في ذكرى وفاته.. محاولات "شنودة الثالث" للترشح لكرسي الباباوية

كتب: مصطفى رحومة:

في ذكرى وفاته.. محاولات "شنودة الثالث" للترشح لكرسي الباباوية

في ذكرى وفاته.. محاولات "شنودة الثالث" للترشح لكرسي الباباوية

تحل غدا الثلاثاء، الذكرى الثامنة لوفاة البابا شنودة الثالث، البطريرك الـ117 للكنيسة الذي توفي في 17 مارس 2012.

وسبق وترشح البابا شنودة الثالث إلى الكرسي البابوي مرتين، فبعد عامين من دخول الراهب "أنطونيوس السرياني" السلك الرهباني ترشح في الانتخابات البابوية عام 1956، بعد وفاة البابا يوساب الثاني، البطريرك الـ115 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

حيث ظل الكرسي البابوي شاغرا من 13 نوفمبر 1956 إلى 10 مايو 1959، وخلال هذه الفترة ارتفعت الأصوات حول ضرورة العودة إلى قانون الرسل الرابع عشر الذي يمنع على الأساقفة والمطارنة ترك إيبارشياتهم والترشح للكرسي البابوي، وحدث زخم حول تلك الأحداث، وبلغ عدد الذين قيدوا أسماءهم كناخبين في القاهرة وحدها 5500 ناخب، قدموا ترشيحاتهم لمن يودون تجليسه على الكرسي البابوي، حيث تم ترشيح ثلاث شبان كانوا أصدقاء وهم: "القمص متى المسكين وحصل على 5400 تزكية، والقمص مكاري السرياني –سعد عزيز سابقا والأنبا صموئيل لاحقًا- وحصل على 5300 تزكية، والراهب أنطونيوس السرياني –نظير جيد سابقا البابا شنودة الثالث لاحقا- وحصل على 5200 صوت".

إلا أن تعديل لائحة انتخاب البطريرك التي اعتمدها الرئيس جمال عبدالناصر عام 1957، حرمت الراهب أنطونيوس وأستاذه متى المسكين وصديقه الراهب مكاري السرياني الذي صار فيما بعد الأنبا صموئيل، والراهب باخوم المحرقي الذي صار الأنبا غورغوريوس، بسبب شروط السن وشروط الترشح التي لم تنطبق عليهم، وفاز في تلك الانتخابات الراهب مينا البراموسي الذي صار البابا كيرلس السادس، والذي قرر الأخير في 10 مايو 1959 تعيين القس أنطونيوس السرياني في سكرتاريته وبعدها بسنوات وتحديدا في 30 سبتمبر 1962 سيمه أسقفا للتعليم باسم "الأنبا شنودة".

ولما توفي البابا كيرلس السادس في 9 مارس 1971، تم فتح باب الترشح للكرسي البابوي، وترشح للمنصب 23 أسقفاً وراهباً من بينهم الأنبا شنودة أسقف التعليم، والقمص متى المسكين الراهب بدير أبومقار بوادي النطرون، ولكن لجنة الانتخابات البابوية استبعدت "المسكين"، وتم حصر خوض الانتخابات في 5 أشخاص، هم: "الأنبا باسيليوس، الأنبا صموئيل، الأنبا شنودة، الأنبا دوماديوس، القمص تيموثاوس المقاري"، وأجريت الانتخابات في 13 أكتوبر 1971، وأسفرت عن فوز: "الأنبا صموئيل بـ440 صوتاً، والأنبا شنودة بـ434 صوتاً، والقمص تيموثاوس المقاري بـ312 صوتاً"، وأجريت قرعة هيكلية بينهم يوم 31 أكتوبر، أسفرت عن فوز الأنبا شنودة وصار اسمه البابا شنودة الثالث، وتم تجليسه على الكرسي البابوى في 14 نوفمبر 1971.

وسبق أن ذكر الصحفي بجريدة الجمهورية "جرجس حلمي عازر" الذي عمل مستشارًا صحفيا للبابا شنودة، أنه حينما توفي البابا كيرلس السادس، رافق جثمانه هو والأنبا شنودة فقط، في رحلة انتقاله من الكنيسة المرقسية الكبرى بمنطقة "كلوت بك" إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ويومها كشف الأنبا شنودة الصندوق ليرى جثمان البابا كيرلس وقال له: "إن البطاركة في العهود القديمة كانوا يفتحون مقابر أسلافهم ليستلموا من أيديهم "عصا الرعاية" والهدف أن يرى البطريرك الجديد أن هذه هي النهاية، فيكونوا أمناء على رسالتهم ورعاية أبناء الكنيسة بأمانة".

والبابا شنودة اسمه الحقيقي "نظير جيد" ولد في قرية سلام بمحافظة أسيوط، في 3 أغسطس 1923، تخرج بكلية الآداب قسم التاريخ جامعة القاهرة، وفى عام 1947 التحق بالكلية الإكليريكية القسم المسائي قبل أن يحصل على بكالوريوس اللاهوت عام 1950 ويكون الأول على دفعته ويعين مدرسا بالكلية الإكليريكية نظرا لنبوغه وتفوقه.

وترهبن في دير العذراء السريان بوادي النطرون تحت اسم "الراهب أنطونيوس السرياني" في 18 يوليو 1954، وتتلمذ "أنطونيوس" على يد الأب متى المسكين، وذهبا معا في دروب الرهبنة، وترشحا سويا إلى الكرسي البابوي عام 1956، قبل أن يتم استبعادهم ويأتي البابا كيرلس السادس بطريركا للكنيسة، والذي قرر الأخير في 10 مايو 1959 تعيين القس أنطونيوس السرياني في سكرتاريته وبعدها بسنوات وتحديدا في 30 سبتمبر 1962 سيمه أسقفا للتعليم باسم "الأنبا شنودة"، حتى وصل به في 1971 جالسا على الكرسي البابوي، وتوفي في 17 مارس 2012.


مواضيع متعلقة