"سخمت" إله الداء والدواء.. كيف تجنب المصري القديم الإصابة بالفيروسات؟

كتب: كريم روماني

"سخمت" إله الداء والدواء.. كيف تجنب المصري القديم الإصابة بالفيروسات؟

"سخمت" إله الداء والدواء.. كيف تجنب المصري القديم الإصابة بالفيروسات؟

لم تكن الحضارة المصرية القديمة بمنأ بعيد، عن الأوبئة والفيروسات، فكما انتشر فيروس كورونا في العالم، بشكل كبير في الوقت الحالي، وأصاب العديد من الدول، هكذا أصيب المصري القديم بأنواع مختلفة من الفيروسات، إلا أن طريقة التعافي اختلفت كثيرا عن الحاضر، فإله الوباء والمرض عند المصري القديم، هو نفسه إله التعافي والشفاء، ويدعى "سخمت"، ومبررهم في هذا النهج هو "تجنب شره".

اخترع الكاهن المصري القديم شخصية أسطورية أسمها "سخمت" ضمن ثالوث منف وتظهر بجسد إمرأة ورأس أنثى الأسد، وزوجها المعبود "بتاح" وابنهم "نفرتم"، وتعني القوة وذُكر أنها تجلب الأوبئة والكوارث والذعر، بحسب ما رواه الدكتور بسام الشماع، المؤرخ للحضارة المصرية القديمة لـ"الوطن".

كان الحاكم الآسيوي، يقارن على الدوام بين الرعب الذي يصدره ملك مصر "سنوسرت الأول" من الأسرة الـ12، والرعب الذي تصدره "سخمت"، وذلك في عام وباء الطاعون، ويدل على دورها الكبير في الحضارة المصرية القديمة، وفق ما ذكره "الشماع"، موضحا أن كهنة سخمت لعبوا دوراً لا يقل عن دور الأطباء في عمليات الشفاء.

صدّر كهنة "سخمت" فكرة للمصريين القدماء، مفاداها "إتقاء شر سخمت"، لكونها هي المسؤولة عن نشر الوباء والفيروسات والعلاج منها أيضاً، وأشار "الشماع"، إلى أنه هناك بردية بعنوان أيبرس تناولت دور كهنة "سخمت" في الطب.

وشرحت الجهاز التنفسي عند المصري القديم في نص يقول: "أما عن النفس (النسمة) الذي يدخل في الأنف فهو يمر إلى القلب والرئتين ومن خلالهما يتم توزيع هذا الهواء إلى جميع أعضاء الجسم"، لذلك عرف المصري القديم الأمراض التي لها علاقة بالأنف والجهاز التنفسي والكحة، والطاعون.

عرضت "إيبرس" أمراض الأنف في أربعة فقرات، وبها كلمة مصرية تُنطق "رش"، وهي نزلة البرد أو برد الرأس، ويسبب المرض لفتحات الرأس السبع، ومدون بالبردية علاج الرش، وذلك بوضع عصير البلح داخل فتحتي الأنف.

عرف المصري القديم نزلات البرد، وكانت تسمى "خنث"، وتعني نزلة البرد، وبحسب ما دونه "جون نن" عن "خنث"، أكد أنه دواء آخر للقضاء على الزكام من الأنف بكبريتيت الرصاص وتخلط بالعسل وتُدهن لمدة أربعة أيام.

ولفت "الشماع"، إلى أن المصري القديم لديه تعويذه تحمل أسم "عين وادجيت" على هيئة تمائم بمواد مختلفة من الأحجار الكريمة، وهي أقوى سلاح ضد الفيروسات، وكانت للحماية وللشفاء، مشددا على أن علاج المصري القديم للفيروسات والأوبئة لا يعني ذلك صلاحية استخدامه في الوقت الحالي.


مواضيع متعلقة