"كورونا" يعرقل صحوة السياحة المصرية

"كورونا" يعرقل صحوة السياحة المصرية
- فيروس كورونا
- كورونا
- الحجر الصحي
- وزارة الصحة
- شركة مصر للسياحة
- فيروس كورونا
- كورونا
- الحجر الصحي
- وزارة الصحة
- شركة مصر للسياحة
متحف اللوفر يغلق أبوابه أمام الزائرين، والسلطات الإيطالية تفرض الحجر الصحى على جميع أنحاء البلاد، وشركات الطيران تفقد 29.3 مليار دولار نتيجة إلغاء الرحلات، والسعودية توقف تأشيرات السياحة الدينية.. أخبارٌ تصدرت عناوين الصحف والوكالات الإخبارية حول العالم، تنم عن الأوضاع التى وصل إليها قطاع السياحة والسفر الذى يشكل نحو 10% من الناتج الإجمالى العالمى، متأثراً بحالة الزعر التى يمر بها العالم حالياً نتيجة الانتشار الواسع لفيروس (كوفيد-19)، خاصة مع وصول حالات الإصابة إلى 131.57 ألف حالة بنهاية الأسبوع الماضى، وتوفى على أثره نحو 4937 شخصاً حول العالم.
رئيس"مصر للسياحة": توقف حركة الطيران وتراجع إنفاق الأفراد يعوق تحقيق القطاع لأرقام مبشرة فى 2020
ومع تصاعد الإجراءات الاحترازية التى تفرضها الدول، وقيام بعضها بمنع رحلات الطيران منها أو إليها لتحجيم انتشار فيروس كورونا، أصبح القطاع السياحى العالمى يمر بأوقات عصيبة، حيث أوضح المجلس العالمى للسفر والسياحة أن عمليات إلغاء مئات الرحلات الجوية والبرامج السياحية أسفرت عن خسائر تُقدر بـ22 مليار دولار، فيما يتوقع اتحاد النقل الجوى الدولى «IATA» أن يصل إجمالى الإيرادات العالمية المفقودة لشركات الطيران إلى 29.3 مليار دولار بسبب فيروس كورونا، وقال إن تقييمه الأولى لتأثير تفشى الفيروس يُظهر خسارة مُحتملة بنسبة 13% نتيجة تراجع طلب المسافرين على شركات الطيران فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وأظهرت تقديرات مبدئية صادرة عن بنك «آى. إن. جى» الهولندى بشأن تداعيات كورونا على اقتصادات منطقة آسيا استناداً إلى الفنادق المهجورة وقاعات المطارات الخالية من المسافرين، أن الخسارة فى الناتج المحلى الإجمالى الآسيوى من خلال عوائد السياحة وحدها تتراوح بين 105 و115 مليار دولار، خاصة أن بعض شركات الطيران تقوم برحلات دون مسافرين لتحافظ على وجودها بمطارات العالم، وهو ما يكبدهم خسائر طائلة.
وتأتى هذه التوقعات حال افتراض توقف السياحة من وإلى الصين بشكل أساسى فى 2020، مما يؤكد أن قطاع السياحة العالمى افتقد السائح الصينى الذى يتصدر قائمة السياح الأكثر إنفاقاً حول العالم بواقع 277 مليار دولار فى عام 2018 وفقاً لمؤشرات منظمة السياحة العالمية، وهو ما يجعل الصين التى يجتاحها الفيروس تسهم وحدها بـ51% من الناتج الإجمالى للسفر والسياحة فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ فى عام 2018، وفقاً للمجلس العالمى للسفر والسياحة.
وعلى المستوى المحلى، فقد بدأ عام «الانطلاق السياحى» كما وصفه الخبراء بأحداثٍ مخيبة للآمال، فبعدما توقعت منظمة السياحة العالمية أن يتخطى عدد السياح الوافدين لمصر على مدار العام الجارى 15 مليون سائح، وتجاوز أعداد 2010 الذى أطلق عليه عام الذروة، ترصد الشركات والفنادق حجم الخسائر التى قد تتكبدها خلال الربع الأول من 2020، مترقبين نهاية انتشار الوباء والوصول إلى مصل لعلاجه.
وتأتى هذه التوقعات فى ظل ارتفاع حالات التأهب فى الدول التى تستحوذ على النسب الأكبر من السياحة الوافدة إلى مصر، خاصة الدول الأوروبية التى تستحوذ على أكثر من 60% من السياح الوافدين، وتتصدر هذه الدول ألمانيا التى سجلت أعلى نمو فى السوق الأوروبية حيث وصل عدد السائحين إلى 1.7 مليون سائح خلال 2018، فقد وصل عدد المصابين بها إلى 2078 شخصاً وتوفى ثلاثة أشخاص، فضلاً عن السياحة الإيطالية التى شهدت انقطاعاً تاماً نتيجة فرض حجر صحى على كل أرجاء الدولة نتيجة انتشار الفيروس وتصدرها المركز الثانى عالمياً بعد الصين فى عدد المصابين بواقع 15 ألف حالة وأكثر من ألف متوفى، وغيرها من الدول الأوروبية والآسيوية التى ينتشر بها الفيروس وتفرض إجراءات لمنع انتشاره مثل إنجلترا التى تحتوى على 590 مصاباً ونحو 10 متوفين، فضلاً عن بعض البلدان العربية التى منعت رحلات الطيران منها وإليها.
ومن ناحية أخرى يتوقع بعض الخبراء أن انتشار الفيروس فى العديد من البلدان السياحية، قد يساعد على تغيير العديد من السياح لوجهتهم السياحية فى الفترة المقبلة، وقد تأتى مصر على رأس المستفيدين من هذا التغيير، مبررين ذلك بأنها الخيار الأفضل نظراً لما تتمتع به من جو دافئ يمنع انتشار الفيروس.
وشكلت الحكومة المصرية لجنة مشتركة من القطاعين الصحى والسياحى لمواجهة أية تداعيات للفيروس، تنعقد بشكل دائم لبحث مستجدات التأثيرات، فى وقت تستمر فيه جهود التنشيط السياحى بالخارج ومحاولات جلب السياح الجدد خاصة أنهم يتوقعون أن انتشار هذا الفيروس «مؤقت»، إلى جانب تعميم تعليمات بشأن البيئة والصحة والوقاية بين العاملين فى المنشآت السياحية.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة عادلة رجب، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للسياحة ومديرة مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن انتشار حالة الخوف بين الناس من انتقال عدوى الكورونا خاصة فى الأماكن المزدحمة التى يتوافد إليها جنسيات مختلفة مثل المطارات، من شأنها أن تؤثر بالسلب على حركة السياحة المصرية على المدى القصير، وتحول دون وصولها للمعدلات المستهدفة خلال العام الجارى وكسر حاجز عام 2010، وذلك نتيجة توقف حركة الطيران فى العديد من الدول العربية والأجنبية المصدرة للسياحة، فضلاً عن الانخفاض المتوقع لدخول الأفراد فى الدول المصدرة للسياح وتراجع معدلات إنفاقهم نتيجة انخفاض معدلات الإنتاج والنمو فى هذه الدول وفقاً لتوقعات المؤسسات الدولية، مما ينعكس بالسلب على الإنفاق السياحى.
وأضافت أن استمرار هذه الحالة لفترات أطول قد يؤدى إلى إشهار العديد من الشركات إفلاسها نتيجة انهيار أسهمها بأسواق المال، مشيرة إلى أن تعافى هذه الظاهرة يرتبط بتحسن حالة الذعر من الكورونا، وعودة الحياة إلى طبيعتها فى الدول.
"تسريح العمالة" غير مطروح على أجندة الشركات
وعادة ما تلجأ المؤسسات والشركات إلى استراتيجية تسريح العمالة لخفض التكاليف فى حالة الأزمات، حيث قامت شركة الألعاب «تويز آر إس» بتسريح 33 ألف شخص عند اقترابها من الإفلاس، وقامت شركة البيع بالتجزئة «وول مارت» بتسريح 500 موظف، وأعلن إيلون ماسك المدير التنفيذى لشركة السيارات «تسلا» عبر البريد الإلكترونى للشركة عن خطة لتسريح 9% من القوة العاملة، فهل سنرى هذه الاستراتيجية إذا ما تأزمت الأوضاع.
علقت عادلة رجب، على هذا الأمر، قائلة «إن شركات السياحة المصرية عانت لمدة 8 سنوات من ضعف حركة السياحة، ومع ذلك لم تتخلص من العمالة، ونجحت أن تصمد، لذا فحتى مع تعرضها المحتمل للخسائر لن تتخلى الشركات والفنادق المصرية عن العمالة لو أن الدولة ساندتها».
رئيس الغرفة بالأقصر: 20% نسبة التأثر السلبى لحركة السياحة فى المحافظة.. ونأمل فى وضع حد لهذا الوباء
فيما يرى ثروت عجمى، رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر، أن هذه الاستراتيجية قد تكون أحد الحلول الأخيرة التى يمكن أن تلجأ إليها الشركات إذا ما استمر الوضع لفترات طويلة، أما على المستوى القصير فلن تقوم شركات السياحة بتسريح للعمالة.
وأوضح أن انتشار عدوى فيروس كورونا على نطاق واسع حول العالم، وظهور بعض الحالات فى الأقصر، أثر على معدل الإشغالات والحجوزات بنسب تتراوح بين 15 و20%، ترجع فى الأساس إلى انقطاع توافد بعض الجنسيات مثل السياح الصينيين والإيطاليين، متوقعاً أن يزيد هذا التأثير إلى حين ظهور علاج للفيروس المستجد.
وقال «عجمى» إن السياحة تمرض ولا تموت، مؤكداً أنه مع احتواء فيروس كورونا ستعود السياحة لما كانت عليه، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تقوم بكل الإجراءات الاحترازية على أعلى مستوى من نشر تعليمات وتعقيم وكشف عن الحالات لاكتشاف المصابين وعزلهم وعمل التحوطات اللازمة.
رئيس غرفة شركات السياحة: عدم إلغاء الحجوزات السابقة أرجأ ظهور التأثير السلبى للفيروس.. و
وأكد حسام الشاعر رئيس غرفة شركات السياحة، أن الحجوزات الحالية التى سجلتها الفنادق والشركات لم تشهد أى إلغاءات، مع تصاعد حالة الزعر من فيروس كورونا، مشيراً إلى أن هناك انخفاضاً بنسب تتراوح بين 70 و80% فى حجم الحجوزات الجديدة للمقصد المصرى، خلال هذه الفترة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى، منوهاً بأن تباطؤ معدل الحجوزات تشهده جميع دول العالم بسبب التخوف من السفر تجنباً للعدوى.
وأبدى «الشاعر» قلقه بشأن تأثر حركة السياحة عالمياً بسبب اتساع بقعة انتشار فيروس كورونا المستجد جغرافياً، فى ظل عدم وجود توقع لانتهاء وانحسار الأزمة، موضحاً أنه فى حال استمرار تفشى الفيروس قد تفلس بعض شركات الطيران العالمية، معرباً عن أمله فى أن تنجح الجهود الدولية الحثيثة فى مواجهة انتشار الفيروس ومحاصرته منعاً لتأثيره السلبى على الاقتصاد العالمى وحركة السياحة الدولية.