إمام الحرم المكي: تجديد الخطاب الديني ليس المراد به "خلع عباءة التدين"

إمام الحرم المكي: تجديد الخطاب الديني ليس المراد به "خلع عباءة التدين"
- الحرم المكي
- امام الحرم المكي
- تجديد الخطاب الدينى
- الازهر الشريف
- الحرم المكي
- امام الحرم المكي
- تجديد الخطاب الدينى
- الازهر الشريف
قال الشيخ عادل الكلباني، إمام الحرم المكي السابق، إن معنى تجديد الخطاب الديني، فليس المراد به "خلع عباءة التدين"، وإنما يراد بالتجديد، الفسحة للفقهاء والدعاة والوعظاء، بالتنوع والتأمل في مذاهب العلماء، وأخذ ما فيه يسر ورفع حرج وإظهار سماحة الدين ويسره.
وأضاف الكلباني، خلال مقاله فى جريدة "الرياض"، أن رسول الله صلى الله وعليه وسلم، قال "يا عائشة، لولا أن قومك حديثو عهد بشرك، لهدمت الكعبة، فألزقتها بالأرض، وجعلت لها بابين: بابًا شرقيًا، وبابًا غربيًا".
وأوضح: أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أبان لنا عن منهج عظيم، أغفله كثير من الدعاة وحملة العلم، حتى أصبح موروثًا يتناقله الناس دون النظر في فقهه، وهو بيّن الألفاظ صريح الدلالة في مراعاة الزمان والمكان وأحوال الناس، وبناء الخطاب الديني وفقًا لتقبل المجتمع له من حيث الرد والقبول، وهو ما لا يختلف فيه اثنان نظريًا.
وأكد الكلباني، أن الخلاف والإنكار، يقع عند تطبيق وطرح هذا المنهج كوسيلة عصرية، وفقًا لقواعد وثوابت الشرع بما "لا يحل حرامًا ولا يحرم مباحًا"، ولكنه يستغل أدوات العصر الحديث لتبليغ الدين على قاعدة "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذّب الله ورسوله؟".
وتابع إمام الحرم المكي السابق، لقد توسع الناس في الاطلاع والمعرفة، وتضاربت في أذهانهم الأفكار، فما يجدونه من معلومات عبر وسائل التواصل، وفي الكتب الإلكترونية، عن الإمام فلان، ومذهب فلان غير ما يقرره فلان على منبره، أو فلان في درسه ومحاضرته، فيضطر إلى مواجهة تلك الطائفة التي تدعي أحقيتها بطرح الرأي الديني، وأن من خالفها فقد خالف الكتاب والسنة.
وولفت إلى أن المثقف يقف مشدوهًا أمام تلك العقلية التي تدعي الفقه والعلم، فإن في تجديد الخطاب وفقًا للوسائل المتاحة بابًا واسعًا وجميلاً نعرض من خلاله هذا الدين، الذي وصفه الله بالنور ليس للعرب فحسب بل للناس أجمعين.
وتابع الكلباني، لقد مكث القرآن يتنزل بالموعظة والتربية الأخلاقية والعقدية طيلة الفترة المكية بسنواتها المتعبة، ولما هاجر وانتقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة أخذ التنزيل مأخذًا مناسبًا للمكان والناس، فبدأ بتشريع الأحكام وسن القوانين بما يتناسب مع تلك الفترة، ومن ثم نشأ الفقه الإسلامي ليقرر ما الأصول والثوابت التي لا مجال لتجديدها، ويرسل بقية الفقهيات للنظر بحسب مفاهيم الناس واستنباطاتهم.