خبراء: الرسم يبنى شخصية الطالب ويجب إدراجه ضمن مواد النجاح والرسوب

كتب: أحمد عصر

خبراء: الرسم يبنى شخصية الطالب  ويجب إدراجه ضمن مواد النجاح والرسوب

خبراء: الرسم يبنى شخصية الطالب ويجب إدراجه ضمن مواد النجاح والرسوب

أهمية مادة التربية الفنية، وفق خبراء تربويين، يعود لأسباب كثيرة، منها اكتشاف المواهب الناشئة ورعايتها، فضلاً عن العامل النفسى لدى الطلاب ودعم قدرتهم على التعبير عما بداخلهم. ويقول الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، إن محاور الشخصية الإنسانية التى يجب أن تهتم بها المدرسة 3، الأول يتعلق بالعقل والعلم والمنهج العقلى، ومجاله العلوم والمواد الدراسية المختلفة بين مواد العلمى والأدبى، والثانى يتمثل فى المجال العام، حيث إن هدف المدرسة لا يقتصر على تأهيل طلابها دراسياً فحسب، وإنما لها دور أعم وأشمل فى بناء المواطن، فيجب أن يكون لدى الطفل فكرة عن وطنه ومشكلاته ومؤسساته وكيفية اختيار مكان لنفسه فى العمل العام، أما المحور الثالث فيتعلق بالوجدان والمهارات الشخصية، وهو الدور المتعلق بالفنون التى يعتبر الرسم أحد أهمها، وهى الفنون والنشاطات، التى يرى «مغيث» ضرورة إدراجها ضمن مواد النجاح والرسوب، كما هو الحال مع غيرها من المواد.

"مغيث": إهماله فى المدارس خطأ يجب تصحيحه

ويضيف «مغيث» أن الاهتمام بمثل هذه الفنون يضمحل مع مرور الزمن، مرجعاً ذلك إلى فقر المدارس و«عجز الدولة» عن توفير أماكن ومواد خام وإمكانيات ومدرسين لها، فضلاً عن عدم الاهتمام من أولياء الأمور أنفسهم بمثل هذه المواد، على حد قوله، واهتمامهم فقط، فى ضوء الزحام على الجامعات، بالدرجات التى يحصل عليها الطالب فى الثانوية العامة، مشيراً إلى أن هذا أسقط مثل هذه الفنون من اهتمام الدولة وأولياء الأمور على حد سواء، وهى «كارثة» حقيقية، على حد تعبيره، يجب تداركها.

ويشير «مغيث» إلى الاهتمام الذى كانت توليه الدولة قديماً لمثل هذه الفنون فى المدارس، الذى كان سبباً فى اكتشاف العديد من المواهب من أطفال عرفوا عن طريق هذه الحصص الدراسية ما لديهم من مهارات وميول وإمكانيات، معبراً بقوله: «زمان كان المدرسين بيشجعوا الأطفال، فى وقت من الأوقات كان مدرسين الفنون فى مصر هم عمالقة الفنانين، ولازم الدولة دلوقتى تعى ذلك جيداً، وتحترم ده وتعرف إن ده واحد من أهم أهداف تكوين الشخصية المتكاملة، وتبدأ تحط له المقررات والأنشطة بتاعته».

"طارق": الاهتمام به نسبى حسب الظروف

ويقول الدكتور طارق نور الدين، خبير تربوى ومعاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن التربية الفنية سواء كانت مادة أو نشاطاً، فهى من الأمور المهمة جداً فى تكوين شخصية الطفل، وفى اتجاه الدولة الآن من أجل بناء شخصية الإنسان المصرى الحديثة، فهى لن تبنى بالمواد العلمية فقط، ولا بد أن يكون هناك بعض المواد والأنشطة والهوايات ومن بينها التربية الفنية، ومن ثم فإن مادة التربية الفنية رغم أنها نشاط، إلا أننى أعتبرها مادة حيوية، لأنها تعبر عن اتجاهات وميول الطفل والطالب فى المدرسة، وبناء عليه نتمكن من اكتشاف الموهوبين والمتفوقين والاهتمام بهم، مشيراً إلى أن التربية الفنية فى المدارس ليست اختيارية وإنما معممة على جميع الطلاب، وإن دل هذا فإنما يدل على رغبة الدولة فى اكتشاف الموهوبين فيها، وأضاف «طارق» أن هناك اهتماماً نسبياً بين المدارس والإدارات التعليمية والمحافظات نفسها بالتربية الفنية، وهو الأمر الذى يتوقف على المستوى الاقتصادى والاجتماعى للمنطقة الموجودة بها المدرسة، بمعنى أن المدرسة ذات الموارد العالية بما فى ذلك من مدرسين متخصصين، والموجودة فى مجتمع ثقافته مرتفعة، يكون الاهتمام فيها بمادة الرسم كبيراً جداً، بعكس المدارس الموجودة فى المناطق الفقيرة أو النائية أو التى لا تملك موارد كافية.

زيادة التوعية بأهمية مادة الرسم أمر فى غاية الأهمية، وفق «طارق»، وذلك من خلال عدة اتجاهات من وجهة نظره، الأول إضافة المادة إلى المجموع لأن خروجها عن المجموع، بالنسبة للثقافة المصرية، يقلل أهميتها، وإضافتها للمجموع سيزيد أهميتها، الاتجاه الثانى توفير مدرسين متخصصين لهذه المواد، أما الاتجاه الثالث والأخير فهو تسكينها فى حصص دراسية ثابتة ضمن جدول اليوم الدراسى، على أن تكون هذه الحصص دالة على أهميتها، فلا يتم وضعها فى الحصص الأخيرة من اليوم على سبيل المثال، حتى يكون هناك إيحاء للطالب وولى الأمر بضرورة الاهتمام بهذه المادة.


مواضيع متعلقة