مدير التوجيه المعنوى فى الجيش الليبى: "الإخوان" أنفقوا 2 مليار دولار على أسلحة ومرتزقة تركيا

مدير التوجيه المعنوى فى الجيش الليبى: "الإخوان" أنفقوا 2 مليار دولار على أسلحة ومرتزقة تركيا
- غسان سلامة
- العدوان التركي علي ليبيا
- العميد خالد محجوب
- الجيش الليبي
- معركة طرابلس
- رمضان
- الأخوان
- علاقة مصر وليبيا
- غسان سلامة
- العدوان التركي علي ليبيا
- العميد خالد محجوب
- الجيش الليبي
- معركة طرابلس
- رمضان
- الأخوان
- علاقة مصر وليبيا
تشهد ليبيا تطورات متسارعة فى الفترة الأخيرة على الصعيدين العسكرى والسياسى، إذ استطاع الجيش الوطنى الليبى أن يحقق تقدمات حقيقية وملموسة على الأرض فى معركة تحرير العاصمة «طرابلس» من الميليشيات الإرهابية المدعومة من تركيا، حتى باتت المعركة النهائية مسألة وقت، واستطاع الجيش الوطنى كذلك أن يصدّر الأزمات إلى الداخل التركى نتيجة الضربات الموجعة التى يوجهها للاحتلال التركى، وجاء المبعوث الأممى إلى ليبيا، غسان سلامة، ليضيف بُعداً أكثر تعقيداً للأزمة بعد مغادرته.
العميد خالد المحجوب: الذاكرة الليبية تحمل آلاماً لا تُعد ولا تُحصى من الماضى العثمانى.. والأتراك أخّروا العرب عن مواكبة العالم 4 قرون
فى هذا السياق استضافت «الوطن» العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوى بالجيش الوطنى الليبى، فى حوار جرى خلاله تناول آخر تطورات الأوضاع فى ليبيا، وأكد «المحجوب» ثقته فى النصر القريب على الميليشيات الإرهابية، متوقعاً أن تنتهى معركة «طرابلس» بحلول شهر رمضان. ولفت القائد العسكرى الليبى إلى أن الجيش تطورت إمكانياته وقدراته، مشيراً إلى أنه نجح فى إسقاط 54 طائرة تركية مسيّرة تقريباً. وشدد «المحجوب» على أن الجيش الليبى لن يتراجع حتى تفكيك الميليشيات وتسليمها سلاحها.
فى البداية، إلى أين وصلت معركة «طرابلس» ولماذا لم تُحسم حتى الآن؟
- أولاً، أتقدم بالشكر لجريدة «الوطن» على الاستضافة، وأتشرف دوماً بأن أكون بين الإعلام والإعلاميين، لأنهم هم صفوة المجتمع، والإعلام هو سلاح الأحداث وتأثيره ضخم جداً، ندرك قيمة الإعلام ونشكر صحيفة «الوطن» كونها أحد الأصوات العربية التى تدعم استقرار الدولة الليبية. أما بخصوص معركة تحرير العاصمة الليبية «طرابلس»، فى لحظة من اللحظات كان الجيش الوطنى الليبى قريباً من ساعة الصفر أو لحظة انتهاء المعركة، والعشرات الذين بدأت بهم المعركة الآن أصبحوا عشرات الألوف مرابطين وقادرين على تحقيق هذا المبتغى، سواء على المستوى السياسى أو العسكرى.
لقد استطاع القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر تكوين جيش حقيقى فى المنطقة قادر على مقارعة الإرهاب سواء على المستوى التدريبى أو من خلال القتال. فكرة الجيش بدأت من «بنغازى» وفق أسس نظرية عسكرية، ولكنه جدّد فى تلك النظريات بما يتوافق مع الأوضاع فى «بنغازى» و«درنة»، معتمداً على الإمكانية والوقت المناسب لتحقيق الهدف.
اليوم وبعد هذه الرحلة من الإرهاب والمعاناة التى قاساها الليبيون مع جماعة الإخوان ونهب ثرواتهم والمناورات الخسيسة والخبيثة للإخوان التى أنتجت اتفاق الصخيرات وسيطرتهم على مفاصل الدولة بعد انقلابهم فيما يُعرف بـ«قوات فجر ليبيا»، انقلبوا على نتائج الانتخابات فى 2014 بعد أن رفضتهم جموع الشعب وسيطروا على السلطة والعاصمة وحققوا مبتغى آخر بالذهاب للتفاوض فى «الصخيرات» بالمغرب، وتحايلوا على الترتيبات الأمنية التى نص عليها الاتفاق وأهمها تفكيك الميليشيات. الإخوان أداروا ظهورهم أيضاً لاعتراف مجلس النواب الليبى بالحكومة التى تشكلت، وبدلاً من أن يتم تفكيك الميليشيات الإرهابية والسيطرة عليها وجدنا أن الميليشيات استولت على الحكومة، ولم يعد هناك حكومة وفاق أو وفاق من الأساس.
كيف ترى استقالة غسان سلامة المبعوث الأممى إلى ليبيا؟
- سلامة جاء إلى ليبيا، لكنه ترك جوهر القضية فى ليبيا وذهب لمسارات أخرى، وبالتالى كان لا بد أن يصل إلى طريق مسدود، واستقالته كانت طبيعية لأنه كان يسير فى الطريق الخطأ ويجدف عكس التيار.
غسان سلامة فشل بانحيازه لحكومة "السراج".. وقبائل ليبيا طلبت منه المغادرة
إذن أليست الاستقالة لأسباب صحية كما قال هو؟
- لا أعتقد، غسان سلامة فشل، ولو كان نجح ما كان ليترك لغيره أن يحصد ثمار ما قام به.
«سلامة» انحاز لحكومة السراج، وهذا رأى القبائل الليبية التى طلبت فى مؤتمرها الأخير أن يغادر، عندما كان يتحدث مثلاً كان يقول إن هناك بعض الجهات تجلب المرتزقة إلى ليبيا ولا يذكرها، فى الوقت الذى لا تذكر فيه الجهات التى تقوم بذلك تتحدث علناً عن استجلاب هؤلاء المرتزقة، هذا أمر غريب.
سيطرنا على "درنة" بـ50 جندياً أمام 2000 مقاتل
كيف كان مسار المعركة ضد الإرهاب فى ليبيا؟
- تم القضاء على الإرهاب فى «بنغازى» وفى «درنة»، كان هناك استخدام أمثل للإمكانيات والقدرات المتاحة من قبَل القائد العام للجيش الوطنى المشير خليفة حفتر، أكثر من ألفى مقاتل كانوا فى «درنة» نجحنا فى السيطرة عليهم وتحييدهم بـ50 جندياً فقط من الجيش الوطنى الليبى، وبالتالى هذه مسألة تكتيكية ليست سهلة. فى «بنغازى» كانت البداية بعشرات الجنود، وانتقلنا إلى «الرجمة» وهى منطقة تم استدراج الميليشيات إليها، وتم تشكيل غرفة شباب المناطق لقتال الميليشيات فى «بنغازى»، ما جعل هناك صعوبة كبيرة لدى الأخيرة للسيطرة على «بنغازى»، حتى تمت السيطرة عليها وتأمينها، ثم الذهاب إلى «درنة» والجنوب، حتى الوصول إلى «طرابلس» والسيطرة على «سرت» من قبل، وتحرير «طرابلس» يُعتبر نهاية الإرهاب، فهى معركة استراتيجية.
"أنقرة" بدأت تجميع ونقل الإرهابيين من العراق وسوريا بعد سقوط "القذافى" مباشرة
وتحرير «سرت» فى وقت قياسى جداً يدل على أن الحاضنة الشعبية فى ليبيا رافضة للإرهابيين وتريد الجيش الوطنى الليبى، لو كان الليبيون يرفضون الجيش ما كنا حققنا ما حققناه من انتصارات، ولذلك نحن نراهن فى المعركة مع تركيا على الشعب الليبى والزخم الشعبى الداعم للجيش، وبالتالى لن يُهزم الجيش. ثم بدأت المعارك فى «طرابلس» ووصلنا إلى مرحلة نهاية ما تبقى من ميليشيات فى «طرابلس»، عندما تكون على بُعد 3 كيلومترات من قلب العاصمة لا أعتقد أن المسألة تحتاج وقتاً أكثر مما مضى، أيضاً كل الأهداف التركية من مخازن وأسلحة وميليشيات ومرتزقة كلها تحت مرمى نيران الجيش، سيطرنا على أغلب الأحياء فى «طرابلس» وتلك المحيطة بها، الآن «طرابلس» تحت قوس من نيران الجيش الوطنى الليبى. لكن لما صدر وقف إطلاق نار توقفنا، والقرار صدر لدواع عدة.
لكن الميليشيات لم تلتزم بوقف إطلاق النار؟
- هذه ميليشيات إرهابية، ونحن نعرف كيف نتعامل مع ذلك، نحن لسنا دعاة حرب أو قتل، وإذا كان هناك طريقة لتفكيك الميليشيات الإرهابية غير الحرب فسيكون ذلك برأينا أفضل، وهذا يوضح الصورة الحقيقية للقوات المسلحة الليبية وقيادتها، أنها قيادة مسئولة تريد الحفاظ على الدولة والمؤسسات العامة ومقدرات الليبيين. القدرة التدميرية للجيش الليبى كبيرة جداً، كان يمكننا دخول «طرابلس» وتدمير كل شىء فيها، لكن نحن يهمنا شعبنا، ولهذا كانت الخطة مرسومة بجلب الميليشيات عند العاصمة، والتى تجمعت بالفعل، وبالتالى القضاء عليها فى هذه المعركة يعنى القضاء عليها فى كل ليبيا.
ماذا عن النفط ووضعه فى الوقت الحالى؟
- الحقول والموانئ بالكامل تحت سيطرة القوات المسلحة بالتأكيد، والعوائد نتيجة اتفاقيات لها علاقة بمصرف ليبيا المركزى تتعلق بالنفط ذاته، والتحويلات وهذه الأمور تتم من خلال الترتيبات التى وُضعت ضمن اتفاق الصخيرات، ونحن نعتبر هذا الاتفاق مأساة، خبث الإخوان ظهر فى اتفاق الصخيرات، بمجرد أن اعترف العالم بالمجلس الرئاسى بدأ المجلس يعمل كحكومة والمصرف المركزى يتبع له وبناء عليه فإن العوائد تحول عن طريق مصرف ليبيا المركزى فى العاصمة باعتبار أنه سيكون هناك توزيع عادل لثروات النفط، انسحاب المعارضين من المجلس الرئاسى جعل هذا المجلس تحت رحمة الميليشيات ويعمل وفق ما تريده. وعندما أحس الشعب الليبى والقبائل أنه لا فائدة من ذلك وأن أموال الليبيين تحول من مصرف ليبيا المركزى لتصل إلى المرتزقة والميليشيات التابعة لتركيا، هذا المال استُخدم ضد الجيش الليبى وضد القبائل وضد الأمن، إذن كان لا بد من إجراء، لأنه ورقة ضغط رغم وجود أموال لديهم، وهذه كانت أوراق الجيش الليبى منذ البداية، السيطرة على مناطق النفط حتى يكون لدينا ورقة مهمة فى إطار العلاقة مع العالم.
كيف ترى مسألة التحالف الواضح بين الإخوان والجماعات الإرهابية الأخرى فى ليبيا رغم أنهم فى مناطق أخرى ينكرون علاقتهم بالإرهاب؟
- أعتقد أن الأمر أكبر من مجرد تحالف، الإخوان يقودون هذه الميليشيات الإرهابية، ولديهم تطرف يتماشى مع هذه الميليشيات، فضلاً عن أن هذه الميليشيات تعمل مع من يملك المال، ومن يملك المال هم الإخوان حالياً فى العاصمة من خلال المصرف المركزى، وبالتالى هم ليسوا متحالفين فقط بل الإخوان يديرون هذه التنظيمات الإرهابية وهم من أحضروا المرتزقة والإرهابيين ومن خلقوا لهم المناخ الملائم لها وقضوا على الجيش فى «طرابلس».
كيف قضوا على الجيش فى «طرابلس»؟
- الإخوان عملوا على ضرب النسيج الاجتماعى واستخدام المال الفاسد وهم أيضاً أصحاب المصلحة فى الوضع الحالى، لأنهم لا يمتلكون حاضنة شعبية فى ليبيا، مثل مصر، هم يعتمدون على التحكم فى أدوات السيطرة وليس الشعبية. عندما حدث انقلاب «فجر ليبيا» عقب انتخابات مجلس النواب الليبى فى 2014، ميليشيات «مصراتة» دخلت إلى «طرابلس» وطردت ميليشيات مدينة «الزنتان»، وبعد ذلك قامت قوات «طرابلس» بطرد ميليشيات «مصراتة»، بعد ذلك سيطرت «القاعدة» على السجن السياسى، فطردتهم قوات «طرابلس»، ثم لما انطلقت معركة «طرابلس»، عادوا جميعاً وتوحدوا فى العاصمة، ومن بينهم عناصر كثيرة مصنفة على قوائم الإرهاب ومطلوبة دولياً.
وكيف ستكون الفترة المقبلة على الصعيدين السياسى والعسكرى؟
- هناك شرط أساسى لا غنى ولا تنازل عنه، تفكيك الميليشيات الإرهابية وتسليم سلاحها بالسياسة أو بالقوة، لا حل آخر، فالمشكلة أمنية فى ليبيا وليست سياسية أو اقتصادية كما حاول البعض التسويق لذلك، وغير ذلك لن يحدث. وإن شاء الله معركة «طرابلس» تنتهى فى شهر رمضان بحسب توقعاتنا، ويوم 4 أبريل ذكرى مرور عام على انطلاق المعركة سيكون يوم عيد.
هل من المهم أن تلغى الاتفاقية التى وقعها فايز السراج مع «أردوغان»؟
- هى ملغاة بالفعل، أنت تعرف أنه وفقاً للقانون الدولى، فإن أى اتفاقات تتعلق بالسيادة الحدودية والاقتصادية لا يُعتد بها إلا بعد موافقة مجلس النواب، ومجلس النواب الليبى لم يوافق على هذه الاتفاقية. والاتفاقية أيضاً رُفضت أوروبياً ودولياً.
أسقطنا 54 طائرة تركية مسيَّرة.. ولا تراجُع حتى حل الميليشيات وتسليم سلاحها
معركة الطائرات المسيّرة لها أهميتها ضمن معركة تحرير «طرابلس» بعد نجاح الجيش الوطنى فى التعامل معها، ماذا عن الأرقام والإحصاءات بهذا الخصوص؟
- استطاع الجيش الوطنى الليبى إسقاط نحو 54 طائرة تركية مسيّرة أو 56، فى آخر مرة أسقطنا 13 طائرة تركية مسيّرة فى أسبوع بينها 7 فى يوم واحد.
هذه الطائرات التى يطلق عليها فخر الصناعة التركية؟
- هذه بالأساس كانت شركة إسرائيلية واشتراها الأتراك ومعروفة قصتها، وهم يطلقون عليها رغم ذلك فخر الصناعة التركية.
ماذا عن الجنود الأتراك فى ليبيا؟
- لا يوجد جنود مقاتلون فى ليبيا، وإنما جنود يعملون كحرس شخصى للمستشارين العسكريين والخبراء الأتراك، وعددهم قرابة 120 تقريباً. يتركزون فى قاعدة معيتيقة.
هناك قرابة 5 آلاف مرتزق أو 4 آلاف و700، إذا دخلتم «طرابلس» إلى أين سيذهب هؤلاء؟
- هؤلاء يواجهون غلياناً وغضباً شعبياً كبيراً، وإذا دخلنا «طرابلس» فإن الشعب سيذبح هؤلاء المرتزقة، الأمر وصل إلى أن المرتزق السورى يستوقف المواطن الليبى ويقوم بتفتيشه ويستجوبه، فهذا أمر يثير غضب وحفيظة الليبيين.
ليبيا آخر أمل لـ"الإخوان".. و"أردوغان" يراها جزءاً من "الحلم العثمانى" للسيطرة على المنطقة
ما قمتم به فى ليبيا ضد مرتزقة تركيا وأسلحتها صدّر أزمة كبيرة لـ«أردوغان» فى الداخل التركى، أليس كذلك؟
- بالفعل نجحنا فى ذلك، والأمور ستذهب إلى أبعد من ذلك، والإخوان سيسقطون وسيسقط نظام أردوغان. الإخوان ورطوا تركيا فى أزمة، تركيا ليست دولة صناعية بحجم كبير ولا ثروات لديها، وتوريطها جاء من باب الإغراء بأن يسيطر الأتراك على المنطقة بعد أن فشلوا فى عضوية الاتحاد الأوروبى، وخروجهم تقريباً من مسألة العضوية للاتحاد كان مقترناً بمرحلة الاضطرابات التى شهدتها المنطقة ومن هنا كان الحلم العثمانى بالسيطرة على المنطقة بديلاً عن دخول الاتحاد الأوروبى، والتحرك فى ليبيا يأتى ضمن هذا الإطار.
وسائل الإعلام التركية تقول إن «أردوغان» يريد السيطرة على النفط السورى وأيضاً يريد استثمارات 120 مليار دولار من كعكة ليبيا، إلى أى مدى عبّر ذلك عن الأطماع التركية؟
- هذه التحركات تعبّر عن أطماع تركيا، وتعكس فى الوقت ذاته الأوضاع الاقتصادية فى تركيا، لأن تركيا على شفا هاوية، وإن لم يكن هناك حل اقتصادى ستضيع تركيا، السياحة التركية لم تعد مغرية، وليست هى دولة صناعية كبيرة، وليست صاحبة ثروات.
هذا عكس الصورة التى يعمل الإخوان على إظهارها عن النظام التركى ومحاولات تلميعه.
- نحن ماضينا كعرب مع العثمانيين وخصوصاً الليبيين مؤلم ودموى جداً، والذاكرة الليبية تحمل آلاماً لا تُعد ولا تُحصى من الماضى العثمانى التركى، فضلاً عن حالة التأخر للعرب فى المنطقة من جرّاء الاحتلال التركى، أخّرونا 4 قرون على الأقل لا نكن نعرف خلالها ما يحدث فى العالم، وهم كل همهم جمع الأموال وإرسالها إلى «الأستانة» لإنفاقها على الخلاعة والمجون من قبل السلاطين المعتوهين، لهذا أطلقنا على «أردوغان» أنه السلطان المعتوه لأنه يكمل سلسلة هؤلاء السلاطين.
كيف ترى تركيز تركيا فى الفترة الأخيرة على استنفار الكراغلة أو ذوى الأصول التركية فى ليبيا؟
- «أردوغان» يحاول أن يلعب بالأوراق التى يرى أنها رابحة بالنسبة له، لكن هذا لن يجعل أحداً يتنكر لليبيته، ورغم أن هناك مغالطات تاريخية بشأن الكراغلة، فإن هناك مبالغات بشأن عددهم، وأيضاً لا يمكن أن يتم اقتطاع منطقة من ليبيا مثل «مصراتة» وتكون تركية، «مصراتة» واقعها الجغرافى ضمن ليبيا واقتصادها كذلك.
لكن كيف سيكون التعامل من قبَل الشعب الليبى مستقبلاً مع «الكراغلة» بعد دعمهم للعدوان التركى؟
- الحقيقة أن الصراع فى ليبيا ليس له علاقة بالعرق، وإنما هو صراع بشأن المال الفاسد، الإخوان سيطروا على المال، وجعلوا أبناء «طرابلس» فى حاجة وفقر واحتياجات أسرية، وبالتالى هم يستغلون هذه الظروف، وخلقوا أوضاعاً صعبة لاستغلال الشعب، وبالتالى المسألة ليس لها علاقة بدين ولا بعرق.
هل الوضع فى ليبيا يُكمل ما يجرى فى سوريا فى ظل العدوان التركى هنا وهنا؟
- الحقيقة أن هناك فوارق كثيرة بين الوضع فى ليبيا وسوريا. مسألة تبادل الوفود بيننا وبين الحكومة السورية هى لأن العدو واحد والمصير مشترك، لكن نحن لا علاقة لنا بالوضع الداخلى السورى.
ما الفارق فى المعركة برأيك لتركيا بين سوريا وليبيا؟
- ليبيا الوضع فيها صعب جداً بالنسبة لتركيا، فلا توجد حدود برية مثل سوريا، ولا تركيا تملك القدرات العسكرية الكافية لتقوم بحرب تبعد عنها كل هذه المسافة، وحتى الأتراك فى سوريا يعانون رغم قرب المسافة الجغرافية.
الإخوان اغتالوا 800 عسكرى لمنع قيام جيش وطنى.. وحولوه فى "طرابلس" إلى كانتونات لتلقى الرواتب تحت سيطرة الميليشيات
دعنى أعد بك إلى بداية إعادة بناء الجيش الليبى، إلى أى مدى وصلت قدراته فى الوقت الحالى؟
- الحقيقة أن قدرات الجيش الليبى فى الوقت الحالى عالية ومتوفرة، بدأنا بعشرات العسكريين بعد أن كان يتم استهدافهم وتصفيتهم، وقد قامت جماعة الإخوان والميليشيات والتنظيمات الإرهابية الموالية لهم بتصفية نحو 800 عسكرى فى «بنغازى» للحيلولة دون قيام جيش وطنى.
هذا كان التعامل مع العسكريين فى «بنغازى»، ماذا عن العاصمة؟
- فى «طرابلس» عمل الإخوان على إفراغ المؤسسة العسكرية، وتحويلها إلى مجرد كانتونات لتلقى الرواتب، يأتى الشخص كل ثلاثة أو أربعة أيام ليوقع ويعود إلى منزله ويتلقى راتبه، لكن لا توجد مؤسسة عسكرية محترفة منضبطة، وإنما الميليشيات الإرهابية هى المتحكمة فى كل شىء.
ماذا عن وضع فايز السراج فى «طرابلس»؟
- فايز السراج لا يمثل أى شىء فى ليبيا أو فى العاصمة، الأمر خاضع لسيطرة الميليشيات وهو خاضع لها.
ماذا عن الوضع فى مطار «معيتيقة» وقد تحول تقريباً إلى قاعدة عسكرية تركية؟
- مطار معيتيقة قاعدة عسكرية استُغلت كمطار نتيجة إقفال مطار طرابلس العالمى ووقوعه تحت سيطرتنا، ونحن نسميه بمسماه الصحيح قاعدة معيتيقة التركية، الوضع العسكرى مطمئن جداً رغم أنهم استقدموا نحو 5 آلاف مرتزق، لكن نحن لا نخشى ذلك، وترون أنتم المدرعات التركية وحمولات الأسلحة التى يتم تدميرها.
لماذا سميتم المدرعات التركية «لميس»؟
- هذا اسم لممثلة تركية فى أحد المسلسلات، فسموها لميس كنوع من السخرية.
ماذا عن الحدود المصرية الليبية؟
- الحدود المصرية الليبية آمنة بنسبة 100%، وليس بها أية مشكلات.
ماذا تمثل ليبيا بالنسبة لجماعة الإخوان فى الوقت الحالى؟
- ليبيا هى الأمل بالنسبة للإخوان، لأنها آخر معركة لهم بعد أن سقطوا فى مصر والسودان وأماكن أخرى، وبالتالى إذا سقطوا فى ليبيا سيسقطون فى مناطق أخرى. ولذلك فإن جماعة الإخوان تقاتل حتى آخر نفس ولا يريدون فقدان السيطرة على ليبيا.
ماذا عن الأموال التى تقدم لاستجلاب المرتزقة والأسلحة من تركيا وحجم الأموال التى دُفعت؟
- أكثر من 2 مليار دولار فى الفترة الأخيرة هُربت من المال الليبى لشراء الأسلحة واستجلاب المرتزقة، الإخوان حولوا الأموال إلى ميليشياتهم عبر تركيا، وجرحاهم يعالجون فى تركيا، هذه الأموال هى أموال الشعب الليبى التى تنهبها الجماعة الإرهابية، وقطر أيضاً دعمتهم ومولتهم.
العلاقة بين مصر وليبيا
مهما قيل عن العلاقة بين مصر وليبيا فالحديث لا يكفى، لكننا نحن شعب واحد، ومعركتنا واحدة فى مواجهة الإرهاب والتطرف، والشعب المصرى وقف كثيراً إلى جانب الليبيين، كما أن القيادة المصرية لديها مواقف ستبقى مشرفة طوال التاريخ. والشعبان الليبى والمصرى حاربا الإرهاب معاً، وقد سقط فى مصر، وهو فى طريقه للسقوط فى ليبيا.
ولا يمكن أن ننسى أبداً مواقف مصر الرافضة للتدخل التركى فى الشأن الليبى، وليس تركيا فقط، بل أى تدخل من شأنه تهديد وحدة الدولة الليبية.
مناطق سيطرة الجيش الوطنى الليبى
- 28 ديسمبر 2017: الجيش الليبى يعلن السيطرة الكاملة على بنغازى
- 25 يونيو 2018: الجيش الليبى يسيطر على «الهلال النفطى»
- 28 يونيو 2018: الجيش الليبى يعلن تطهير «درنة» من التنظيمات الإرهابية
- أوائل 2019: الجيش الليبى يطرد الميليشيات والمرتزقة من الجنوب
- 6 يناير 2020: قوات الجيش الوطنى الليبى تدخل مدينة «سرت»
- 4 أبريل 2020: الجيش الوطنى يتقدم نحو العاصمة «طرابلس»
محطات تركيا لإرسال قوات إلى ليبيا
- 28 نوفمبر 2019: «السراج» يوقع مذكرتى تفاهم أمنى وبحرى مع «أردوغان»
- 10 ديسمبر 2019: «أردوغان» يصرح بأنه يحق لتركيا إرسال قوات إلى ليبيا فى ضوء اتفاقه مع «السراج»
- 12 ديسمبر 2019: الجيش الليبى يعلن المعركة الحاسمة فى «طرابلس»
- 26 ديسمبر 2019: حكومة «السراج» تطلب من تركيا دعماً عسكرياً وإرسال قوات
- 30 ديسمبر 2019: «أردوغان» يطلب رسمياً من البرلمان التصويت بشأن إرسال قوات تركية إلى ليبيا
- 31 ديسمبر 2019: تقارير عربية وغربية تكشف نقل تركيا أولى الدفعات لمرتزقة سوريين إلى «طرابلس»
- 2 يناير 2020: البرلمان التركى يصوت بالموافقة على إرسال قوات إلى ليبيا
- 5 يناير 2020: تركيا تعلن عن بدء تحريك قواتها إلى ليبيا تدريجياً
- 8 يناير: وسائل إعلام تركية تتحدث عن إرسال 35 جندياً إلى ليبيا