contagionفيلم أمريكى تنبأ بـ"كورونا"منذ عشر سنوات.. ومؤلفه: أنزعج من رؤية الأشخاص يمرضون

كتب:  حاتم سعيد حسن

contagionفيلم أمريكى تنبأ بـ"كورونا"منذ عشر سنوات.. ومؤلفه: أنزعج من رؤية الأشخاص يمرضون

contagionفيلم أمريكى تنبأ بـ"كورونا"منذ عشر سنوات.. ومؤلفه: أنزعج من رؤية الأشخاص يمرضون

يعيش العالم فى رعب بسبب فيروس كورونا، الذى بدأ من مدينة «ووهان» فى الصين، وانتشر بشكل ملحوظ، تحديداً فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وبات الحديث الأكبر فى الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام، عن أعراضه، وطرق الوقاية منه، ومن العجائب، تناول بعض السيناريوهات السينمائية، فى وقت سابق، حكايات مشابهة لما يشهده العالم من صراع مع «الكورونا»، وكأنها تنبأت بما يحدث فى الوقت الحالى.. أهمها الفيلم الأمريكى «contagion» أو «العدوى»، الذى تم عرضه عام 2011، أى منذ ما يقارب العشر سنوات.

تبدأ أحداث فيلم «contagion» بوفاة «بيت إيمهوف»، بعد رحلة عمل بدولة هونج كونج، بسبب مرض نادر، أعراضه تشبه الإنفلونزا، ويموت ابنها الصغير فى نفس اليوم، وهكذا يبدأ انتشار العدوى المميتة، وتمر عدة أيام قبل أن يدرك الجميع مدى خطورة هذه العدوى الجديدة. ويحاول الأطباء أولاً تحديد نوع الفيروس المعنى ثم إيجاد وسيلة لمكافحته، وهى عملية تستغرق عدة أشهر.. مع انتشار العدوى إلى ملايين الأشخاص حول العالم خلال الفيلم، يبدأ النظام المجتمعى فى الانهيار وسط حالة من ذعر الناس.

و«الفيروس» فى الفيلم مجهول وقاتل، ينتقل فى الهواء وعبر اللمس بشكل سريع للغاية، ومن يصب به يفارق الحياة خلال عدة أيام، كما هو الحال فى بعض حالات كورونا، ما أصاب العالم بالرعب، ومع انتشار الفيروس يحاول الأطباء السيطرة على الفزع وحالة الرعب التى انتشرت بالعالم مع وجود مجموعة من الأشخاص العاديين الذين يحاولون البقاء على قيدِ الحياة فى مدينة ممزقة من جراء ما فعله هذا الفيروس. والفيلم بطولة: «جونيث بالترو، بريان كرانستون، جود لو، مات ديمون، جنيفير إيهيل، شاين هان ولورنس فيسبورن وكيت وينسليت»، ومن إخراج ستيفن سوديربرج وتأليف سكوت زد بيرنز.

وكشف كاتب الفيلم سكوت زد بيرنز لموقع Express، أن مستشاريه العلميين تنبأوا بأن الفيروس الذى تناوله فى الفيلم سيحدث فى الواقع وهو أمر لا مفر منه. وعن شعور «بيرنز» تجاه الفيلم الذى كتبه قبل ما يقارب عقداً من الزمن أكد أنه من المزعج جداً رؤية الأشخاص يمرضون ويموتون. وأضاف «بيرنز»: الجزء الإنسانى بداخلى أكثر دهشة من مجرد صانع أفلام، فهذا الأمر غريب جد بالنسبة لى، سواء ما أراه على وسائل التواصل الاجتماعى أو فى محادثات مع الأصدقاء، أن يقول الناس لى «هذا غريب نوعاً ما»، مؤكداً أنه صُدم مما يحدث حالياً مقارنة بفيلمه، وأضاف «بيرنز» أن العلماء الذين تحدث إليهم حينما كتب الفيلم، قالوا إن هذه مسألة وقت وتوقعوا أن يظهر الفيروس بشكل حقيقى.

عصام زكريا: ليس الوحيد الذى تنبأ بوجود فيروس يجتاح العالم أو حدوث كارثة طبيعية

ويرى الناقد عصام زكريا أن فيلم «contagion» ليس الوحيد الذى تنبأ بوجود فيروس يجتاح العالم أو حدوث كارثة طبيعية، فهناك العديد من الأفلام التى تنبأت بذلك سواء قديمة أو حديثة، فالموضوع متداول فى قصص الخيال العلمى. وأكد عصام زكريا لـ«الوطن» أن الفيروسات موجودة منذ وجد الإنسان على الأرض، وتناول فيلم سينمائى لتلك القضية ليست بشىء جديد، مؤكداً أن أحداث الفيلم وما يحدث حالياً هو مصادفة فقط، ودوماً ما يهتم كتاب الخيال بالقضايا العلمية ومتابعتها، ومن هنا تأتى إليهم قصص أفلامهم ورواياتهم، فالقضية التى ناقشها الفيلم موجودة منذ فترة ويعرفها العلماء جيداً، وبالطبع اعتمد مؤلف الفيلم على رأى العلماء الذين أكدوا له أن وجود فيروس سينتشر فى الأرض شىء سيحدث وبأنه شىء وارد ومتكرر ولم يكن مفاجأة ولا مؤامرة مثل ما يتناوله الناس.

أندرو محسن: قوة الفيلم الحقيقية تعود إلى استخدام المؤلف لخياله

فيما قال الناقد السينمائى أندرو محسن إنه يعتقد أن تلك النوعية من الأفلام تعتمد على البحث بشكل علمى ودقيق، وإن الأفكار التى تناولها الفيلم لم تكن جديدة، فقد قُدمت فى عدد من الأفلام من قبل، وأضاف «أندرو» أن قوة الفيلم الحقيقية تعود إلى استخدام المؤلف لخياله خلال أحداث الفيلم. وأوضح «أندرو» أنه على مستوى الخيال العلمى بشكل عام، باستثناء «contagion»، لم نر أى فيلم توقع أن تكون بؤرة المرض داخل دولة أوروبية، فدوماً ما كانت الأفلام تتناول تفشى الأمراض فى دول العالم الثالث أو الدول الفقيرة، فلم يتوقع أى فيلم أن تكون إيطاليا من ضمن الدول البؤرة للمرض، مثلما حدث الآن فى الواقع.

وعن ازدياد معدل مشاهدى فيلم «contagion» حالياً فى الولايات المتحدة الأمريكية عبر المنصات الإلكترونية وبالأخص متجر «I tunes»، أوضح «أندرو» أن ذلك شىء طبيعى مع جلوس الناس فى منازلهم من بداية الأزمة، لدرجة أن البعض توقع أن منصة مثل «Netflix» ستحقق إيرادات كبيرة تلك الفترة. مضيفاً أنه بالطبع تم الدعاية للفيلم بشكل كبير فى الوقت الحالى، ما زاد من نسبة مشاهدته، وبالطبع اهتمام الجمهور بمشاهدة كيف تنبأ الفيلم بما يحدث الآن وهل بالفعل متشابه بما يحدث الآن أم لا، فدوماً ما تكون الأفلام السينمائية مبالغة بشكل أكبر ودوماً ما تنتهى بانتصار البشرية على الفيروس.

وقالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوى: السينما الأمريكية جزء من الأسلحة الناعمة لسياسة أمريكا لـ«غسل الدماغ وتخويف البشر»، على سبيل المثال «سلاح جديد تم اكتشافه وسيظهر بعد عدة سنوات، تقوم أمريكا بتسريب قوة هذا السلاح من خلال فيلم جديد»، مشيرة إلى سيطرة الصهاينة على السينما الأمريكية، وهناك مكتب دائم فى هوليوود لـ«البنتاجون»، يشرف على السيناريوهات الخاصة بالسياسة العليا للولايات المتحدة. وأضافت «البشلاوى» أن العالم كتاب مفتوح، وبالإمكان الربط بين الأحداث الكبرى التى تتضمن الاعتداء على الشعوب، والتدخل فى السياسات الداخلية للدول، وكافة الرسائل «الخشنة»، التى تظهر بالسينما الأمريكية «الجذابة والمؤثرة» فى العالم أجمع، متابعة: هوليوود جهاز مهم جداً للترويج للسياسة الأمريكية المهيمنة التى تريد إخضاع العالم، وبالنظر لفيلم «Contagion»، الأمر ليس صدفة، ولكن مُخطط للسيطرة حتى لو تم التضحية بكام ألف مواطن أمريكى. وشددت «البشلاوى» على ضرورة الانتباه بشأن ما تقدمه السينما الأمريكية، باعتبارها إحدى أدوات الترويج لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية، والتدبر فيما تقدمه وعدم الاكتفاء بالتسلية فقط، لأن صناعة الترفيه تخدم فى الأساس صناعة السلاح.


مواضيع متعلقة