حكاية "النخيل".. "شاطئ الموت" من ابتلاع الضحايا لطرحه في مناقصة

04:53 م | الأربعاء 11 مارس 2020

من بين كل شواطئ الإسكندرية، التى تبلغ 45 شاطئاً، ما بين مجانى ومميز وسياحى وخدمة لمن يطلبها، يفضل المصطافون شاطئ "النخيل" أحد أهم وأكبر شواطئ الإسكندرية، الذى تبلغ مساحته 1800 متر، وكان مخصصاً لسكان مدينة 6 أكتوبر فقط منذ سنوات، قبل هدم البوابات وفتحها أمام الجمهور مجاناً ودون أي رسوم، وفقاً لقرار المحافظة بأن يكون البحر متاحاً للجميع.

ابتلع البحر بشاطئ النخيل أعدادا كبيرة من الضحايا الغرق، الذى امتد لأكثر من خمس سنوات ماضية، ورغم ذلك لم تمنع حوادث الغرق المتكررة وخروج الجثث المتعفّنة للشاطئ، المصطافين من قصد الشاطئ لعدة سنوات آخرها الموسم السابق، بل والاستحمام في مياهه، وأغلبهم من محافظات متنوعة "القاهرة، الجيزة، القليوبية، المنيا، البحيرة، وكفر الشيخ"، يأتون ضمن رحلات اليوم الواحد، حاملين طعامهم وشرابهم، يفترشون الشاطئ بأوانى الطعام، فيما يهرول أغلبهم للبحر دون أن يأبهوا لمكبرات الصوت التى تطلق التحذيرات من آن إلى آخر، لمنعهم من النزول للمياه بسبب ارتفاع الأمواج.

ففي الموسم الماضي يأس رجال الإنقاذ المنتشرون على الأبراج ورمال الشاطئ، من عدم استجابة المصطافين لتحذيراتهم من نزول المياه، يضعون الحواجز ويطلقون صافرات الإنذار والتحذير بصفة مستمرة من خلال مكبرات الصوت، ورفع الراية الحمراء، إلا أن الزوار لا يستجيبون كالعادة لأىٍّ من تلك التحذيرات، وينقسم المشهد ما بين أطفال تستمتع بالبحر مع ذويهم وشباب يتخطون الحواجز المسموح بها للاستحمام، وآخرين يقفون بحسرة ودموع وترقب على الشاطئ فى انتظار خروج جثامين الغارقين التى طالت عمليات البحث عنها.

وقبل شهر من استقبال المصطافين والزوار وخاصة بيوم شم النسيم لنزول مياه البحر والاستمتاع، قرر اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، إلغاء تخصيص شاطئ النخيل بنطاق حي العجمي وإعادة طرحه طبقا لقانون المناقصات والمزايدات وبما يحقق رغبات سكان مدينة 6 أكتوبر.

شنت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف برئاسة اللواء جمال رشاد رئيس الإدارة، حملة مكبرة، أسامة علي، مدير المصايف واللجنة الدائمة للشواطئ ومديري الشواطئ وإشغال الطريق لحى العجمى باستلام الشاطئ وتحرير محضر استلام بذلك.

وأكدت الإدارة أنه سيتم التنسيق خلال الفترة المقبلة بين الإدارة المركزية للسياحة والمصايف والإدارة العامة للشؤون المالية بالمحافظة، لتنظيم عملية وإجراءات طرح الشاطئ استعدادا لموسم صيف 2020.

وشهد هذا الشاطئ في السنوات الماضية الكثير من حالات الغرق، حيث أطلق عليه شاطئ الموت، وكانت المحافظة تلقي العديد من التحذيرات من عدم نزول الشاطئ والاستحمام بداخله وذلك خوفاً على حياة المواطنين وسلامتهم وعلى خلفية ما أثير في السنوات السابقة حول تعدد حالات الغرق.

وحذرت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف التابعة لمحافظة الإسكندرية المواطنين من النزول بشاطئ النخيل نظرا لكونه من الشواطئ التي تحمل درجة خطورة عند ارتفاع الأمواج، وتهيب بالمواطنين عدم النزول نهائيا.

وجاء تحرك الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بعد استغاثات قاطني منطقة 6 أكتوبر لمحافظ الإسكندرية بمخالفة جمعية 6 أكتوبر المسؤولة عن المدينة لبنود عقد التخصيص وكذلك انتشار الإشغالات غير القانونية على الشاطئ وسوء معاملة رواده، فضلا عن وقوع العديد من حوادث الغرق بالمدينة خلال السنوات الماضية.