاح ملحوظ في الدراسة بالتوازي مع الميداليات في مجال السباحة حققه الصغير يوسف، يخبئ خلفه تفاصيل كفاح والده معه وعلاقة توطدت بينهما يوما بعد يوم، لم يفارق أباه في مكان عمله "ظروف شغلي كقبطان بحري تضطرني أبعد عن البيت فترات طويلة كان بيلازمني في كل رحلاتي وبراعيه، مكنتش بسيبه لوحده يوم"، حسب وصف الأب.
حلم الأب بأن ينجب ابنا يخلفه في مهنته كقبطان بحري يجوب عرض البحار، زال دون حسرة أو حزن بمجرد أن ضم صغيره بين يديه لحظة ولادته وشخص الأطباء حالته بمتلازمة داون، يصف القبطان البحري عادل علاقته بصغيره يوسف "ربنا رزقني بملاك بقى صاحبي وأخويا وزوجتي وابني، لما يلاقيني بكح يجري يقعد جنبي ويدعي ربنا يشفيني ولما أعمله الأكل اللي بحبه يبوس رجلي يقولي يخليك يا عادل".