"البوسطة".. "هولوكوست" إسرائيلي متنقل للأسرى الفلسطينيين

كتب: محمد الليثى

"البوسطة".. "هولوكوست" إسرائيلي متنقل للأسرى الفلسطينيين

"البوسطة".. "هولوكوست" إسرائيلي متنقل للأسرى الفلسطينيين

أدوات عديدة يستخدمها الاحتلال الإسرائيلى بصورة يومية ضد الأسرى الفلسطينيين وتمثل انتهاكاً شديداً فى حقوقهم ويصل الأمر أحياناً ببعضهم إلى «الموت» دون أدنى اهتمام من قوات الاحتلال المتغطرسة بدعم من صمت المجتمع الدولى على كل جرائمها ضد شعب أعزل.

اليهود الذين يتباكون طوال عدة عقود زوراً وبهتاناً بسبب حرائق الهولوكوست التى نفذها الزعيم النازى «أدولف هتلر» ضد كل أعدائه وليس اليهود فقط، جعلوا أنفسهم هم الضحية الوحيدة لجرائمه التى شملت عمليات قتل وتعذيب وصفها العالم بـ«الإبادة»، ويتغنى الاحتلال فى كل مناسبة بما حدث لهم وأنهم كانوا هم المستهدفين منها، يمارسون جرائم أبشع من الهولوكوست ضد الفلسطينيين، لكن صمت المجتمع الدولى والآلة الإعلامية الضخمة التى يسخرها اليهود لخدمتهم تساعد فى طمس كل هذه الجرائم.

حرب إبادة وعمليات قتل مباشر وممنهج يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين سواء فى قطاع غزة أو فى الضفة الغربية، والقدس المحتلة، ويضاف إلى كل هذه الجرائم جريمة لا تغتفر فى حق الأسرى وهى سيارة «البوسطة» أو «وحدة التعذيب» التى يتعرض داخلها المعتقلون لأبشع أنواع العذاب والإهانة والتطاول خلال رحلة نقلهم من السجون المختلفة إلى المحكمة العسكرية الإسرائيلية فى سجن عوفر دون مراعاة لأى قواعد آدمية أو لمواد القانون والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الأسرى والمعتقلين.

«الوطن» تسلط الضوء على واحدة من أبشع أدوات تعذيب الأسرى الفلسطينيين خلال رحلة نقلهم بين سجون الاحتلال تحت وطأة القمع والترهيب والتجويع والمهانة والإذلال.

تجويع وإذلال وإهانة: رحلة عذاب داخل سيارات ترحيل المعتقلين

«يشبهنى البعض بالقبر المتنقل.. وآخرون بالجحيم أو وسيلة العذاب، وغيرهم بأسوأ وسيلة انتقال فى العالم، بينما أنا قطعة حديدية تستخدمنى قوات الاحتلال الإسرائيلى فى عمليات انتهاك حقوق الأسرى الفلسطينيين الذين دخلوا إلى السجون دفاعاً عن قضيتهم»، هذه الكلمات مقدمة لحوار تخيلى جاء على لسان سيارة «البوسطة» التابعة لشرطة الاحتلال الإسرائيلى تستخدمها فى نقل الأسرى الفلسطينيين بين السجون بغرض المحاكمة أو نقلهم من سجن إلى آخر.

«البوسطة»، حافلة كبيرة مُقسمة إلى 4 أقسام أولها يبدو كحافلات التنقل المعروفة ويحتوى على 24 مكاناً مُخصصاً للجلوس، ويلى ذلك فاصل حديدى خلفه مقعدان كبيران يميناً ويساراً منفصلان عن بعضهما البعض يتوسطهما ممر ضيق به كلب للترهيب فى منتصف الحافلة، بينما يمتد الممر إلى نهاية السيارة بين ثلاث زنازين يميناً ويساراً تنتهى بباب يُجبر من يمر من خلاله على الانحناء للخروج منه، فيما يحتوى نوع آخر من هذه الحافلات على غرف عزل انفرادية إضافية بديلة للكراسى الحديدية الموجودة فيها.

«ابتهال إبريوش» ابنة العشرين عاماً لم تكن تعلم عندما ركبت «البوسطة» للمرة الأولى مدى المعاناة التى ستجدها بداخلها، فمع أول رحلة فيها تفاجأت بعدد من الغرف الحديدية الصغيرة جداً الموجودة داخلها ولها باب حديدى ونافذة صغيرة من الأعلى يملأها الشبك الحديدى بينما يتسرب إلى داخلها رائحة «الوطن المسلوب»، وهو الأمر الإيجابى الوحيد فى هذه السيارة التى نُقلت بواسطتها حوالى 12 مرة خلال 4 أشهر قضتها فى سجون الاحتلال الإسرائيلى.

مع أول رحلة لها بعد القبض عليها، فى أبريل الماضى، تفاجأت الفتاة الفلسطينية أن «فرامل السيارة» قوية جداً وتؤدى إلى الاصطدام الشديد بالزنزانة الحديدية وربما تصيب بكدمات، حال ضغط السائق عليها، وهو أمر لم تتوقعه قط، بخلاف المعاملة السيئة داخل السيارة والكلاب البوليسية التى تحيط بهم طوال فترة مكوثهم فيها خلال رحلة تصل إلى أكثر من 5 أو 6 ساعات فى كل مرة دون مراعاة للمرضى أو ذوى الاحتياجات الخاصة.

"إبريوش": كانوا بيغلطوا فينا بكلام قذر وتحرشوا بى «لفظياً».. والاصطدام فى الجدران الحديدية معاناة رهيبة

«كانوا بيغلطوا فينا ويقولوا كلام قذر».. بهذه الكلمات وصفت «إبريوش» التحرش اللفظى الذى تتعرض له الأسيرات أثناء نقلهن بالسيارة سواء إلى المحاكمة أو إلى سجن آخر، مضيفة أن الاحتلال يضعهم فى السيارة الساعة الثانية صباحاً من أجل الوصول إلى المحكمة فى السابعة صباحاً أو على حسب موعد الجلسة، مشيرة إلى أنه فى بعض الأحيان تمر السيارة على أكثر من سجن لتجميع الأسرى الذين لديهم محاكمات فى هذا اليوم ما يطيل من زمن الرحلة فتصل إلى 6 أو 8 ساعات وصولاً إلى سجن عوفر الذى يحتوى على المحكمة العسكرية والتابع لمصلحة السجون الإسرائيلية ومقام على أراضى قريتى «رفات وبيتونيا» الفلسطينيتين غرب مدينة رام الله، ومخصص للسجناء الأمنيين الفلسطينيين ويطلق العديد على سجن عوفر اسم «جوانتانامو» أو «الأحمر» نظراً لسوء الأحوال فيه وما يراه الأسرى بشأن المعاملة أو الطعام أو المراحيض التى قالت عنها «إبريوش» إنها أقذر ما رأته فى حياتها.

بمجرد وصول الأسرى بعد هذه الرحلة الطويلة يتم نقلهم من السيارة إلى زنازين عوفر التى تقول عنها «إبريوش» إنها «صغيرة جداً، والمراحيض هناك نصف باب ومقرفة، والأكل هناك عبارة عن حباية بندورة وخيارة وشريحتين سنيورة (مورتاديلا)»، الأمر الذى يجعلها لا تتناول الطعام ما يصعب من الرحلة التى وصفتها بـ«رحلة العذاب».

عبر طريق «إسحق رابين» انطلقت الرحلة الأولى للفتاة الفلسطينية وصولاً من سجن «هشارون» فى «نتانيا» -وهى مدينة إسرائيلية قامت على أراضى مدينة أم خالد الفلسطينية- وهو السجن التى سُجنت فيه مروراً بسجن الرملة لضم أسرى آخرين إلى السيارة ما يطيل من أمد الرحلة التى امتدت 51 كيلومتراً (المسافة بين سجن هشارون وسجن الرملة)، وانتهاءً إلى سجن عوفر حيث المحاكمة بعد قطع 34 كيلومتراً إضافية إلى الرحلة وهى المسافة من سجن الرملة إلى سجن عوفر.

«ماكنتش أعرف فى رحلتى الأولى إنه لما يدوسوا فرامل فى السيارة فجأة هنتخبط فى الحديد مكنتش شايفة معاناة الأسيرات والأسرى فى البوسطة، لكن لما شوفت مدى انتهاك حقوق الإنسان.. طلعت من سجن هشارون بنتانيا على سجن عوفر اللى بيبقى فيه المحاكمة، وبنطلع فى البداية من هشارون إلى سجن الرملة علشان ياخدوا أسرى، وبعد كدة بنروح على سجن المحكمة عوفر فى رام الله.. رحلة طويلة مُنهكة لأى إنسان، ما بالك بالأسرى ومنهم المرضى».. بهذه الكلمات وصفت «إبريوش» التى تشجعت بعد الخوف فى أول ساعتين داخل السيارة، قائلة: «استجمعت كل قوتى وصرت شجاعة، وحكيت بداخلى ما راح أخاف».

ووصفت الفتاة الفلسطينية التجربة قائلة: «تتفوق معاناة البوسطة على غيرها من العذابات التى يتعرض لها الأسير، مساحة للتعذيب النفسى والجسدى، كانت المحاكم بالنسبة لى كابوساً.. مصممة من الحديد.. وحينما يكون الجو دافئاً يشعلون المكيف على التدفئة وفى الشتاء عكس الأمر ليزيدوا من معاناتنا، أتذكر خروجى للبوسطة عند الساعة الثانية فجراً، كان الحرارة مرتفعة فقاموا بإشعال المكيف، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع حرارتى، رحت أضرب باب الزنزانة بقوة لأنى شعرت أننى اختنقت، جاء جندى وهددنى بسلاحه وحصلت على قنينة ماء من الأسرى الموجودين فى الزنزانة الأخرى بالبوسطة وقمت برشها على جسدى وبعد وصولى إلى السجن ضحك الجنود علىّ وشعرت أنهم يقولون إننى تبولت على نفسى.. أثناء سير البوسطة يقوم سائقها بالدعس على الفرامل كيفما يشاء، ترتطم أجسادنا بالحديد، ويزيد الأمر سوءاً حين تكون فى البوسطة أسيرة جريحة.. البوسطة كانت فسحة لأن نشاهد الطبيعة والسماء بدون قيود من طاقة صغيرة فيها، نشعر أننا هربنا إلى حضن والدينا ونعود لها حال الدعس على الفرامل بسبب سقوطنا على الأرض.. ستنتهى البوسطة ويهزم الاحتلال ويتعانق أسرانا تحت شمس الحرية الأكيدة فى ساحات القدس وحيفا والجليل».

"حوشية": يكبّلون أيدينا وأقدامنا طوال الرحلة

الشاب الفلسطينى «أنس حوشية» الذى أصبح صحفياً فى مرحلة لاحقة بعد الإفراج عنه من الأسر شهدت تجربته صعوبة أكثر نظراً لما تفاجأ به فى أول رحلة للبوسطة بعدما كبّلوا خلالها يديه وقدميه بـ«الكلبشات» ووضعوه فى مساحة صغيرة داخل السيارة برفقة عدد من الأسرى، ولم يكن بوسعه الجلوس طوال الرحلة التى تمتد إلى 6 ساعات.

هناك زنزانة خاصة للأطفال

«كأنك حبل يتعلق فى شجرة يهزه الريح يميناً ويساراً، بينما تصطدم بحديد وليس بوسعك أن تستند بيديك أو قدميك لأنهما مكبلتان» بهذه الكلمات وصف «حوشية»، الذى لم يكن بلغ بعد الـ18 من عمره واستقل السيارة 9 مرات، وضعه خلال الرحلة، مضيفاً: «حتى سيارات البوسطة التى يتكون نصفها من كراسى والنصف الآخر من زنازين، فالكراسى من الأساس حديدية، ولا يوجد فيها أى جلد أو اسفنج، إلى جانب الكلب الذى يصطحبونه دائماً لترهيب الأسرى»، مشيراً إلى أن هناك زنزانة مساحتها (مترين X متر) مخصصة للأسرى الأطفال وأنه كان فيها وأبرز قواعدها «ممنوع تقضى حاجتك، ممنوع الأكل والشرب، وإذا كان السجان طيب القلب من الممكن أن يعطى لك زجاجة لقضاء الحاجة»، وتابع: «لم أعلم كيف مررنا برحلة فى ذلك اليوم فى الوقت الذى وضعوا فيه 12 أسيراً فى مساحة لا تتعدى (2.5 X 2.5 متر)».

"نحشون".. وحوش شرسة مسئولة عن "سيارة العذاب" مهمتها قمع الأسرى والاعتداء اللفظى والجسدى عليهم

«الكلبشات» التى تضعها قوات الاحتلال للأسرى قبل ركوب سيارة البوسطة لا يتم نزعها من الأسير فى كامل الرحلة والتى تشمل ركوب السيارة والذهاب إلى عدد من السجون والمحاكمة وركوب السيارة مرة أخرى والعودة إلى السجن، بينما يشرف على كل ذلك وحدة «النحشون» المعروفة بـ«وحدات قمع الفلسطينيين».

وأكد «حوشية» أن فرد النحشون فى حجم «الباب الكبير» ولا أحد يستطيع أن يتعامل معهم لأنه بمجرد الحديث يبدأون فى الصياح، وإذا اعترضت على شىء يقومون على الفور بالهجوم على الأسير كأنهم كلاب مسعورة انقضت على فريسة.

حتى عام 2004 تولى جناح حرس الحدود الإسرائيلى التابع لشرطة الاحتلال الإشراف على البوسطة، إلا أنه بعد ذلك حلت محلها وحدة «نحشون» التى تعد الذراع التنفيذية لخدمة السجون، وتم إنشاؤها عام 1973، وأطلق عليها آنذاك (وحدة الأمن والعمليات)، وفى عام 1993 تم تغيير اسمها إلى «نحشون» ويُشترط أن يتميز مقاتلوها بالكفاءة والاحترافية المهنية العالية والانضباط الذاتى.

وتتضمن مهام الوحدة الإسرائيلية أن تكون وحدة مركزية لمرافقة السجناء والأسرى كقوة أمنية لخدمة السجون، حيث الانتقالات بين أماكن الاحتجاز التابعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية مثل الشرطة وجيش الاحتلال وشين بيت (جهاز الشاباك)، والتدخل فى الحوادث الطارئة وغير العادية المتعلقة بالسجون من أجل مراقبة النظام والأمن، وتساعد فى عمليات التفتيش المكثفة فى السجون للكشف لجيش الاحتلال عن الهواتف المحمولة أو ما يشبه ذلك.

"شراونة": فقدت قدمى فى السجن وعندما ركبت "البوسطة" ربطوا قدمى المتبقية فى يدىّ بـ"الكلبشات"

وتتمثل مهام البوسطة، فى «إذلال الأسرى» من خلال التفتيش الجسدى الذى وصفه المركز الفلسطينى للإعلام بـ«المستفز للغاية»، حيث إنه يتم فى أماكن حساسة، ويفتشون الرأس والفم والأذنين، ويطلبون من الجميع خلع أحذيتهم وجواربهم ويتم تفتيشهم وبعد ذلك يطلب منهم لبسها وهم مقيدون، كما أن عملية تفتيش الأسرى ونقلهم من قبل «نحشون» يصحبها سيل من الشتائم يتطور أحياناً ليصل إلى الضرب المبرح، ولا يتم التفريق بين المرضى والأصحّاء وكبار السن والأطفال من الأسرى خلال هذه الممارسات العنيفة، حيث إن أفراد هذه القوة يعاملون الأسرى بفوقية وجلافة وبصورة غير لائقة، كما يمارسون بحقهم تصرفات لا تمت للإنسانية ولا للبشرية بصلة.

ووصل انتهاك الحقوق من وحدة «نحشون» إلى عدم مراعاة الحالة المرضية للأسرى مثل الأسير «جلال شراونة» الذى فقد قدمه فى السجن ورغم ذلك ربطوا يديه بقدمه السليمة أثناء نقله بالسيارة.

وقال «شراونة» الشاب البالغ من 22 عاماً لـ«الوطن»، إنه تم اعتقاله فى عامه الـ17، ولم يراعِ الاحتلال سنه الصغيرة أو حالته المرضية، مشبهاً البوسطة بـ«الثلاجة» قائلاً: «تعرف كيف تضع شخصاً داخل ثلاجة، هذه هى البوسطة».

«انتهاك حقوق الإنسان» فى هذه السيارة شىء بدا طبيعياً للغاية بالنسبة لقوات الاحتلال الإسرائيلى التى تمنع مؤسسات حقوق الإنسان من الوصول للتحقيق فى الأمر، منعاً لإثارة هذا الموضوع»، هذا ما أكده الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية والقيادى بحركة «فتح» الفلسطينية، حيث خاص هذه التجربة لمدة 9 سنوات تم أسره خلالها.

"الرقب": انتهاك حقوق الإنسان تصرف طبيعى لقوات الاحتلال.. والشهيد "الزعانين" أبرز الضحايا

وأضاف «الرقب» لـ«الوطن» أن مؤسسات حقوق الإنسان الدولية اهتمت بإثارة الانتهاكات التى تحدث من قبل جيش الاحتلال، إلا أن القرارات الدولية التى يتم إصدارها لا تُلزم إسرائيل لأنها لا تكترث بشىء ولا تضع المجتمع الدولى فى عين الاعتبار، مضيفاً: «فى سيارة البوسطة اعتداء جسدى ونفسى، وعندما ترسل مؤسسات حقوق الإنسان أفراداً للتحقيق لا يُمكن لهم ممارسة عملهم، وهناك أكثر من 200 شهيد ماتوا فى السجون الإسرائيلية، وهناك من مات منهم أثناء عملية الانتقال، وأبرزهم الشهيد عطية الزعانين الذى نزف نتيجة الاعتداء عليه بالضرب أثناء عملية الانتقال».

وعن تجربته داخل سجون الاحتلال قال «الرقب» إن هناك نوعين من سيارات الترحيلات لدى المعتقلات الإسرائيلية، الأولى سيارات عسكرية وهى السيارات التى يتعرض فيها الأسير طوال رحلة السفر التى تمتد إلى ساعات لعصب عينيه وربط يديه من الخلف بجانب إهانات واعتداءات جسدية ولفظية، أما عن سيارة الشرطة فالاعتداءات فيها أقل من نظيرتها العسكرية خوفاً من القضايا، لأن الشرطيين ثابتون فى هذه السيارة ويسهل معرفتهم، إلا أن الأفراد المسئولين فى السيارة العسكرية التابعة للاحتلال يصعب التعرف عليهم نظراً لأنه يتم تبديلهم بشكل دورى.

ووصف حلمى الأعرج، مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية، سيارة «البوسطة» بأنها تنتهك حقوق الإنسان، مشيراً إلى أنها باردة جداً فى الشتاء، وساخنة جداً فى الصيف وتستغرق الرحلة فيها ساعات طويلة يعانى خلالها الأسير، وأضاف لـ«الوطن»، أنه خلال هذه الرحلة يحرم الاحتلال الأسير من الطعام والشراب وقضاء الحاجة، لدرجة أن الأسرى بمن فيهم المرضى يرفضون الخروج للعلاج بفعل هذه الرحلة الشاقة والقاسية التى يسميها الأسرى «رحلة عذاب البوسطة»، مشيراً إلى أن هناك محاولات كثيرة وضغوطات واحتجاجات ونضالات لتغيير شكل هذه الرحلة إلا أن الاحتلال يصر على ذلك.

السيارة تحتوى على 6 أنواع من الزنازين والرحلة مدتها 10 ساعات وكلب للترهيب

وتابع: «هناك أسرى مرضى وحالتهم حرجة جداً، وبدلاً من أن يتم نقلهم بسيارة إسعاف إلى المستشفى خلال نصف ساعة، يتم وضعهم فى البوسطة وتستمر الرحلة 10 ساعات ما يعرض حياتهم للخطر».

وأوضح مدير المركز الدكتور رأفت حمدونة أن هناك إجماعاً قانونياً وقيمياً وأخلاقياً وإنسانياً يتفق عليه الجميع فى معاملة (الأسرى والمعتقلين فى السجون) والتأكيد على حقوقهم الإنسانية والآدمية، وفقاً للمادة الثالثة المشتركة فى اتفاقيات جنيف الأربع والتى تطالب بمعاملة إنسانية لجميع الأشخاص (الأسرى والمعتقلين) سواء، وعدم تعريضهم للأذى، وتحرم على الدولة الآسرة الإيذاء أو القتل، والتشويه، والتعذيب، والمعاملة القاسية، واللاإنسانية، والمهينة، واحتجاز الرهائن، والمحاكمة غير العادلة.

التماسات ضد انتهاكات "البوسطة"

2010

تم تقديم التماس ضد طبيعة التعامل فى خدمة السجون الإسرائيلية بشأن البوسطة ولكن تم حذفه بعد ذلك.

2016

سجن أحد أفراد وحدة «نحشون» أحد المعتقلين فى السيارة وتضور جوعاً إلى أن أغمى عليه.

2017

قدم 3 معتقلين التماساً لمحكمة إسرائيلية بسبب ظروف السيارة غير الآدمية.

2019

تم تقديم عريضة إلى المحكمة العليا الإسرائيلية وتم تسمية سيارة البوسطة فيها بـ«أداة تعذيب».


مواضيع متعلقة