بالفيديو.. خالد أبوبكر: إعلام الإخوان أصيب بالفلس وصار مصدرا للتسلية والضحك

كتب: أحمد حسين صوان

بالفيديو.. خالد أبوبكر: إعلام الإخوان أصيب بالفلس وصار مصدرا للتسلية والضحك

بالفيديو.. خالد أبوبكر: إعلام الإخوان أصيب بالفلس وصار مصدرا للتسلية والضحك

تجربة تليفزيونية جديدة يخوضها الإعلامى والمحامى الدولى خالد أبوبكر، من خلال شاشة قناة «ON»، التى انتقل لها قبل شهرين تقريباً، بشأن المُشاركة فى تقديم برنامج «كل يوم»، إذ يراها تجربة ثرية وانطلقت فى وقت هام للغاية، كون الفترة الحالية تشهد المزيد من حرية الرأى، فضلاً عن التغييرات الواضحة فى المشهد الإعلامى.

ونجح «أبوبكر» فى جذب الأنظار إلى تجربته الجديدة، منذ طرح البرومو على شاشة التليفزيون، الذى تضمن كلمات جريئة تُشير إلى مدى تقبل مختلف الآراء والاهتمام بها، إذ قرر مُقدم البرنامج انتزاع الحرية منذ اللحظة الأولى للبرنامج، التى يرى أنها أمر واجب على كل مذيع.

خالد أبوبكر، تخرّج فى كلية الحقوق، بجامعة القاهرة، ثم سافر إلى فرنسا لدراسة القانون، وعاش فيها لأكثر من عشرة أعوام، وعمل بالمحاماة لأكثر من 26 عاماً، ثم احترف مجال الإعلام منذ عام 2012، فقد كانت بدايته الإعلامية من خلال برنامج «القاهرة اليوم»، على قنوات «أوروبيت»، ثم برنامج «الحياة اليوم»، لينتقل مؤخراً إلى «كل يوم» عبر قناة «ON». ويتحدث خالد أبوبكر، فى حواره مع «الوطن» عن كواليس تجربته الجديدة فى «ON»، والتحديات التى تواجه مُذيعى التوك شو، ودور «المتحدة» فى تنظيم المشهد الإعلامى، وكذلك إعلام الإخوان، وآماله وطموحاته، وغيرها من التفاصيل.. إلى نص الحوار:

فى البداية.. حدثنا عن تقييمك لتجربة «ON» بعد مرور شهرين تقريباً على انطلاق «كل يوم»؟

- بالتأكيد أعتبر قناة «ON» واحدة من القنوات المُنظمة ويقوم على إدارتها شخصيات مُحترفة، لذلك سعيد بالتجربة فى برنامج «كل يوم»، وهى بمثابة خطوة إعلامية جيدة، وما زالت تشهد المزيد من التطوير والتقدم خلال الفترة المُقبلة، إذ إننى استشعرت ردود فعل الجمهور بشأن البرنامج من خلال انطباعاتهم فى الشارع، فالمُشاهد هو المعيار الأول لتقييم أى إعلامى، وانطباعه جيد للغاية، ونسب المشاهدة مرتفعة، خاصة فى الحلقات التى نتناول فيها هموم ومشكلات المواطنين.

من وجهة نظرك.. ما الفرق بين تجربتك فى «الحياة» و«ON»؟

- التجربتان بهما إضافات كبيرة، وأعتز بهما للغاية، وأتذكر أنه جمعتنى جلسة مع تامر مرسى، رئيس الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المالكة لقناة «ON» قبل انتقالى لها، وكانت جلسة هامة جداً، إذ وضعنا خطوطاً عريضة لأمور عدّة فى البرنامج، والكل مُلتزم بها، وفريق البرنامج يعمل بشكلٍ احترافى، وأعتقد أن انضباط واحترافية إدارة «المتحدة»، يجعل المُذيعين قادرين على القيام بالدور الذى يرغبون فيه.

«محتاجين كلنا نسمع بعض».. ما مدى التزام البرنامج بما تضمنه البرومو، الذى وصفه البعض بالجرىء؟

- منذ الأيام الأولى للتحضير للبرنامج، اتفقنا أن يكون المواطن بمختلف فئاته وطبقاته على رأس أولوياتنا، فلدينا فقرة ثابتة فى البرنامج أطلقنا عليها «سمعنا صوتك»، والهدف منها هو الاستماع إلى مشكلات المواطنين وإيصالها للمسئولين ومحاولة حلها، كما أستعرض فى البرنامج كل الآراء، وأنتقد سياسات الحكومة والوزراء، وأتذكر أننى استضفت فى أول حلقة من «كل يوم»، عضو مجلس نواب مُعارضاً، وهو النائب ضياء الدين داوود، وأؤكد أننى لم أصادف للحظة غضب أى مسئول منى، لمجرد انتقاده، أو يُلقنى أحد ماذا أقول فى البرنامج، أو يعترض على ما أقوله على الشاشة، فبالتأكيد هناك مساحة من حرية الرأى فى تناول الموضوعات لكننا نحتاج إلى المزيد.

وما أصعب الأخبار التى تناولتها فى خلال ٦٠ يوماً تقريباً فى عمر البرنامج؟

- أعتقد مشهد ضرب اللاعبين من الأهلى والزمالك لبعضهم البعض فى أبوظبى، كنت أشعر وقتها أننى فى غاية الاستياء وكانت الصورة العامة سيئة جداً، ولكن كان علىّ أن أحتفظ بالهدوء بقدر المستطاع.

وما الذى تعد به جمهور برنامج «كل يوم»؟

- الاهتمام بوعى المواطن هو شغلى الشاغل، فلدىّ قضية أتبناها فى البرنامج وهى الوعى، وهذه بمثابة معركة يجب أن تخوضها وسائل الإعلام كافة، وأعتقد أن ما حدث فى 30 يونيو 2013، يُسمى وعياً، وكذلك التفاف الشعب حول الوطن، وبالتأكيد فى حال هجوم إرهابيين على أى منشأة، سيكون المواطن هو المُتصدى الأول لهم، فإن كان وعى المواطن قد تطور فيما يتعلق بالأمن، دورنا تقويمه تجاه السلوكيات والأخلاق، هذه مهمة ليست سهلة، لكن علينا المحاولة، والرهان الحقيقى على وعى الشعب المصرى.

وكيف تُحقق هذه المُعادلة فى برنامجك؟

- أحقق ذلك من خلال إخبار المُشاهد بحقوقه.. لفترات طويلة المواطن المصرى يشعر بالخوف تجاه أمور لا يجب الخوف منها، مثل رهبة مواطن ما، فور سماعه مصطلحات مثل «الأمن الوطنى» أو «المخابرات»، فلماذا الخوف؟ فهذه المؤسسات دورها أن تُساعدك وتُرهب أعداءك، فلا تخف.. أنت من تراقب عمل رئيس الحكومة، ورئيس البرلمان، فهذا دور كل مواطن وحقه أيضاً، شرط أن تكون الرقابة بموضوعية وبطريقة راقية.

برنامجى قائم على المصارحة

البعض هجر برامج الـ«توك شو».. فكيف يمكنك جذب الجمهور لهذه البرامج مُجدداً؟

- بالتأكيد هناك قطاع من الجمهور ترك مُشاهدة الـ«توك شو»، لكن وقت الأزمة يلجأ لها ويُتابعها حتى يعرف الحقيقة، وهذا أمر مهم، فهذه البرامج ما زالت مصدر ثقة للمُشاهد، الذى يرغب فى معرفة المعلومة وشرحها، وكذلك الخبر وما وراء الخبر، وبالتأكيد أعتمد فى برنامجى على المصارحة، فى كل مرة أكون صوت المواطن فى مشكلته الحقيقية، هذا يجعلنى أقرب منه بشكل أكبر.

ليست هناك فجوة بين الإعلام والشارع والجمهور يعتمد على برامج التوك شو فى وقت الأزمات كونها مصدر ثقة

وما تعليقك على رؤى البعض بأن هناك فجوة بين الإعلام والشارع؟

- لست مع هذه الرؤية تماماً، لأن كل قضية يشهدها الشارع نتناولها فى البرنامج، ونناقشها، كما أننى أنوى الفترة المُقبلة استئناف تقديم حلقات خارج الاستوديو مُجدداً، لأن هذه النوعية من الحلقات هامة جداً، أفضل من اعتماد المُذيع على المراسل أو تقارير مُصورة من هناك، وذلك يعود بالأثر الإيجابى على مُقدم البرنامج نفسه، لا سيما على مستوى القناعات الشخصية.

"المتحدة" وضعت بصمة مضيئة فى تاريخ الإعلام وتُعد أحد أكبر الكيانات الإعلامية فى الوطن العربى

من وجهة نظرك، ما رأيك فى دور «المتحدة» تجاه المنظومة الإعلامية؟

- أستشعر الدور الذى قامت به المتحدة للخدمات الإعلامية، عندما أسافر لحضور مؤتمرات بالخارج، فى الإمارات والسعودية، لذلك أستطيع القول إن «المتحدة» إن لم تكن الأكبر، فهى من أكبر المجموعات الإعلامية بالوطن العربى، والمجهود الذى قامت به خلال العامين الماضيين، مُقدر جداً، بداية من حجم الإنتاج، وزيادة عدد الشركات، وكذلك زيادة القنوات والبرامج، فضلاً عن الدور الرائع فى الإعلام الرياضى، وتنظيم المؤتمرات والندوات الكبرى، فـ«المتحدة» وضعت بصمة مضيئة فى تاريخ الإعلام العربى.

غياب مفهوم "الرأى والرأى الآخر" لدى البعض أدى إلى تراجع المناظرات التليفزيونية

بعد حوار شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة.. قطاع من الجمهور أعرب عن آماله بوجود مناظرات فى التليفزيون.. هل من الوارد أن نُشاهد ذلك فى برنامجك؟

- أتمنى عمل الكثير من المناظرات التى تخرج بشكل راق للمُشاهد، لكن الأزمة تكمن فى صعوبة وجود ضيف يستوعب فكر الآخر، فبالتأكيد عندما أستقر على قضية بها موضع خلاف، ووجود ضيوف جديرين بالحديث عنها بشكل راق، ويستحقون الظهور على شاشة كبيرة، أفعل ذلك دون تردد، لكن إذا كانت ستؤدى فى النهاية إلى صوت عالٍ أو خلافات خارج المضمون ومهاترات كلامية، أرفضها فوراً، لذلك أبحث بشكل شبه يومى عن قضية وضيوف يتحلون بالموضوعية وقادرين على استيعاب فكرة الرأى والرأى الآخر، وسنُطبقه خلال الفترة المقبلة.

وما الأزمة فى غياب المناظرات على شاشات التليفزيون؟

- أولاً يجب على المُذيع، قبل إدارة أى مناظرة تليفزيونية، أن يكون لديه العلم الكافى عن إدارة المناظرات، حتى يستطيع إدارتها بموضوعية شديدة والوقوف على الحياد بين الرأيين، وفى بعض الأحيان أعتقد أن هناك نوعاً من الضيوف يعتقدون أن الصوت العالى يقوى موقفهم ويدعم حجتهم على الشاشة، لكننى بالتأكيد لا أتبع هذه المدرسة الإعلامية، أنا أتبع الموضوعية القائمة على المعلومة.

وما رأيك فى دور إعلام الجماعات الإرهابية مؤخراً؟

- المنصات الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان ليس لها دور منذ عام 2013، وصارت مصدراً للتسلية والضحك، وللأسف أعطينا لها أهمية، إذ إنها أصيبت بالفلس وليس لديها أى جديد، فالعدو استنفد طاقته.

محاسبة قطر وتركيا عن ممارساتهما ضد مصر "هتيجى فى الوقت المناسب".. وعلينا مُخاطبة الخارج بلغتهم وثقافتهم

إذن، لماذا استمرت هذه المنصات طوال هذه الفترة؟

- بسبب التمويلات، فالجماعات الإرهابية تخوض حرباً كبيرة، والإعلام جزء منها، لكن الشعب المصرى يستوعب جيداً جرائم إعلام الإخوان، ويُدرك جيداً أن العدو الحقيقى يكمن فى قطر وتركيا، وبداخلنا قناعة ثابتة أنهما أعداء، وأصبح بداخلنا كل العبارات التى حرضت على قتل أبنائنا، وسيحل الوقت لمُحاسبتهما عن الجرائم التى ارتكباها.

هل تابعت تطوير التليفزيون المصرى مؤخراً؟

- بالتأكيد، لكن ما زال الحكم على ملف التطوير مبكراً، وأعتقد أن الحكم على التجربة لن يكون قبل شهرين، حتى تتضح الرؤية بشكل كامل، وهذا الملف تطلب جهداً ضخماً من قِبل القائمين عليه، الذى استغرق منهم ساعات عمل طويلة جداً.

تغطية زيارات الرئيس الخارجية فى غاية الأهمية

باعتقادك ما المطلوب من الإعلام حتى يصل للخارج؟

- يجب على الإعلام المصرى أن يُخاطب الخارج بلغة الخارج، وأتذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما تحدث ذات مرة عن تجديد الخطاب الدينى، تقبلها الإعلام الغربى بشكل كبير، لأنه لم يتمسك بجمود الفكر، والأوروبيون على وجه التحديد يُقدرون هذا الأمر، فعلينا أن نُخاطبهم بنفس لغتهم وثقافتهم.

هل يمكن القول إن وجودك فى الإعلام أثر سلباً على عملك بالمحاماة؟

- إطلاقاً، المجالان بمثابة إضافة وإفادة كبيرة، وأعتقد أن المحاماة تُفيد المجال الإعلامى، لأن الدراية بالقوانين والمشكلات الاستثمارية والأمور التى تحكم عمل البرلمان والحكومة، جزء من صميم عمل المحاماة، وهذا مُفيد جداً، ويُغذى الحوار فى الإعلام بشكل كبير.

هل تتطلع للعمل السياسى؟

- عملى بالمحاماة هو أهم شىء فى حياتى، يليه عملى فى الإعلام، ولا مكان ولا وقت لأى شىء بعد ذلك، وأنا لا أتمنى أن أعمل فى السياسة على الأقل فى الوقت الحالى، لكنى أمارسها كل دقيقة سواء فى عملى بالمحاماة أو الإعلام.

ما رأيك فى أداء البرلمان؟

- بالمناسبة أنا أنتقد البرلمان كثيراً، وأنتقد الدكتور على عبدالعال أيضاً كثيراً، لكن هو أستاذى وعندما يقابلنى أجد منه كل مودة، وفى وجهة نظرى البرلمان خلال العامين الماضيين أفضل بكثير من السنوات الأولى فى عمره، لكن ليس هذا كل طموحى فى برلمان مصر.

وكيف تقيم أداء الحكومة الحالية؟

- أغلبهم موظفون تنفيذيون ينتظرون خطة الرئيس كى يتحركوا، إذ ينقصهم الابتكار والجرأة فى اتخاذ القرار، لكن فى كل الأحوال الوظيفة العامة مشقة لا يعرفها إلا من هو فيها.

وما آمالك وطموحاتك المُتعلقة بالإعلام؟

- أتمنى أن يكون هناك مؤتمر صحفى لرئيس الحكومة، ويُعقد بشكل شهرى، بينما يعقد المؤتمر الخاص برئيس الدولة كل 6 أشهر، ويتلقون الأسئلة المُباشرة من الصحفيين والإعلاميين، فإذا حدث ذلك بشكل دورى، سيكون هناك احترام كبير للإعلام، وأتمنى أن يحدث ذلك عقب انتخابات مجلس النواب المُقبلة.

ومن أقرب الأشخاص لك على المستوى الشخصى؟

- ابنى محمد، فعلاقتى به قوية وليست مقصورة على علاقة أب بابنه، إذ أتحدث معه فى كل الأمور، وبدونه أشعر أننى فقدت توازنى، كما لدىّ أصدقاء كثيرون فى الوسط الإعلامى وأعتز بصداقتهم ونلتقى كثيراً.

أخيراً.. هل يمكنك الحديث عن أبرز قضية ربحتها؟

- قضية الشهيدة مروة الشربينى، عام 2009، وهى من أهم القضايا التى ربحتها، حيث ترافعت عن أسرتها فى ألمانيا، فقد صدر لها قرار آنذاك بمرافعة أول محام عربى باللغة العربية فى محكمة ألمانية، وقضينا فى المحكمة 24 يوماً، فقد كانت واحدة من أكبر القضايا التى تحدث عنها العالم، وأدينا فيها دوراً قوياً.


مواضيع متعلقة