استقبال متضرري سيل سنور في بني سويف بالأحضان: "أهلنا وأحبائنا"

كتب: عمرو رجب

استقبال متضرري سيل سنور في بني سويف بالأحضان: "أهلنا وأحبائنا"

استقبال متضرري سيل سنور في بني سويف بالأحضان: "أهلنا وأحبائنا"

لم تمر ساعات قليلة على موقف بطولي لـ" جدعنة ولاد البلد" واستقبال أهالي مدينة ناصر شمال محافظة بني سويف، لركاب قطار توقف بهم في محطة سكة حديد ناصر نظرا لسوء الأحوال الجوية، واستضافوهم لمدة قاربت الساعتين، حيث تضافرت الجهود الشعبية والرسمية في توفير واجب الضيافة لهم وفتح عدد من الاستراحات أمامهم، إلا وأقدم أهالي قرية سنور الجديدة على استقبال متضرري السيل بقرية سنور القديمة، بعد أن غمرت المياه منازلهم وتضررت محاصيلهم الزراعية، في مشهد يدل على "جدعنة ولاد البلد".

هنا على مسافة تزيد عن الـ25 كيلو شمال مدينة بني سويف شرق النيل، مخر سيل سنور، والذي يعد أحد مخرات السيول السبع في المحافظة لجلب مياه الأمطار القادمة من جبال البحر الأحمر إلى نهر النيل، ونظرا لشدة المياه خرجت عن مسارها بالمخر وانهارت أجزاء من جوانبه وتحول جزء من السيل إلى قرية سنور القديمة والتي تسكنها قرابة 350 أسرة، بالإضافة إلى زراعاتهم من محاصيل القمح والفول وغيرها من الزراعات، ساعات ما بين بداية سوء حالة الجو وتحذيرات هيئة الأرصاد الجوية وبداية نزوح المياه إلى السيل، ومخاوف أهالي القرية من سرعة وشدة المياه، حتى خرجت المياه عن مسارها المخصص لها وبدأت في النزول إلى الأراضي المستصلحة ثم الوصول إلى قرية سنور القديمة حتى غمرت المياه المنازل، واضطر الأهالي إلى ترك منازلهم.

سنور الجديدة تستقبل القديمة: أهلنا وناسنا

وكان أول من قرر استقبالهم هم جيرانهم من أهالي قرية سنور الجديدة التي أنشئت 1969 بقرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عقب حدوث سيل في قرية سنور القديمة وانهيار المنازل.

"بالأحضان لأهلنا وأحبائنا " كانت أولى بشائر استقبال أهالي قرية سنور القديمة، قرابة 100 أسرة توجهت إلى القرية المجاورة في سنور الجديدة، حيث قال محمد إسماعيل أحد أهالي قرية سنور الجديدة، "أهلنا وأحبائنا وبيوتنا كلها مفتوحة لهم، ومعندناش أي مشكلة في الإقامة تربطنا صلة قرابة ونسب وجيرة بهم، طعامنا واحد ونومتنا واحدة".

وقال سعيد عودة أحد الأهالي، إن قرية سنور تنقسم إلى قسمين سنور القديمة وهي المنشأة ما قبل 1969 وتعرضت قبل ذلك التاريخ إلى حدوث سيول كبيرة أغرقتها، قبل أن يتدخل الرئيس جمال عبدالناصر ويأمر بإقامة قرية سنور الجديدة ويوزع على كل متضرر منزل، ومن ذلك الوقت أصبحت سنور قريتين جديدة وقديمة، إلا أن ما حدث على مدار يومين من غرق للأراضي المستصلحة وبعدها عدد كبير من المنازل يقارب 100 منزل، ما جعل أهالي سنور الجديدة يستضيفوا الأسر التي غرقت منازلهم في سنور القديمة، وهذا هو الترابط والتراحم بيننا.

هنا سنور القديمة: أثاث وملابس تالفة ومحاصيل ومنازل غارقة

منازل غمرتها المياه، أثاث ومفروشات وملابس تعرضت للتلف، أغذية وأطعمة وخزين محاصيل فسدت، أراضي مستصلحة تعرضت زراعتها للفساد، شوارع ملأتها المياه وحولتها لبحيرات، أهالي غادروا منازلهم، الوضع أصبح غير مستقر لديهم، إلا أن التدخل الشعبي والرسمي كان له دورا كبيرا في تخفيف الضرر، فما بين مساعدات عينية وتوفير أطعمة ومأكولات للأهالي وقوافل صحية، بالإضافة إلى التدخل السريع من أجهزة الدولة، كان له الأثر الكبير في تخفيف وطأة الأزمة التي لم تلحق أي حالات وفيات أو إصابات جراء السيل.

أحزاب وجمعيات وكنائس في خدمة الأهالي

البداية كانت بالأحزاب حيث دفع حزب مستقبل وطن في بني سويف بقرابة 5 آلاف وجبة غذائية وألف بطانية و5 آلاف زجاجة مياه إلى الأهالي، كذلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية ما بين مؤسسة نهضة بني سويف والتي أعلنت عن تكفلها بإعادة تأهيل أي منزل مضار وتوفير ملابس لقرابة 1500 تلميذ بمدرستي القرية وغيرها من الأدوات المدرسية، بالإضافة إلى مؤسسة مسجد عمر بن عبدالعزيز ومطرانية بني سويف في توفير وجبات غذائية وزجاجات المياه للأهالي.

لم يتوقف الأمر عند ذلك بل تدخل عدد من المواطنين بصفة شخصية كذلك جروبات مواقع التواصل الإجتماعي في توزيع الوجبات على متضرري السيل من المواطنين.

من جانبه أعلن الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، عن مواصلة أجهزة المحافظة، لجهودها في احتواء تداعيات تدفق سيل شديد بمخر سنو، حيث قد أدى التدفق الشديد للمياه التي لم تشهدها المنطقة منذ عقود، إلى تغيير مسار المياه عن المخر، وخروجها إلى جانبي المخر، مما أدى إلى تضرر مساحات من الزراعات القريبة من المخر، وغلق الطريق الصحراوي القديم كإجراء احترازي.

وقال محافظ بني سويف "بدأ مستوى منسوب المياه المتدفقة في الانخفاض، في ظل التواصل الدائم مع الدكتور محمدعبد العاطى وزير الري، لمتابعة الموقف أولاً بأول، مشيراً إلى أنه يتابع الموقف من خلال غرفة العمليات المنعقدة على مدار الساعة منذ 5 أيام، لمواجهة تداعيات التقلبات في الطقس التي تشهدها المحافظة في الوقت الحالي ضمن موجة الطقس السئ التى تعرضت لها محافظات مصر منذ الخميس الماصي.

وأكد المحافظ بشأن الزراعات التي تضررت، سيتم حصر تلك المساحات بعد انحسار المياه للتنسيق مع وزارة الزراعة ولتقييم التلفيات وصرف التعويضات للأهالي عن طريق وزارتي الزارعة والتضامن الاجتماعي، مطمئناً الأهالي بأنه لن يدخر جهداً مع الجهات والوزارات المعنية لتعويض المتضررين.

محافظ بني سويف: نعمل على تعويض المتضررين

وأشار محافظ بني سويف إلى قيام مديرية التضامن بحصر عدد الأسر التى تم إخلاؤها من منازلهم بمنطقة سنور القديمة حفاظا على سلامتهم، والذي بلغ عددهم 315 أسرة، والذين فضلوا الانتقال لسنور الجديدة لحين عودتهم إلى منازلهم، بعد الانتهاء من شفط المياه من بعض المنازل التي تضررت، حيث قد جهزت التضامن استعدادا لهذه الأزمة 3 أماكن للأيواء العاجل، ولكن الموقف لم يستدع ذلك، بالإضافة إلى توزيع 650 بطانية ونصف طن لحوم، و20 ألف رغيف خبز، بالإضافة إلى 100 اسطوانة غاز تم صرفهم للأهالي، و400 شنطة مواد غذائية، كدعم عاجل لهذه الأسر، بالإضافة إلى أنه سيتم تشغيل 2 مخبز بلدي بكامل طاقتهما من الساعة 5 صباحا، مع توفير الحصص الإضافية لتلبية الاحتياجات أولاً بأول، وذلك بالتنسيق بين مديريات التموين والتضامن الاجتماعي وبعض جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني التي حرصت على المساهمة من خلال مديرية التضامن.

وأفاد وكيل وزارة الصحة أنه تنفيذا لتوجيهات المحافظ فور الإبلاغ عن قدوم السيل، تم دعم الوحدة الصحية المتواجدة بالقرية، حيث تعمل بكامل طاقتها من الأطباء والتمريض.

وأضاف: "بالتنسيق مع شركة المياه بالتسيق والوحدة المحلية تم دعم الأهالي بمياه الشرب من خلال توفير سيارات مياه شرب يتم توزيعها على أهالي القرية لتلبية احتياجاتهم، بجانب الدفع بسيارات لسحب المياه من المنازل التي تضررت، لسرعة عودة الأهالي بتلك المنازل.


مواضيع متعلقة