روايات ضحايا تصادم القطارين: الصوت كان زي القنبلة والصدمة دفعته للأمام

كتب: أحمد العميد

روايات ضحايا تصادم القطارين: الصوت كان زي القنبلة والصدمة دفعته للأمام

روايات ضحايا تصادم القطارين: الصوت كان زي القنبلة والصدمة دفعته للأمام

داخل غرف طوارئ مستشفى معهد ناصر افترشت الأسرة بمصابي حادث تصادم قطاري رمسيس، نشاط بين الطرقات ما بين أشعة وتقارير عن الحالة التي وصلت قبل ساعات قليلة، ما بين إصابات في القدم وفي الرأس وأخرى يجرى فحصها وتقديم الرعاية لها، استقبل المستشفى مصابي الحادث لتقديم الخدمة الصحية لهم.

على سرير يرقد مجدي كامل 20 عاما، بائع بمول سيتي ستارز، وإلى جواره والده، يحاول تخفيف الألم عنه وتهدئته، كان "مجدي" عائدا من أسيوط بعد حضور إحدى المناسبات العائلية، حيث أقاربه هناك، كان الطريق بالنسبة إليه طويلا فأصابه الملل قبل أن يصيبه تصادم القطارين، لم يطق الشاب توقف القطار للتخزين لمدة طويلة ما دفعه إلى أن يقف ويجهز حقيبته وأغراضه استعدادا للنزول من القطار فور توقفه بمحطة رمسيس، إلا أنه بعد وقوفه بدقائق قليلة واصطدم القطار من الخلف قذفته هو وعدد من الركاب إلى الأمام عند الباب الذي يفصل بين عربات القطار، مشيرا إلى أنه فوجئ بتكدس الركاب أسفله بينما يغلق الباب على أطرافهم ما بين أقدامهم وأذرعهم، قائلا: "فوجئت بالناس تحتي ورجليا محشورة في الباب واللي تحتي فيه واحد رجليه الاتنين في الباب ودراع واحد تاني وبيصرخ".

ويضيف "كامل" الذي أصيب في قدمه بكسر، أن القطار لم يكن مزدحما لأن أغلب الركاب نزلوا من القطار في المحطة السابقة "الجيزة"، وهو ما قلل من عدد الإصابات في القطار، وأن المواطنين الذين ساعدوه كانوا من ركاب القطار ومن العربات الأخرى، مشيرا إلى أنه كان يركب في العربة قبل الأخيرة، وأن الناس أصابها الملل من انتظار القطار فترة طويلة ولم يدخل المحطة، ما جعلهم يقفون من على مقاعدهم فأصيب أغلب الذين وقفوا لأن الصدمة جعلتهم يتكدسون ويندفعون بقوة إلى الأمام، مشيرا إلى أن موقع الاصطدام كان بين منطقتي إمبابة ورمسيس، في منطقة روض الفرج، وأن المواطنين هرعوا لإنقاذ المصابين بسبب قوة الاصطدام وصوته العالي، واصفا: "صوت الصدمة كان زي القنبلة وحتى سواق تاكسي شدني مع الناس وفضل معايا لحد ما عربية الإسعاف جت قالي أنا سمعت صوت الخبطة ركنت التاكسي وجيت جري، الناس كانت بتجيلنا من صوت الصدمة، والحمد لله إن القطر كان فاضي لكانت الإصابات بالمئات وناس ماتت"، منددا ببطء إجراءات مستشفى معهد ناصر حيث إنه مضى ساعتين قبل أن يجري أشعة عفى قدمه المصابة وكذلك التأخير في الحصول عليها، مشيرا إلى أن الكشف الكامل على بقية جسده كان بعد الحادث بنحو 4 ساعات، قائلا: "يعني عايزين نكون ميتين ومش بنتحرك علشان يهتموا بينا يعني".

ويقول حمادة حامد 42 عاما، سباك بإحدى شركات المقاولات من المنصورة، إنه كان عائدا من أسيوط في زيارة عمل وكان قادما إلى القاهرة لكي يركب منها إلى بلدته في المنصورة، وفوجئ بالحادث الذي أصابه بجرح قطعي في جبهته بعد اصطدامه بأحد جوانب القطار الحديدي، وإن إصابته لم تعقه عن الحركة، ما جعله يسير على قدمه وينزل من القطار بمساعدة صديق له كان في رحلته وعائدا من أسيوط، مشيرا إلى أن صديقا ثالثا لهما نجا من الحادث بنزوله في محطة "الجيزة"، وأنه كان يركب في العربة رقم 6 في القطار الذي كان يقف وصدم من الخلف، قائلا: "أنا نزلت على رجلى واتحركت وشفت ناس كانت مصابة إصابات جامدة في العربيات اللي ورا، أنا شفت واحد عضم رجليه خرج لبره، والحمد لله إن ناس كتيرة نزلت في الجيزة، والقطر اتحرك من قوة الخبطة".

ويضيف محمد إبراهيم، صديق "حمادة" الذي كان يرافقه في الحادث أنه لم يصب بأي أذى، وساعد صديقه في الحادث وجاء معه في سيارة الإسعاف، أن قوة الصدمة دفعت القطار إلى الأمام عشرات الأمتار، وأن صوت الصدمة كان مرتفعا جدا، مشيرا إلى أن الحادث وقع عند الساعة الثالثة والنصف تقريبا، وكان المواطنون لا يزالون بالشارع فتوافدوا على القطار بعد سماعهم وأن الحادثة وقعت عند الساعة 3 ونصف تقريبا، وأن السور الذي كان يحيط بقضبان القطارات كان به فتحات لعبور المواطنين إلى جانب وجود كوبرى مشاه، ما سهل على المواطنين العبور والمساعدة في إنقاذ المصابين، قائلا: "الناس كانت بتنط من فوق السور وبتعدي من الفتحات دي ومن البيوت اللي حوالين شريط القطر، والحمد لله الإسعاف وصلت في 10 دقايق تقريبا".  


مواضيع متعلقة