بريد الوطن.. «سؤال أجوف».. وقصص قصيرة جداً

بريد الوطن.. «سؤال أجوف».. وقصص قصيرة جداً
«دائماً».. تذمر الأب كما كان يفعل دائماً، لكنه رضخ لرغباتهم التى ليست فى استطاعته، والتى حتماً سوف تقوده إلى الاستدانة كما يفعل دائماً. «ستين».. على مدى العشرين سنة الثانية من عمره تسابق وقامر وانهمك فى مغازلة أجمل الفتيات وأكل فى أغلى المطاعم، وارتدى أفخم الملابس، ولكنه لم يؤسس بيتاً أو عائلة. ولما أصبح فى الأربعين بات منبوذاً من جميع من حوله، وعلى مدى العشرين سنة التالية أصبح مشرداً يتساءل فى حمق وغباء: ما الشىء الشائن الذى فعلته حتى ينبذنى الجميع غير أنى كنت أقترض منهم دائماً ولا أسدد؟. «سؤال أجوف».. الجميع صغاراً أو كباراً، ذكوراً أو إناثاً فى العائلة اتفقوا على حبها وحب وجودها، يمرون عليها بين الحين والحين الآخر، ومع أنهم يعلمون أنها تعانى بعض الصعاب والعثرات الاقتصادية والصحية، إلاَّ أنهم لم يدقوا باب الفعل لمساعدتها واكتفوا بشباك السؤال والنصح، ولكن الموت الذى لا صديق له ولا عدو أيضاً أراحها من إزعاجهم الذى كانوا يمارسونه عليها بالسؤال الأجوف.
صلاح عبدالستار محمد الشهاوى
دمشـيت - طنطا
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com