تدافع ومشادات ونوم على الرصيف.. مواطنون يصرخون أمام المعامل المركزية

كتب: رؤى ممدوح

تدافع ومشادات ونوم على الرصيف.. مواطنون يصرخون أمام المعامل المركزية

تدافع ومشادات ونوم على الرصيف.. مواطنون يصرخون أمام المعامل المركزية

إقبال كثيف، ازدحام وتدافع، صرخات أطفال، ومشادات كلامية نشبت بين المواطنين، الذين حرص عدد كبير منهم، على القدوم منذ الليل، والمبيت أما بوابة المعامل، ليتمكنوا من إجراء تحليل فيروس كورونا، للسفر إلى الخارج، هذا ما شهدته الساحة الخارجية للإدارة المركزية للمعامل الطبية التابعة لوزارة الصحة، بمنطقة وسط القاهرة،

في مدخل شارع يوسف الجندي المتفرع من شارع محمد محمود، اصطف عدد كبير من الأفراد والأسر، الذين ارتدوا الكمامات الطبية بطول الرصيف، حيث أنهكهم التعب، بينما استلقى آخرون على الأرض، بعدما فقدوا الأمل في إجراء التحليل، الذي حددت الوزارة تكلفته بمبلغ 1000 جنيه.

أمام البوابة السوداء الكبيرة للإدارة المركزية، التي جرى إغلاقها بإحكام في وجه المواطنين، منذ الأمس، ولم تفتح أبوابها رغم مناشدتهم للأطباء، بالتواصل معهم، وإطلاعهم على الخطوات التي عليهم اتباعها، لإجراء التحليل، إلاّ أنه لا مجيب لهم.

حمادة إسماعيل: ياريتني سافرت مع الفوج الأخير 

كان حمادة إسماعيل يندب حظه العاثر، الذي لم يمكنه من السفر مع آخر فوج تمكن من الخروج من مطار القاهرة، ووصول الأراضي السعودية، دون اشتراط إجراء التحليل، حيث يقول: "نزلت مصر أقضي الإجازة، وطيارتي يوم الأربعاء، واتفاجأت إمبارح بالقرار".

"حمادة" قطع مسافة كبيرة من مسقط رأسة بمدينة فرشوط بمحافظة قنا بصعيد مصر، فور علمه بالقرار، عن طريق أحد أصدقائه بمطار القاهرة الدولي، ليصل القاهرة قبل آذان الفجر.

وتابع: "كنت عامل حسابي أخلص بدري وأرجع بلدنا أقعد مع ولادي يومين قبل ما أسافر، وجبت الورق المطلوب اللي هو جواز السفر وصورتين شخصيتين، بس اللي شوفته ده مهزلة، أنا بقالي 17 سنة بسافر، وعملت تحليل فيروس الكبد، ومكنش الوضع كده أبدا، وبقالي أكتر من 10 ساعات واقف قدام بوابة المعمل".

يقول "حمادة": إنه لم يتمكن أحد من إجراء التحاليل، ولا يعلمون كم من الوقت عليهم الانتظار للدخول إلى المعمل أو الحصول على إجابة لتساؤلاتهم، عن سبب إغلاق الأبواب رغم تواجد الأطباء في الداخل، مناشدا وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، بضرورة تخفيف الضغط عن المعامل المركزية، وتوفير مثيل لها في المحافظات والصعيد، على وجه الخصوص.

وأشار إلى أن جميع المستشفيات التي أعلنت عنها الوزارة بأنها توفر التحليل، وتصدر شهادات طبية، لا تعمل، ويقول: "لما لقيت الدنيا زحمة هنا، روحت مستشفى الصفا في المهندسين، ومستشفى الأمل والسلام، وكلهم قالوا لي مبنعملش التحليل ده، روح المعامل الطبية".

صباح: "كورونا هتجيلنا من الزحمة دي".. ومحدش بيقول لنا فيه ايه

"كورونا هتجيلنا من الزحمة دي"، بهذه الكلمات وبنبرة غاضبة، بدأت صباح أحمد حديثها، تقول السيدة المسنة، إنها علمت أمس بالقرار الذي يشير إلى ضرورة الحصول على شهادة طبية، تفيد بخلو الشخص الذي يريد السفر إلى الخارج من فيروس كورورنا، الأمر الذي دفعها إلى التوجه إلى إدارة المعامل الطبية منذ السابعة صباحاَ.

وتتابع: "بقالي خمس ساعات قدام المعامل، ومفيش حد عايز يطلع يقولنا المفروض نعمل إيه أو نروح فين، وسايبينا كده مش فاهمين حاجة".

وتشير صباح: إلى أنه من المقرر أن تسافر إلى المملكة العربية السعودية لزيارة ابنتها يوم الجمعة المقبل، وتقول: "النهارده يوم أهو ضاع ومعرفش هلحق أعمل التحليل قبل ميعاد السفر ولا لاء، ولو أجلت السفر التذكرة هتضيع عليا ومش عارفه أتصرف ازاي".

سلطة المطار تعيد عصام وأولاده الـ4 إلى داخل البلاد بسب التحليل

الوضع كان أكثر مأساوية بالنسبة لعصام عز العرب، الذي أعادته سلطات مطار القاهرة مرّة أخرى إلى داخل البلاد، ومنعته من السفر هو وأولاده الـ4، حيث يعمل "عصام" مهندس بمدينة جدّة السعودية.

ويقول: "معرفتش بالقرار غير إمبارح باليل، وأنا في المطار وقلت خلاص هأجل التذكرة يومين لحد مأعمل أنا وولادي التحليل، بس بالمنظر ده مش هخلص ولا قبل أسبوع، وإقامتي قربت تنتهي ومفيش أي حد عايز يهتم بمشاكلنا".