كفر الشيخ: مركز الكلى "خوازيق" خرسانية تحيطها القمامة

10:27 م | الأحد 08 مارس 2020

رغم مرور 8 سنوات على وضع لافتة إنشاء مركز الكلى وأبحاث المسالك البولية فى وسط مدينة كفر الشيخ، فإن المشروع لم يتجاوز كونه مجرد «لافتة»، أسفلها أكوام من القمامة، لا تجد من يرفعها، مثلما لم يجد المبنى من يبنيه، فلم يتعد مرحلة «الخوازيق» الخرسانية الخاصة بالأساسات، التى مثل العمل فيها أملاً للأهالى، تبخر ولم يبق سواها.

وبدأ حلم مشروع مركز الكلى وأبحاث المسالك البولية فى كفر الشيخ على يد الجمعية المصرية لحماية مرضى الكلى، التى نجحت فى الحصول على عقد بتخصيص مساحة ألفى متر مربع لإنشاء المبنى، وكان مقرراً أن يتكون من 12 طابقاً، ليكون فى خدمة ما يزيد على 4 ملايين مواطن من أبناء كفر الشيخ والمحافظات المجاورة.

وحصلت الجمعية على ترخيص بإنشاء المركز يحمل رقم 95 لسنة 2012، فى خطوة الهدف منها تخفيف العبء عن مواطنى المحافظة، ممن يقطعون مسافات طويلة لتلقى العلاج فى المحافظات المجاورة، بالإضافة لحل مشكلة نقص ماكينات الغسيل الكلوى فى المستشفيات الحكومية، إلا أن المشروع لم يبدأ لحاجته إلى ملايين الجنيهات.

ومع تولى اللواء جمال نور الدين منصب محافظ كفر الشيخ فى نوفمبر الماضى، تجددت آمال المواطنين فى إمكانية استكمال المشروع، إلا أنه فجر مفاجأة صادمة فى رده على سؤال حول مصير المشروع، عندما قال إنه سيبحث الأمر مع الجمعية المختصة وجامعة كفر الشيخ، مشيراً إلى أنه وجد المشروع عبارة عن أرض فضاء بها مجموعة من الخوازيق والقواعد الخرسانية، فيما اقترح بيع الأرض، والاستفادة من ثمنها فى إنشاء المركز ضمن المستشفى الجامعى.

إبراهيم خليل، أمين صندوق الجمعية المصرية لحماية مرضى الكلى، قال إن «فكرة المشروع بدأت منذ 10 سنوات، مع ارتفاع أعداد المصابين بالفشل الكلوى من أبناء المحافظة، خاصة أن كفر الشيخ تقع فى نهايات الترع والمصارف، بالإضافة لمرور مصرف كتشنر الملوث فى أراضيها، بينما يضطر الآلاف من المرضى إلى السفر للمحافظات المجاورة، للحصول على جلسات الغسيل الكلوى».

إنفاق 10 ملايين جنيه على الأساسات.. والمحافظ يقترح بيع الأرض لتمويل وحدة بالمستشفى الجامعى

وأضاف أن «العديد من المحافظين المتعاقبين على المحافظة أطلقوا دعوات لرجال الأعمال وأهل الخير للمساهمة فى المشروع، وﺗﻢ ﺟﻤﻊ ملايين الجنيهات ﻹﻧﺸﺎﺋﻪ، إلا أن هذه الدعوات ﻟﻢ تلق حظها من القبول، فتعثرت أعمال البناء نظراً لقلة التمويل، رغم إنفاق الجمعية 10 ملايين جنيه على الخوازيق الخاصة بالأساسات، ثم توقفت مع نفاد أموال التبرعات، وعندما توفى رئيس مجلس إدارة الجمعية، الدكتور حسين حجازى، زاد الأمر تعقيداً، وتحولت الأرض لمقلب قمامة».

مدحت السيد، أحد أهالى كفر الشيخ، قال إن «المركز سيكون عالمياً لو استكملت أعمال البناء، وكان مفترضاً الانتهاء منه خلال سنوات، إلا أن المحافظين المتعاقبين ومسئولى الصحة خذلونا، ولم يحرك أى منهم ساكناً، ولم يتحمسوا له مثلما حدث من قبل عند إطلاق مشروعى مركزى الكبد والأورام، رغم أن مركز الكلى لا يقل أهمية عنهما»، وطالب كل من المحافظة ومديرية الصحة بتنظيم مؤتمر كبير لإنشاء المركز العالمى على أرض المحافظة، ودعوة رجال الأعمال للتبرع له.

أما حسين كمال، أحد أهالى المحافظة، فتساءل عما إذا كان ممكناً أن يتحرك اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، لإنقاذ المشروع المتعثر، والتواصل مع وزير الصحة الدكتورة هالة زايد لتوفير الدعم اللازم له، وتحقيق حلم أبناء المحافظة لاستكماله، واعتماد ميزانية لاستكمال أعمال البناء، ثم توفير التجهيزات الطبية اللازمة».

وقال محمود على، أحد أهالى كفر الشيخ، إنه يعانى مرضاً مزمناً فى الكلى، ما يجبره على السفر بشكل متكرر إلى الإسكندرية للعلاج، مشيراً إلى أمله فى إتمام المشروع المتوقف فى أسرع وقت، خاصة أن المحافظة تضم عدداً ضخماً من مرضى الفشل الكلوى، فيما أعرب عن أمله أن يتدخل المحافظ جمال نور الدين لاستكمال المشروع.

من جهته، قال النائب البرلمانى بدير عبدالعزيز موسى إنه حمل ملف المركز كاملاً إلى وزيرة الصحة، لمطالبتها باستكمال أعمال البناء المتوقفة عند مرحلة الخوازيق والقواعد الخرسانية، مثلما فعلت الوزارة بتقديم الدعم اللازم لاستكمال مركز الأورام، مشيراً إلى أن لجنة من الوزارة زارت الأرض، العام الماضى، بتعليمات من الوزيرة لمعاينة الموقع على الطبيعة، ثم انتهت الزيارة دون اتخاذ أى إجراء ملموس.

وتعهد النائب بتقديم طلب إحاطة فى البرلمان خلال الأيام المقبلة، بشأن أسباب تعطل إنشاء المشروع العملاق، ودعوة وزارة الصحة لتسلم الأرض واستكمال أعمال الإنشاءات والتجهيزات، بما ينهى معاناة الآلاف من مرضى الفشل الكلوى فى المحافظة، التى تعتبر واحدة من أعلى محافظات الجمهورية فى معدلات الإصابة بالمرض، على حد قوله.