"حرب بترول" بين عمالقة منتجي النفط في العالم.. وخبير: مصر المستفيدة

كتب: مارينا رؤوف

"حرب بترول" بين عمالقة منتجي النفط في العالم.. وخبير: مصر المستفيدة

"حرب بترول" بين عمالقة منتجي النفط في العالم.. وخبير: مصر المستفيدة

دخلت أسواق النفط في حرب بين كبار المنتجين واللاعبين الرئيسيين، وأسهمت تلك الحرب في هبوط أسعار النفط؛ بأعلى وتيرة لها منذ نحو 11 سنة، سجلت أسعار النفط تراجعًا كبيرًا، فبعد أن وصل سعر البرميل إلى 62 دولارًا، انخفض في الوقت الحالي ليصل 30 دولارًا للبرميل الواحد.

البداية، عندما فشلت محاولات منظمة الدول العالمية المصدرة للنفط "أوبك"، في التوصل لاتفاق في تخفيض إنتاج النفط بين السعودية؛ باعتبارها أكبر مصدر للنفط عالميًا،  إلى جانب أن روسيا تعد ثاني أكبر دولة عالميًا في تصدير النفط خلال الاجتماعي الأخير للمنظمة الجمعة الماضية.

حدث ذلك بعد رفض روسيا مقترح السعودية؛ بتخفيض الإنتاج أكثر من السابق، وقررت "أوبك" ديسمبر الماضي تخفيض الإنتاج إلى 1.7 مليون برميل يوميًا، وأرادت المنظمة زيادة التخفيض بواقع 1.5 مليون برميل يوميًا إضافية، وهو ما رفضته روسيا.

وتأتي قرارات منظمة "أوبك" بتخفيض الإنتاج بعد هبوط أسعار النفط الخام بشكل مبالغ فيه، وبالأخص منذ انتشار فيروس كورونا في الصين باعتبارها أكبر مستورد للنفط في العالم وتفشي الفيروس في العالم كله ما ادي الي خفض الأسعار العالمية للنفط وقلة الطلب عليه. 

وبعد رفض روسيا لمقترح "أوبك" بتخفيض الإنتاج للمحاولة لرفع الأسعار وتحقيق سعر جيد وعادل للنفط الخام؛ خاصة بعد موجات الانخفاض التي يتعرض لها، أطلقت السعودية الطلقة الأولى في "حرب البترول"، وقررت خفض السعر الرسمي لشحنات أبريل بجانب زيادة إنتاجها في الشهر نفسه؛ بزيادة قدرها 300 ألف برميل يوميًا عن الطاقة القصوى المستدامة البالغة 12 مليون برميل يوميًا.

وتعد السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم والاولي في منظمة الدول المصدرة للنفط، وتوفر "أوبك" حاليًا 40% من النفط العالمي ولديها احتياطات أكيدة تمثل 80% من نفط العالم، وتقدر الطاقة الإنتاجية للسعودية من النفط بـ12 مليون برميل يوميًا، في حين تأتي روسيا بعدها بإنتاج يبلغ 11.28 مليون برميل يوميا؛ والتي تنضم إلى ما يسمي بمنظمة "أويك+" وهي الدول المصدّرة للنفط ولكن غير الأعضاء في "أوبك".

تعليقًا على ذلك، قال الخبير البترولي مدحت يوسف، إنَّ الانهيار الحاد لأسعار النفط عالميًا؛ سببه حرب السيطرة على الأسواق بين كبار منتجي النفط في العالم -روسيا والسعودية- خاصة بعد عدم موافقة روسيا على مد خفض سقف الإنتاج لجولة أخرى؛ بناء علي طلب السعودية المهيمنة على قرارات "أوبك" جعل السعودية تأخذ المبادرة وتخفض السعر الرسمي للمنتجات البترولية. 

وأضاف الخبير البترولي، أنَّ هذا القرار يتبعه انهيار في كل المجالات المرتبطة بأسعار النفط والغاز والطاقة؛ متمثلة في انهيار معظم البورصات العالمية وتأثر شركات عالمية كبرى لتسقط سقوطا كبيرا، إلى جانب ركود الاستثمارات المرتبطة بصناعة النفط والغاز في ظل اتجاه عالمي منتعش تجاه اللجوء الطاقات الجديدة والمتجددة بديلا للنفط ليقع عند مستويات سعرية تتفق مع رؤية الدول الصناعية الكبرى المستهلكة للطاقة الأحفورية.

وأشار إلى أنَّ هذا الانهيار يمثل ميزة إيجابية لمصر وستحقق من خلاله مكاسب كبيرة، مبينًا أنَّ أسعار البنزين في مصر مرتبطة بالسعر العالمي للنفط الخام إلى جانب أسعار الدولار.


مواضيع متعلقة