بطل إعلان "أنت أقوى من المخدرات": الإدمان نهايته السجن أو الجنون أو الموت

كتب: أسماء زايد

بطل إعلان "أنت أقوى من المخدرات": الإدمان نهايته السجن أو الجنون أو الموت

بطل إعلان "أنت أقوى من المخدرات": الإدمان نهايته السجن أو الجنون أو الموت

«بدأت تجربتى فى طريق الإدمان بسيجارة ثم أعقبها الحشيش فى مرحلة الثانوية، وكان عمرى لم يتجاوز حينها 16 سنة، ثم لجأت إلى كل أنواع البرشام المخدر، إلى أن انتهى بى الطريق إلى تعاطى الهيروين فى آخر 7 سنوات»، هكذا بدأ يحيى حسن، البالغ من العمر 33 عاماً، الذى شارك لاعب الكرة العالمى محمد صلاح فى حملة «أنت أقوى من المخدرات» الأخيرة، رحلته فى طريق الإدمان، مشيراً إلى أنه كان شخصاً خجولاً منذ صغره، وعندما وصل إلى مرحلة المراهقة كان يعتقد أن تعاطيه للسجائر والحشيش سيجعله شخصاً اجتماعياً، وله شخصية خاصة، فقرر المخاطرة.

"يحيى": تعاطى البودرة كلفنى أكثر من 40 ألف جنيه شهرياً ورنة تليفون للخط الساخن أنقذت حياتى

ويتابع يحيى: «المخدرات بحر واسع، وأشبه دائماً من يقع فى طريقها بالمسبحة إذا انفرطت حبة منها»، لافتاً إلى أن المخدرات بدايتها شهر عسل وسهل الحصول عليها، وبمجرد التوغل فيها وسحب المتعاطى لتجربة أنواع أخرى يلجأ إلى الكذب والنصب والاحتيال، للحصول على المخدر: «أى حاجة كانت بتيجى قدامى كنت باخدها فى سبيل الحصول على المخدر، فلجأت إلى بيع المحل الخاص بى، وجميع أجهزة الكمبيوتر به، ثم عملت مندوب مبيعات بإحدى الشركات وسرقت فلوس الشركة، إلى جانب سرقة والدتى وأهل بيتى، وعدم التركيز فى حياتى بشكل عام»، ولفت «يحيى» إلى أنه كان يواجه كلام والدته وأقاربه له بأنه مدمن ومتعاط بالإنكار طوال الوقت، إلى أن شاهدته والدته وهو يتعاطى فعلياً: «كنت فاكر إن كل حاجة تحت السيطرة، والمخدرات سحبتنى للعبودية وكنت عبداً لها، ربنا يسامحنى»، مشيراً إلى أن أهله حاولوا مرات عديدة علاجه فى أماكن خاصة، وأنفقوا آلاف الجنيهات، بمبالغ تتخطى الـ150 ألف جنيه، وسرعان ما كان يعود للتعاطى مرة أخرى، مشيراً إلى أنهم حبسوه فى شقة، وذهبوا معه إلى رحلة عمرة حتى يتوقف عن التعاطى، إلا أنه كان يرجع أسوأ من الأول، وأكد أنه كان ينفق على شراء البودرة فى اليوم الواحد 1200 جنيه، بما يتجاوز ٤٠ ألف جنيه شهرياً، حتى أصبحت المادة الأساسية للتعاطى، واستمر ذلك الوضع لمدة ٧ سنوات، حتى شاهدت والدته إعلان الخط الساخن والعلاج بالمجان بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، مشيراً إلى أنه لم يكن مقتنعاً بأن هناك جهة حكومية قادرة على علاج شخص أدمن لمدة ١٥ سنة، إلا عندما بادرت والدته بالاتصال بالخط الساخن، وتحويله لأقرب مركز للعلاج، وأشار إلى أنه كان مدمراً نفسياً، بسبب شعوره بأنه أصبح شخصاً منبوذاً وغير مرغوب فى وجوده، لافتاً إلى أنه كان ينظر فى المرآة كل يوم ويتمنى موته حتى ينتهى من كابوس المخدرات، الذى لم يستطع اليقظة منه، وأنه ذهب لمركز علاج الإدمان التابع لصندوق مكافحة وعلاج الادمان، وقابل أخصائيين نفسيين كانت لديهم القدرة على علاجه من الإدمان.

وأكد أن اهتمام الفريق المعالج أعطاه الأمل فى العلاج مقارنة بالمجتمع الذى عامله على أنه مجرم يستحق الحبس، مشيراً إلى أن الصندوق «طبطب عليه»، لذلك وثق بكلامهم، والتزم بتعاليم العلاج والجرعات المقررة له خلال فترة انسحاب المخدر التى لم تستغرق حوالى أسبوع، مشيراً إلى أنه على الرغم من طول فترة الإدمان إلا أن أعراض الانسحاب كانت بسيطة، وأضاف أنه استكمل علاجه بواحة الأمل لمدة ٣ شهور من خلال برنامج العلاج بالعمل، الذى تولى خلاله مسئولية الإشراف على المطبخ وإطعام ٣٠ شخصاً، تحت إشراف الأخصائيين والمشرف العلاجى، مؤكداً أن المسئولية كانت دافعاً للعلاج، ولم يكن لديه وقت فراغ للتفكير فى العودة الإدمان، مشيراً إلى أن العلاج بالعمل هدفه قتل وقت الفراغ ومحاربة فكرة العودة للتعاطى والنفس الأمارة بالسوء، والصندوق تابع معه بالجلسات النفسية.

ولفت يحيى إلى أنه عقب العلاج كان غير مسموح له بالعمل لمدة عام، لأنه كان يعمل فى التسويق، فنصحه الفريق المتابع بالبعد عن الشغل لمدة عام، لحين تهيئته، واجتياز دورة صيانة موبايل، والمشاركة فى معسكرات سفر، مؤكداً أن دور الصندوق لا يكتفى بالعلاج فقط. وقال إنه شارك فى حملة محمد صلاح «أنت أقوى من المخدرات» بعد ترشيحه من قبل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، مشيراً إلى أن الحملة لاقت نجاحاً نتيجة حب المصريين جميعهم لنجم الكرة العالمى، وظهور حملات الصندوق بكل مكان بالجامعات والأندية وحتى الشواطئ، قائلاً: «رسالتى «للغارق فى وحل المخدرات، المخدرات بتخلص علينا»، ونهايتها السجن أو الموت أو الجنون، وابدأ من الآن.. أنا اتعالجت بمكالمة تليفون للخط الساخن»، مشيراً إلى أنه تعافى منذ 3 سنوات و8 شهور.


مواضيع متعلقة