مصر تعتزم دخول عصر "النقود البلاستيكية" وخبراء: نمتلك القدرة لنصبح مركزاً إقليمياً لطباعتها

07:57 م | السبت 14 مارس 2020

فى ظل التحول نحو مجتمعات صديقة للبيئة، ومحاربة عمليات تزوير الأموال الورقية، يستعد البنك المركزى المصرى لطرح نقود بلاستيكية من فئة 10 جنيهات خلال الفترة المقبلة، وتحديداً مع بدء عمل مطبعة البنك المركزى الجديدة فى العاصمة الإدارية، وفقاً لتصريحات جمال نجم، نائب محافظ البنك المركزى.

وتعكف الحكومة على البدء فى عملية الانتقال للعاصمة الإدارية بشكل تدريجى بداية من النصف الثانى من العام الجارى، حيث سيتم نقل وزارتين تدريجياً كل شهر، ونقل نحو 52 ألف موظف.

تاريخ العملات

وعلى مر السنين تمت صناعة النقود من مجموعة متنوعة من المواد؛ بدأت من الجلود والأصداف والمعادن والورق القطنى، وظلت هكذا لعدة قرون، إلا أنه ومع زيادة المعاملات التجارية فى القرن السابع، بدأ التحول إلى العملات الورقية لسهولة حملها، حيث صدرت أولى العملات الورقية الحديثة فى أوروبا من بنك ستوكهولم عام 1661، وسرعان ما أصبحت هى العملات المفضلة فى جميع أنحاء العالم.

ومع التطورات التكنولوجية الحديثة وتوجه العالم نحو الحد من التلوث والقضاء على عمليات التزوير والتزييف أصبحت أوراق النقد ذات الغشاء البلاستيكى، التى يتم تصنيعها من مادة البوليمر، توفر مزايا أمنية أفضل، إلى جانب طول العمر وكفاءة الاستخدام.

وتتسم النقود البلاستيكية بالمرونة والقوة، والسمك الأقل، والتى تتيح عمراً افتراضياً أطول يصل إلى نحو 5 أضعاف عمر الفئة الورقية المصنوعة من القطن، إلى جانب أنها مقاومة للماء، وأقل فى درجة تأثرها بالأتربة، كما أنها صديقة للبيئة، وذات قابلية أقل كثيراً فى التلوث مقارنة بفئات النقد الورقية المتداولة، بالإضافة إلى صعوبة التزييف والتزوير.

تجارب دولية

وتعتبر أستراليا أولى الدول التى أصدرت عملة بلاستيكية مصنوعة من البوليمر فى عام 1988، والذى يستخدم الآن فى أكثر من 20 دولة مختلفة، حيث ألغت أستراليا استخدام العملة الورقية تماماً فى عام 1996، بعد أن طورتها جامعة ملبورن بالتعاون مع البنك الفيدرالى الأسترالى.

وتستخدم حالياً 6 دول أخرى العملات البلاستيكية فقط، وهى كندا ونيوزيلندا ورومانيا وسلطنة بروناى وبابوا غينيا الجديدة وفيتنام، إلى جانب أستراليا.

وبدأ البنك المركزى الإنجليزى فى إصدار عملات بلاستيكية جديدة مع بداية عام 2016 من فئة 5 و10 و20، والتى حملت صورة ملكة بريطانيا، وتعد هذه هى المرة الأولى فى التاريخ البريطانى التى تقوم فيها بإصدار عملات بلاستيكية.

وتعتبر رومانيا أول بلد أوروبى يُقدم مجموعة كاملة من أوراق النقود من البلاستيك بين عامى 1999 و2001، ثم أجرت نيوزيلندا تجارب على النقود البلاستيكية فى عام 1999، وأصدرت أول ورقة بوليمرية بـ20 دولاراً، وبعدها قام بنك الاحتياطى النيوزيلندى بتحويل جميع النقود إلى بلاستيك.

وتحولت دولة بروناى الآسيوية إلى الأوراق النقدية البلاستيكية فى عام 2007، ثم انضمت كندا وشيلى وجامبيا ونيكاراجوا وترينيداد وتوباجو وجزر المالديف للبلدان التى أضيفت فى الآونة الأخيرة إلى قائمة البلدان التى تستخدم العملة البلاستيكية.

وحول انتشار العملة البلاستيكية فى الدول العربية، فقد اقتصرت على تعاقد البنك المركزى الكويتى فى عام 2013 مع شركة «دى لا رو» لطباعة العملة البلاستيكية، وهى الشركة التى تصنع العملة الجديدة للدول التى اعتمدت هذه المواد، لتكون الكويت هى الدولة العربية الأولى التى تستخدم العملات البلاستيكية.

فرصة مصر

ومع دخول مصر فى طباعة واستخدام العملات البلاستيكية فإن هذا يسهم فى تشجيع الدول المجاورة فى طباعة عملتها بلاستيكياً بالقاهرة وتغذية المنطقة بالكامل، خاصة أنه لا يوجد فى قارة أفريقيا سوى دولة غانا التى تستعمل العملات البلاستيكية، وتطبعها فى أستراليا، ما يعنى أن فرصة مصر كبيرة لتصبح مركزاً إقليمياً لطباعة العملات البلاستيكية.

حسين رفاعى: التوجه نحو طباعة نقود بلاستيكية خطوة جيدة.. وماكينات الـATMs مؤهلة لاستخدام العملة الجديدة

وفى هذا الصدد، أشاد حسين رفاعى، رئيس مجلس إدارة بنك قناة السويس، بتوجه البنك المركزى المصرى نحو التحول للعملات البلاستيكية، مشيراً إلى أن العديد من الدول بدأت فى التحول نحو العملات البلاستيكية لأنها تتسم بالعديد من المميزات.

وأوضح أن تكلفة طباعة الأموال البلاستيكية أقل من نظيرتها الورقية، لأن النقود البلاستيكية تعيش لمدة أطول بكثير من الأموال الورقية والتى قد تصل إلى 3 أضعاف، وأنها أكثر تحملاً من العملات الورقية بحوالى من ثلاث إلى أربع مرات، ما يعنى أن التالف من هذه العملات الجديدة أقل، منوهاً بأن الأموال البلاستيكية أقل تلوثاً من العملات الورقية، ما يقلل من نقل البكتيريا والفيروسات بين المواطنين.

وحول جاهزية ماكينات الصراف الآلى التابعة للبنوك المصرية للتعامل مع النقود البلاستيكية، قال «رفاعى» إن ماكينات الـATMs فى مصر مؤهلة لاستخدام الأموال البلاستيكية، مشيراً إلى أن الماكينات الحالية تتيح استخدام العملات الأجنبية، التى تحتوى على مواد بوليمر التى تدخل فى صناعة العملة البلاستيكية.

عمرو الألفى: صعوبة التزوير وانخفاض التكلفة وإمكانية إعادة التدوير أبرز مزايا النقود البلاستيكية

من جانبه، قال عمرو الألفى، رئيس قطاع البحوث بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية، إن هناك العديد من الدول التى نجحت فى استخدام النقود البلاستيكية وعلى رأسها أستراليا وهونج كونج، مشيراً إلى أن هذا النوع من الأموال يعيش لمدة أطول من العملات الورقية، كما أنه يحد من عمليات تزوير العملة.

وأشار إلى أنه فى نهاية دورة حياة النقود الورقية عادة يتم تمزيقها ونقلها إلى موقع دفن النفايات، أما أوراق البوليمر فيتم تحويلها إلى حبيبات تستخدم فى صناعة المواد البلاستيكية اليومية مثل أثاث الحدائق وغيرها.