أبعاد وتفاصيل الاتفاق بين "طالبان" و"واشنطن" في قطر حاضنة الإهاربيين

أبعاد وتفاصيل الاتفاق بين "طالبان" و"واشنطن" في قطر حاضنة الإهاربيين
- طالبان
- داعش
- واشنطن
- الدوحة
- قطر
- الإرهاب
- التنظيمات الإرهابية
- طالبان
- داعش
- واشنطن
- الدوحة
- قطر
- الإرهاب
- التنظيمات الإرهابية
وقعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وحركة "طالبان" الإرهابية، اتفاقا تاريخيا في العاصمة القطرية "الدوحة"، اليوم، سيؤدي إلى انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان خلال 14 شهرا، وسيقود إلى إنهاء الحرب الأطول في تاريخ واشنطن، وتضمن الاتفاق رفع واشنطن العقوبات عن أعضاء "طالبان"، بحلول أغسطس 2020.
ووقع المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، ونائب الشؤون السياسية لحركة "طالبان"، ملا عبدالغني بارادار، الاتفاق، بحضور وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو.
وتصافح الجانبان وسط صيحات "الله أكبر" بين ممثلي حركة طالبان الحاضرين، حيث أوضح مسؤولون، أن التحدي الرئيسي يكمن في صعوبة تشكيل وفد موحد يجمع الحكومة الأفغانية والمعارضة والمجتمع المدني في ظل الخلافات القائمة حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وستتبادل الولايات المتحدة وطالبان آلاف الأسرى قبل انطلاق المفاوضات الأفغانية، وفقا للاتفاق.
واستكمالا لاتفاق الدوحة، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين حركة طالبان وسلطات كابول بحلول 10 مارس المقبل، وقال مسؤول إن "الاتفاق ينص على تاريخ 10 مارس، لكن علينا أن نكون واقعيين"، بينما رجح مسؤول آخر أن تبدأ المفاوضات في النصف الأول من مارس، وأن تعقد في أوسلو، وفقا لما ذكرته قناة "فرانس 24" الفرنسية.
الحرب الأفغانية كلفت دافعي الضرائب الأمريكية نحو 737 مليار دولار
وقتل أكثر من 2400 جندي أمريكي وأصيب أكثر من 20 ألفا في أفغانستان منذ غزو الولايات المتحدة لتلك الدولة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر في 2001، كما قدرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أن الحرب الأفغانية كلفت دافعي الضرائب الأمريكية نحو 737 مليار دولار.
وهناك قرابة 13 ألف جندي أمريكي في أفغانستان، تتوزع مهامهم بين تدريب قوات الأمن الأفغانية وتنفيذ مهام لمكافحة الإرهاب، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط.
"بومبيو": تحقيق السلام يتطلب عملا جديا وتضحيات
وأكد "بومبيو"، أن عملية السلام في أفغانستان "لا تزال في بدايتها" لكن الخطوات التي اتخذت خلال الأسابيع الماضية تظهر أن من الممكن تحقيقها، وقال خلال كلمة أثناء مراسم توقيع الاتفاق، إن تحقيق السلام يتطلب عملا جديا وتضحيات من جميع الأطراف للحفاظ على الزخم.
وأوضح الوزير الامريكي: "أعلم أنه سيكون هناك إغواء لإعلان النصر"، على حد تعبيره، مشددا على أن النصر للشعب الأفغاني يكمن في تحقيق السلام والازدهار، مؤكدا أن النصر للولايات المتحدة يتحقق عندما لا تخاف واشنطن وحلفاؤها من تهديدات الإرهاب القادم من أفغانستان، وأضاف الوزير الأمريكي: "سنفعل كل شيء لحماية شعبنا"، على حد تعبيره.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء، عن مستشار الأمن القومي الأفغاني، حمد الله مهيب قوله، إن الحكومة لم تقطع التزاما بالإفراج عن 5 آلاف من أسرى طالبان بحلول 10 مارس.
وأوضحت "رويترز"، في وقت سابق بأن الاتفاق الموقع نص على إفراج حكومتي البلدين ستفرجان عن نحو 5 آلاف أسير، وإعتاق طالبان نحو ألف أسير بحلول 10 مارس، وفقا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.
البنتاجون: واشنطن ستلغي الاتفاق مع طالبان إن لم تلتزم الحركة به
وكان وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، قال في وقت سابق، اليوم، إن واشنطن ستلغي الاتفاق الموقع مع طالبان في حال لم تلتزم الحركة به، موضحا أن توقيع الاتفاق يبقى مجرد بداية، وأن القادم لن يكون سهلا، غير أنه أكد أن الاتفاق يمهد الطريق نحو مفاوضات أفغانية أفغانية، ما سيسمح بالوصول إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار.
واشنطن تعلن أنها ستخفض قواتها في أفغانستان إلى 8600
من جانبها، ذكرت قناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن الاتفاق ليس معاهدة سلام بين الجانبين، لكنه يمهد لمحادثات رسمية بين الحركة والحكومة الأفغانية، كما أنه مشروط بالتزام طالبان بمحاربة تنظيم "داعش" ومقاتلي القاعدة، فيما أكد حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بيان، تخفيض وجوده العسكري في أفغانستان تماشيا مع الاتفاق، مشيرا إلى أنه سيحمي الشعب الأفغاني وسيساهم في ضمان عدم ظهور الإرهاب مجددا في البلاد.
وكانت الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية، أصدرتا، بيانا مشتركا قبل توقيع الاتفاق الأمريكي مع حركة طالبان الإرهابية، أوضحت فيه واشنطن أنها ستخفض قواتها في أفغانستان إلى 8600، خلال 135 يوما من الاتفاق مع طالبان، وبعد خفض أولي للقوات وصولا إلى 8600 جندي، تقوم الولايات المتحدة وشركاؤها "بإتمام سحب قواتها المتبقية من أفغانستان خلال 14 شهرا، وسيقومون بسحب جميع جنودهم من القواعد المتبقية" وفق الإعلان.
وبموجب الاتفاق، يغادر آلاف الجنود الأمريكيين أفغانستان بشكل تدريجي بعد أكثر من 18 عاما، مقابل عدد من الضمانات الأمنية من المسلحين، وتعهد بإجراء محادثات مع حكومة كابول.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 23 فبراير الماضي، أنه سيوقع على اتفاق سلام مع حركة طالبان الأفغانية، حال أدت المفاوضات إلى إنهاء الحرب في أفغانستان التي استمرت 18 عاما.
وكان مسؤول أمريكي بارز، قال في 14 فبراير الماضي، إن الولايات المتحدة وحركة طالبان توصلتا إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، موضحا أن الاتفاق على "خفض العنف" لمدة سبعة أيام، ستتبعه بداية محادثات سلام تتضمن جميع الأفغان في غضون عشرة أيام، على أن تكون "محددة للغاية" وتغطي البلاد ككل، بما فيها القوات الأفغانية.
وأعلن الرئيس التنفيذي لأفغانستان عبدالله عبدالله، في 17 فبراير الجاري، إتمام اتفاق السلام بين الحركة و"واشنطن"، وقال: "تم الانتهاء من الاتفاق بين طالبان والولايات المتحدة، ويشترط لتوقيع الاتفاق الحد من العنف لمدة سبعة أيام"، مشيرا إلى أن ذلك يعد فرصة لتظهر طالبان رغبتها في إحلال السلام في البلاد.
وفي 22 فبراير الماضي، اندلعت اشتباكات بين أفراد من طالبان وقوات الأمن الأفغانية في عدة مناطق من البلاد، بعد يوم من إعلان أسبوع "خفض العنف"، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية.
قطر والإرهاب.. علاقة صنوان لا ينفصلان
ولايختلف اثنان على أن العلاقة بين قطر والإرهاب هي علاقة صنوان لا ينفصلان، ولم يعد خافيا على أحد أن الحكومة القطرية رهن علاقاتها داخليا وخارجيا لجماعات الإرهاب، وتحولت إلى أكبر ممول للتنظيمات الإجرامية من النصرة إلى القاعدة والإخوان وطالبان وداعش وغيرها، وأثارت العلاقة الوثيقة التي تربط بين قطر وحركة طالبان الأفغانية تساؤلات عديدة حول ارتباط الدوحة بالحركات الإرهابية والجماعات المسلحة، وتبنيها فكر جماعة "الإخوان" الإرهابية والمحظورة.
مسؤول أفغاني يصف وجود قادة طالبان في قطر بشهر عسل
واعترفت طالبان عن لقاءات جمعتها أخيرا مع المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان، زلماي خليل زاد، في الدوحة، حتى إن كانت بغرض تحقيق السلام إلا أنها تثير الكثير من علامات الاستفهام حول طبيعة العلاقة بين طالبان والدوحة، باعتبار أن قطر الدولة الوحيدة التي فتحت أراضيها لإقامة مكتب سياسي للحركة الإرهابية، وفقا لما ذكرته صحيفة "عكاظ" السعودية.
وفي 8 سبتمبر 2019، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، صديق صديقي، أن طالبان تقتل الشعب الأفغاني بأوامر من قطر، قائلا، على خلفية إلغاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، المفاوضات مع طالبان، بسبب تفجيرات في كابول، إن "الشعب الأفغاني لن يقبل أبداً سلاماً غامضاً وغير كامل لن يؤدي إلى ختم الحرب وإحلال السلام".
ووصف "صديقي"، وجود قادة طالبان في قطر بأنه "شهر عسل"، مؤكداً على ضرورة "إنهاء هذه العملية (المفاوضات في قطر) التي وُلدت ناقصة وعقيمة منذ البداية"، وفقا لما ذكرته قناة "العربية" الإخبارية نقلا عن "أفق نيوز" ووكالات أنباء أفغانية أخرى.
وكان "ترامب" قد أعلن في سبتمبر الماضي، أنه ألغى مفاوضات السلام مع زعماء طالبان بعد اعترافهم بشن هجوم في كابول، أسفر عن قتل جندي أمريكي و11 شخصاً آخرين.
وأكد الرئيس الأمريكي، في تغريدة نشرها، حينها، على موقع التديونات القصيرة "تويتر": "إذا لم يكن باستطاعة طالبان وقف إطلاق النار خلال محادثات السلام فربما ليس لديها القوة للتفاوض على اتفاق مجدٍ".
وكان 10 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 42 بانفجار سيارة ملغمة قرب أحد أحياء كابول، الذي يضم السفارة الأمريكية وبعثة حلف شمال الأطلسي "الناتو" وبعثات دبلوماسية أخرى، فيما أعلنت بعثة الناتو مقتل جندي أمريكي وآخر روماني من قوات الحلف في الهجوم.
28 يونيو 2013، إزاحة الستار عن مكتب حركة طالبان الإرهابية في الدوحة
وحمل تاريخ "28 يونيو 2013"، علامة فارقة كون قطر أزاحت الستار عن مكتب حركة طالبان الإرهابية في الدوحة، في دعاية روجت لها كإنجاز سياسي لدعم السلام. وكان تقرير أمريكي حذر في 2018، من مساع قطرية لإعادة تنظيم الإخوان الإرهابي إلى الساحة الدولية والإقليمية، حيث ربط بين المهام الخفية التي يقوم بها مكتب حركة طالبان في الدوحة، واستراتيجية قطر المتواصلة لدعم التنظيمات. وحمل تقرير لمجلة "أمريكان ثينكر" تحت عنوان "قطر والقاعدة وطالبان.. العلاقة المخيفة"، أسس العلاقة الثلاثية وأهدافها وإمكانيات استغلالها من قبل الدوحة لتحقيق هدفها الأخطر وهو إعادة تنظيم الإخوان الإرهابي إلى الساحة الدولية.
والمكتب، لقب باسم مكتب إمارة أفغانستان، في دليل جديد على الأجندة المخفية الحقيقية، التي تصر قطر على تمريرها، والتي تبدأ من إضفاء الشرعية بطرق ملتوية على المنظمات الإرهابية وعناصرها، ولا تنتهي اليوم عند السعي لإعادة نفوذ الخائبين، وتنظيم الإخوان الإرهابي على رأس قوائم الخائبين هؤلاء.
وأشار التقرير إلى أن إعادة تنظيم الإخوان الإرهابي ممكنة انطلاقا من الاستراتيجية القطرية، التي تهدف لتعزيز حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وحقق مكتب طالبان في الدوحة معادلة الوسيط بين التكتلات الإرهابية، ومن أهدافه الأهم أيضا، محاربة خطط الإصلاح الماضية في المنطقة، فيما قالت قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية، في ذلك الوقت "إن التاريخ يعيد نفسه والحقائق تكشف تباعا، تؤكد الأخبار من جديد، صحة التحذيرات السابقة كما اللاحقة، حيث كان آخرها ما أعلنته حركة طالبان عن إطلاق سراح أحد أبرز قادتها وهو الملا عبدالغني بارادار من السجن بعد 8 سنوات من اعتقاله من قبل السلطات الباكستانية، وجاء إطلاق سراح بارادار بناء على طلب ووساطة قطرية، وهي وساطة تبعتها محادثات قالت طالبان إنها أجرتها في الدوحة مع ممثل الولايات المتحدة في أفغانستان للمصالحة زلماي خليل زاد، وسعت قطر من خلال هذه الخطوات إلى إضفاء شرعية مشبوهة تسعى لتكريسها لصالح من يرتدي ثوب الإرهاب علنا".
صلات قوية تربط القطريين بالقاعدة عبر رعايتهم لطالبان
وأوضح التقرير، أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري بنفسه، كان قد أعطى البيعة لزعيم حركة طالبان مرتين، مما يعني أن القاعدة تعمل الآن رسميا تحت إشراف طالبان، وهو ما يؤكد على الصلات القوية التي تربط القطريين بالقاعدة عبر رعايتهم لطالبان وتواصلهم السياسي معهم، ولا يخفى على أحد أن القاعدة خرجت من عباءة تنظيم الإخوان الإرهابي باعتراف زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وحذرت الأوساط الأمريكية من تداعيات غض الطرف والصمت الرسمي تجاه هذه الصفقات المشبوهة التي ترعاها قطر وتأثيراتها على أمن منطقة الشرق الأوسط وسلامتها.
التحالف القطري التركي لدعم التنظيمات الإرهابية
وكان تقرير لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، وثق في وقت سابق، في ديسمبر 2019 الدور القطري والتركي، في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية منذ بدء الصراع في سوريا قبل 8 سنوات، وأوضح "التقرير الشامل لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية" أن التحالف المتمثل في قطر وتركيا وجبهة النصرة، ساهم في تحقيق الأخيرة لمكاسب ميدانية في بعض المناطق السورية ومكنها من الحصول على إمدادات عسكرية ومالية لمواجهة القوات الحكومية السورية، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية في 14 ديسمبر 2019.
وإلى جانب كشف دور التحالف القطري التركي في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية منذ بدء الصراع في سوريا قبل 8 سنوات، يتتبع التقرير صعود وتوحيد التحالف الذي بات يشكل تهديدا متزايدا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط وما وراءه.
وفي هذا التحالف، شكل من الشراكة التي جعلت من قطر ممولا، وتركيا معبرا، حيث انتقلت الأموال والأسلحة القطرية إلى جبهة النصرة عبر الحدود التركية السورية. وأفرد التقرير مساحة أوسع لما يطلق عليه البعض "تحالف التطرف"، والمقصود به تركيا وقطر وجبهة النصرة. وعزز التحالف مع تشكيل عدد من الفصائل المسلحة، ما يعرف بتنظيم "جيش الفتح" بقيادة جبهة النصرة للقتال ضد الحكومة السورية عام 2015.
وقال التقرير، في ذلك الوقت، إن تشكيل جيش الفتح جاء بوساطة قطرية ومساع تركية، مشددا على أنه لولا الدعم القطري التركي لما نجح التنظيم الإرهابي في تحقيق مكاسب ميدانية في إدلب وغيرها من مناطق سورية. وأوضحت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، التي تتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرا لها، كيف تعمل هذه الحكومات معا لإيواء ممولي الإرهاب، وتشجيع الإيديولوجية المتشددة، ودعم الجماعات المتطرفة العنيفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وزرع حالة عدم الاستقرار الإقليمي في هذه العملية.