"سارع إلى عزلتك يا صديقي".. دعوة الشعراء في يوم الشعر وخطر كورونا

"سارع إلى عزلتك يا صديقي".. دعوة الشعراء في يوم الشعر وخطر كورونا
يوافق 21 مارس من كل عام اليوم العالمى للشعر، الذى أعلنته منظمة اليونسكو فى عام 1999، بهدف تعزيز القراءة والكتابة ونشر وتدريس الشعر في جميع أنحاء العالم، وجاء تخصيص هذا اليوم نتيجة جهود شعراء فلسطينيين ومغاربة متتابعة من 1997. في هذا اليوم، ورغم الظروف التي يمر بها العالم أجمع من توتر، واتخاذ اجراءات احترازية، للوقائية من تفشي فيرس كورونا، ورغم دعوات التزام العزلة، توجهنا للشعراء للاستماع إلى كلمتهم في اليوم العالمي للشعر.
أحمد الشهاوي: في اليوم العالمى للشعر نردد مع نيتشه .."سارع إلى عزلتك، يا صديقي"
الشاعر أحمد الشهاوي: على الرغم من أنّ الشّعر لا وقت ولا زمنَ له، فهو فوق الأوقات والمناسبات، ونحن نعتبرُ إقرار يوم عالمي للشعر من طرف اليونيسكو سنة 1999، لحظة فخرٍ للمغرب الشعري والثقافي، الذي استطاع، بمقترحه الموجه إلى هذه المنظمة، أن يمنحَ لهذا الجنس الأدبي الرفيع "عيدًا" يجدّدُ به الحاجة الإنسانية للشعر.
متابعا: هذه السنة، تحلّ الذكرى العشرون لبدء الاحتفالات باليوم العالمي للشعر 2000/2020 في وضعيةٍ خاصّة، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، تلك العزلة التى فرضتْ علينا، تعليقَ كافة البرامج والفعاليات.
مضيفا: باسم الشعر أباركُ لكافّة الشّعراء عيدَهم الأممي، داعيًا إياهم أن يجعلوا من عُزلتهم الراهنة مناسبةً للقاءِ الشعر قرينِ العزلة وتوأمها الشقيق، مُردّدين جميعا مع نيتشه "سارع إلى عزلتك، يا صديقي". فقد تتيحُ العزلة ما لا يتيحُه الحشد وجحيم الآخر.
فتحي عبدالسميع: حياتُنَا مظلومةٌ جدًا لأنها لا تَعرف الشِّعرَ جيدًا
الشاعر فتحي عبد السميع، يرى أن الإنسانُ شاعِرٌ في المقام الأول، ميزته العظمى في خياله وحنانه الإنساني الذي يستوعب العالم، كل الثقافات عرفت الشعر، والجسد الإنساني يكتب الشعر عندما يحلم، وكلما ابتعدنا عن الشعر اقتربنا من التوحش والبربرية، والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وميزه بأن علمه البيان، لكن الشِّعر للأسف مظلومٌ جدًا في حياتِنا، قيمتُه أكبرُ مما نتخيل، لكنها غير معروفة للناس، وحياتُنَا مظلومةٌ جدًا لأنها لا تَعرف الشِّعرَ جيدًا.
متابعا: لقد بَرْمَجَتنا الظروفُ وكان الشعرُ مهمَلا في ذلك البرنامج، لا البيتُ يعلِّمُنا شيئًا عنه، ولا المدارسُ، ولا الإعلامُ، بل تلعب كل تلك المؤسساتِ دورًا كبيرًا في تشويهِه عندما ترحِّبُ بنماذِجَ لا تعبِّرُ عن الشعر تعبيرًا صحيحًا، حيث تهتم بالنماذج الخفيفةَ والسطحية، ويختفي الاهتمام بالبرامج التي تكشف عن جمال الشعر وتقربه من المتلقي، وهكذا نفقد واحدا من أكبر مناصري الإنسانية، ووسيلة عظمى لبناء الإنسان من الداخل ودعمِه في مواجهةِ تحدياتِ الحياة.
محمود خيرالله: الشعر طريقاً للخلاص من كل الجوائح!
الشاعر محمود خيرالله: في مثل هذا الزمان ما أحوجنا إلى الشعر من أجل الانتصار على الجائحة، وعلى كثرة ما عرفت البشرية من هزائم كان الشعر طريقاً للخلاص من كل الجوائح، في الحروب مثلاً يخرج الشعر منتصراً وحده، لأن الانتصار العسكري يكون بحاجة عادة إلى الإيمان بالشعر ودوره، أما في أزمنة العفن الطويلة والممتدة في الزمن العربي، فنحن بحاجة إلى جمال الشعر بوصفه نوعاً من العزاء عن كل هذا البؤس والقبح الذي يحيط بنا، وفي اليوم العالمي للشعر لا يسعني سوى أن أردد مع الكاتب السوري الكبير زكريا تامر في "أرض الويل" هذه المقولة الخالدة في وصف الشعر ودوره:"الكلمات مسكينةٌ وحالها عدم.لا تُطعم جائعاً. لا تمنح بيتاً لأسرة مُشرّدة.لا تحرر سجيناً من سجنه. لا تعاقب قاتلاً. لا تهزم ظالماً. لا تهب الحدائق للأطفال والمدارس للأميين والمستشفيات للمرضى. لا تملك معاول ونيراناً تطوق قلاع الطغاة. ولكنَّها هي المختصة بحضّ المقهورين على طلب الحرية المفقودة والموت في سبيلها".
يسري حسان: أدعو القائمين على وضع المناهج التعليمية للاستعانة بالمثقفين لاختيار نماذج جيدة من الشعر
الشاعر يسري حسان يقول إنه فى اليوم العالمى للشعر، أتمنى أن يزدهر هذا اللون الإبداعي المهم، وأتمنى كذلك أن يلقى الشعر الجيد اهتماما إعلاميا يليق به، فالإعلام للأسف يصدر لنا أشباه الشعراء، وفى هذه المناسبة أدعو زملائى الإعلاميين أن يتبنوا التجارب المهمة والفارقة والجديدة بدلا من الإلحاح على القارئ بنماذج رديئة تجعله يكره الشعر.
وتابع حسان: الأمر نفسه بالنسبة إلى المناهج التعليمية التى أدعو القائمين عليها بكبار الشعراء والمثقفين، لاختيار النماذج الشعرية التى يدرسها الطلاب، فأغلب النماذج المقررة هى بالفعل تؤدى إلى نشوء علاقة كراهية بين الطالب والشعر.