متطوعو أول تجربة للقاح كورونا: أردنا أن نقدم ما هو أكثر من غسل اليدين

متطوعو أول تجربة للقاح كورونا: أردنا أن نقدم ما هو أكثر من غسل اليدين
أجرت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم أمس الاثنين، أول تجربة لقاح ضد فيروس كورونا، على ثلاثة أشخاص، في خطوات أولى للعمل على إيجاد علاج نهائي لفيروس كورونا الذي يواصل توغله بين عدد كبير من دول العالم.
التجربة التي أجريت سريريًا يوم أمس، خضع لها 3 مواطنين أمريكيين، حيث شارك بالتجربة سيدة تبلغ من العمر 43 عامًا، ورجل يبلغ من العمر 46 عامًا، وشابة تبلغ من العمر 25 عامًا.
وخلال التجربة التي يجريها معهد كايزر برومنت واشنطن للأبحاث، سيحصل البعض على جرعات أعلى من البعض الآخر، لاختبار مدى قوة الجرعة، على أن يتم فحصهم بشكل دوري بحثًا عن آثار جانبية، وفحص دمهم لتحديد ما إذا كان اللقاح يسرع من أجهزتهم المناعية.
ويقول أول ثلاثة بادروا بالمشاركة في التجربة التي تستهدف القضاء على فيروس كورونا المستجد، إنهم أرادوا محاربة الوباء، بما هو أهم من مجرد غسل أيديهم والعمل من المنزل، وذلك في حديثهم لوكالة "أسوشيتد برس".
واتفق الثلاثي على أن اللقاحات التي حصلوا عليها لم تكن مؤلمة أكثر من لقاح الإنفلونزا في الموسم العادي، مؤكدين أنهم لم يشاركوا في التجربة على أمل حماية أنفسهم فقط، وإنما للمشاركة حتى ولو بدور صغير في تجربة تستمر لـ18 شهرًا، من شأنها أن تفيد العالم.
المشاركة الأولى في التجربة.. أربعينية وأم لطفلين
جينيفر هالر، واحدة ضمن الثلاث متطوعين الأوائل في التجربة، تعمل كمدير عمليات في شركة تكنولوجيا صغيرة، وهي أم لطفلين الأول بالغ من العمر 16 عامًا، والصغيرة تبلغ 13 عامًا.
وتقول هالر أن زوجها فقد عمله في الأسبوع الماضي، لسبب بعيد عن فيروس كورونا: "سينخفض أجر الأسرة إلى النصف، وعلينا الاستعداد لذلك حتى 6 أشهر مقبلة".
هالر علمت بدراسة اللقاح عبر فيسبوك في 3 مارس، وهو اليوم الذي بدأ فيه معهد كايزر برومنت واشنطن البحث عن المتطوعين، لتقدم طلبها على الفور.
هالر اختتمت حديثها قائلة: "كلنا نشعر بالعجز، إنها فرصة رائعة بالنسبة لي لفعل شيء ما".
المتطوع الآخر بالتجربة: رغبت في أن تنظر بناتي لي كقدوه
المتطوع الآخر هو نيل براوننج البالغ من العمر 46 سنة، وهو أب لثلاث بنات تتراوح أعمارهم بين 8 و9 و11، يعيش معهم في واشنطن برفقة خطيبته، ويعمل كمهندس شبكات في مايكروسوفت.
ويقول براوننج، أنه رغب في أن ينظر بناته إليه كقدوة، لكنه أخبرهم في الوقت ذاته، أنه لا يريد منهم التفاخر به أمام صديقاتهم بشكل مبالغ فيه، لأنه ليس المشارك الوحيد في التجربة.
وأضاف براوننج: "بناتي فخورين بي بكل تأكيد، وهم قادرون على التكيف إلى حد ما، إذا أعطيتهم مجموعة من القواعد ، فإنهم يرغبون في اتباعها إن أمكن".
المتطوعة الشابة: شاركت للمساهمة في الموقف بشكل إيجابي
ريبيكا سيرول صاحبة الـ25 عامًا، هي الطرف الثالث في التجربة التي بدأت أمس، والتي انتقلت إلى سياتل من منطقة بوسطن في ديسمبر للعمل كمنسق تحريري لمعهد القياسات الصحية والتقييم.
سيرول تؤكد أن حياتها الاجتماعية تضررت للغاية بعد انتشار فيروس كورونا المستجد بسبب القيود التي فرضت: "مشهد المواعدة معلق نوعًا ما في الوقت الحالي، يتحدث الناس عن العثور على رفيقهم في الحجر الصحي، ولكن يسعدني الانتظار نوعًا ما لشهرين آخرين".
وعن مشاركتها في التجربة تقول: "انضممت إلى دراسة اللقاح باعتبارها وسيلة للمساهمة في الموقف بطريقة إيجابية، مع الأخذ في الاعتبار أن المبادئ التوجيهية الرئيسية التي لدينا جميعًا الآن هي البقاء في المنزل وعدم القيام بأي شيء، وهي نوع من رسالة يصعب سماعها عندما تريد المساعدة".