"تزلج" في ساحة مجمع التحرير: لو زهقان.. العب "باتيناج"

كتب: إنجى الطوخى

"تزلج" في ساحة مجمع التحرير: لو زهقان.. العب "باتيناج"

"تزلج" في ساحة مجمع التحرير: لو زهقان.. العب "باتيناج"

بعد غروب الشمس، ينطلقون بأحذية التزلج، لا يكتفون بالركض يميناً ويساراً، لتفريغ طاقاتهم المكبوتة طوال ساعات النهار فى الدراسة أو العمل، بل ينطلقون فى حركات دائرية راقصة، كأنهم إحدى الفرق التى ترقص باليه، متناسين أنهم فى ميدان التحرير، وبالتحديد أمام مبنى «المجمع»، وداخلهم شعور بالامتنان لوجود مكان يوفر لهم الحماية والأمان خلال ساعات اللعب، وكذلك الأموال، التى كانت حتماً ستُهدر إن ذهبوا إلى أى مركز للتمرين.

مصطفى شوقى، 21 عاماً، يأتى يومياً من منطقة شبرا الخيمة حيث مسكنه إلى ميدان التحرير حيث الأرض الفضاء أمام المجمع، راكضاً على حذاء التزلج الخاص به. يبتسم بينما يحكى قصة التزلج التى جمعت أكثر من 300 شخص لا يعرفون عن بعضهم البعض شيئاً، سوى حبهم لتلك الهواية التى جمعتهم فى مكان واحد دون سابق معرفة: «بادرس فى كلية السياحة والفنادق، وباشتغل بعد الدراسة، وممارسة التزلج هى الوسيلة المناسبة بالنسبة لى للترفيه للخروج من دائرة الضغوط فى الدراسة والعمل، وميدان التحرير بالنسبة لى هو أفضل مكان يمكن فيه ممارسة هذه اللعبة، لأنه واسع وفيه حواجز للحماية، والأطفال مش كتير، خصوصاً بالليل، فعنصر الأمان متوفر».

بدأت تمرينات التزلج بالفريق، حسب «شوقى»، منذ خمس سنوات، عملوا فيها على تعليم بعضهم البعض، إما بالمشاهدة أو بالمساعدة على أداء بعض الحركات الخطرة: «الفكرة أن اللعبة بقى الشباب كلهم يلعبوها وما بقتش مقتصرة على طبقة معينة زى ما كان معروف زمان إنها لأصحاب الدخل العالى».

تلف يارا محمود كالفراشة التى لا تهاب شيئاً، يبدو حجابها الأسود الذى يتطاير خلفها كجناحين يساعدانها على الطيران، تجوب يميناً ويساراً وتشارك مجموعة بنات فى اللف دائرياً، مؤكدة أنها لا تواجه أى مضايقات لكونها فتاة تمارس رياضة التزلج فى الشارع: «إلى جانب الدراسة بكلية آداب قسم فلسفة، والشغل فى شركة خاصة، بلاقى نفسى فى لعبة التزلج، والميدان هنا حلو وواسع وفيه حرية، بس لو فيه مناسبة أو حدث سياسى بنوقف اللعب، غير كده كل يوم بنزل هنا وعمرى ما واجهت أى مشكلة، غير بعض التعليقات الكوميدية من الناس اللى قاعدة».

أحياناً تكون ممارسة التزلج وسيلة لإيجاد عمل، حسب عبدالله عمر، الشاب الذى يأتى يومياً إلى ميدان التحرير ليمارس لعبة التزلج مع زملائه، ومنذ ما يقرب من عام وهو يحرص على ممارستها يومياً: «اختيار ميدان التحرير، وخاصة المجمع، كان اختياراً موفقاً من جانب الشباب، لأن معظم الأماكن والمراكز الرياضية اللى بتقدم تدريبات إما بتكون بعيدة، فى منطقتى التجمع الخامس أو الشيخ زايد، أو غالية وبيتم حساب اللعب بالساعة، وده طبعاً هيبقى مكلف جداً».

يؤكد «عبدالله»، أنه خلال اللعب، عرض عليه أحد الأشخاص الظهور فى إعلان عن اللعبة: «فيه ناس كتير هنا جات لهم إعلانات من اللعب هنا».


مواضيع متعلقة