فاروق حسني: الوزارة لم تكن من طموحاتي لكني "معرفش أفشل"

فاروق حسني: الوزارة لم تكن من طموحاتي لكني "معرفش أفشل"
- فاروق حسني
- وزير الثقافة الأسبق
- ثورة 25 يناير
- الأعلى للثقافة
- الثقافة
- تجديد الخطاب الديني
- فاروق حسني
- وزير الثقافة الأسبق
- ثورة 25 يناير
- الأعلى للثقافة
- الثقافة
- تجديد الخطاب الديني
قال الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، إن الوزارة لم تكن من طموحاتى وكثيرون وقفوا ضدى وقالوا «خواجة.. شهر وهنمشيه»، مشيراً إلى أن السيدة سوزان مبارك كانت مشغولة بالثقافة والتعليم والصحة وقضت على شلل الأطفال واهتمت بتطوير المدارس.
وأكد «حسنى» لـ«الوطن» أنه لم يتعامل مع منصبه كوزير بل كصاحب رسالة وتعلم فن الإدارة داخل الوزارة، معتبراً أن ثورة 25 يناير كانت فوضى كبيرة «فركشت» الشعب، موضحاً أنه اقترح تأسيس لجنة للثقافة الدينية داخل «الأعلى للثقافة» لتجديد الخطاب الدينى، وأن الرئيس مبارك هو الوحيد الذى سانده فى أزمة الحجاب لأنه يعرفه جيداً فى الوقت الذى تخلت عنه الحكومة وبعدها لم يدخل مجلس الشعب لمدة عام كامل. وأضاف أنه باع الفيلا الخاصة به لتدشين مؤسسته الثقافية وجنّب معظم أملاكه لها، ووزارة التضامن تفاعلت معه بشكل جيد عند تأسيس المؤسسة، وتابع: «لا أتدخل فى العقائد لكنى ضد غرس الأفكار المسمومة فى عقول الأطفال والشباب، والمتأسلمون يخططون للسيطرة على الشعب منذ حسن البنا، ورفضت تولى وزارة الإعلام مع الثقافة بعد دمجهما فى وزارة واحدة وقضيت 21 يوماً دون أن أذهب إلى مقر الوزارة ثم اعتذرت للرئيس مبارك»، وإلى نص الحوار:
بعت الفيلا الخاصة بى لتدشين مؤسستى الثقافية وجنّبت معظم ما أملك لها
متى فكرت فى إطلاق المؤسسة.. وما الصعوبات التى واجهتها فى البداية؟
- منذ سنوات طويلة، وكان فى ذهنى أن أقدم كل ما لدىّ من لوحات وتحف وكتب للدولة، وتبلورت الفكرة فى المؤسسة التى تضم متحفاً، ليكون نواة لها، وبعت الفيلا الخاصة بى، وجنّبت معظم ما أملك للمؤسسة، لكى تبقى وتستمر، ووزارة التضامن كانت على درجة كبيرة جداً من التفاعل، ويسّرت لنا إجراءات التدشين، فالمؤسسة مدنية، وغير هادفة للربح، وتدعيم وزارة الثقافة كان له أثر كبير جداً. ومن خلال التعاون والشراكة أخذنا الموقع الذى قدمنا فيه المسابقة من الوزارة، وهو مركز الجزيرة للفنون بالزمالك، وتلقينا عدة طلبات بالدعم المادى من عدة جهات من داخل وخارج مصر، منها مؤسسات وجامعات، وشخصيات، ولكن فى العام الأول لانطلاق المؤسسة قررت عدم قبول أى تبرعات، لكى أتحمل المصروفات كاملة حتى أشعر أننى قدمت شيئاً، وبعدها ننتظر الدعم من الجهات الراغبة، ونحن نرحب به، لكنى أرى أن المشكلة فى الأفكار وليست فى الفلوس، فلو عندك أفكار جيدة ستكون أهم من أى مبالغ مالية، لأن المال لا يصنع أفكاراً جيدة أما الأفكار الجيدة فهى قادرة على صنع المال، وفى العموم الدعم لا يؤثر لأنه لن يدخل جيبى، وإنما فى صندوق المؤسسة الذى يخضع لإشراف وزارة التضامن.
ما الذى تعلمته من عملك فى وزارة الثقافة طوال 23 سنة، وما الفرق بين عملك فى الوزارة وبين العمل التطوعى؟
- كل منهما له طبيعته وله ظروفه، وزارة الثقافة كانت تكليفاً، وأنا لم أكن أتعامل مع المنصب كوزير، بل كصاحب رسالة، وتعلمت فى وزارة الثقافة فن الإدارة، وما أشعر به حالياً هو نوع من الاكتفاء الذاتى، وهو شعور يصل إليه الإنسان بالعطاء، أما الشخص الذى لا يفكر إلا فى الأخذ فلن يشبع أبداً.
ما خطتك للعمل فى الفترة المقبلة؟
- الاستمرار فى دعم الوطن بشكل مطلق، وأتمنى أن تكبر المؤسسة، ونحن بصدد توسيع المقر، وسيتم إضافة مسابقات جديدة منها التصوير ابتداء من الدورة المقبلة، وستضاف مسابقات فى فن العمارة والأدب والنحت والمسرح والموسيقى، لكن بشكل تدريجى، كل خطوة يلزمها تحضير كى تنجح، وأتمنى أن نتعاون مع مؤسسات دولية، وأن تكون الجائزة والمؤسسة لها شأن مثل المؤسسات الرسمية الموجودة فى العالم.
هل تعتقد أن تبعية الجمعيات الثقافية لوزارة الثقافة أفضل من التضامن؟
- وزارة الثقافة لديها أشياء كثيرة جداً، وسيكون موضوع الإشراف على الجمعيات عبئاً إضافياً على الوزارة التى لا تتأخر عن الجمعيات الجادة، كما أن التبعية للتضامن عبارة عن إشراف على الإدارة والمالية، والتضامن لديها تجربة وخبرة سابقة فى هذا العمل، خصوصاً فى الرقابة على الحسابات ومتابعة التبرعات الداخلة للجمعية والمصروفات المنفقة.
ما رأيك فى إسناد عمل الثقافة إلى المجتمع المدنى بدلاً من الحكومة على غرار الولايات المتحدة؟
- كل الدول العريقة بها وزارات ثقافة، إنجلترا، فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، الصين، الهند، لأن هذه الدول لديها تراث حضارى لا بد أن يقدَّر بشكل محترم، فوجود وزارة الثقافة يعنى تقدير هذا التراث، هذا يختلف عن الولايات المتحدة التى لا تمتلك تراثاً حضارياً متراكماً مثل باقى الدول، لذا لم تنشئ وزارة للثقافة إلى اليوم. أنا عن نفسى مع وجود الوزارة كجهة رسمية للثقافة، بجانب مؤسسات المجتمع المدنى الداعمة للعمل الرسمى والمتعاونة معه، فكلتا الجهتين تكملان عمل بعضهما، والوزير الناجح يعتمد على مؤسسات المجتمع الأهلى ويدعمها ويتعاون معها، لأن الهدف واحد وطبيعة النشاط واحدة، وأعتبر المؤسسة مساعدة لعمل الوزارة، وعلى استعداد للتعاون مع الوزارة لو طلبت أى شىء، فوزارة الثقافة تحرك العمل الثقافى، ونحن نحاول تحميس الشباب.
الدورة التى نفذتها المؤسسة شارك فيها 400 فنان من 21 محافظة، والمجتمع فى حاجة إلى أن يمد كل شخص يده بعمل جاد لأنه سيعود بالفائدة على الشخص الذى يبذل مالاً أو جهداً تطوعياً، ولقد رأيت نتيجة العمل الجاد وثمرة الجهد المبذول يوم توزيع الجوائز، الذى أعتبر أنه كان يوماً مشهوداً، ومنذ كنت فى الوزارة كان لدينا صندوق التنمية الثقافية الذى كان له دور متمثل فى إقامة نشاطات مهمة ودعم الجمعيات الجادة العاملة فى القطاع الثقافى.
رفضت تولى وزارة الإعلام مع الثقافة بعد دمجهما فى وزارة واحدة وقضيت 21 يوماً دون أن أذهب إلى مقر الوزارة ثم اعتذرت للرئيس الأسبق
ما رأيك فى بعض المطالبات التى تنادى بدمج وزارة الثقافة مع وزارة التعليم؟
- مسألة الدمج ليست سهلة كما يتخيل البعض، وأذكر أنه حين عُرض علىّ تولى وزارة الإعلام مع الثقافة بعد دمجهما فى وزارة واحدة رفضت، لأنه رغم أن الشكل يبدو مناسباً فإن الفعل غير متطابق، لذا قضيت 21 يوماً دون أن أذهب إلى مقر وزارة الإعلام، ثم اعتذرت للرئيس مبارك وقلت له إنه من غير المناسب دمج الوزارتين لأن الثقافة وزارة العقل والوجدان، وتعمل بإيقاع بطىء جداً، أما عمل الإعلام فسريع جداً، ومن المفترض أن يقدم الإعلام هذه الخدمة للثقافة، وكنت «أتحايل» على الإعلام لعرض أعمال الثقافة مجاناً عبر قنوات الإعلام لكى تصل إلى الناس فى كل بيت.
أرفض دمج وزارتَى الآثار والسياحة
وكيف ترى الدمج الأخير لوزارتى الآثار والسياحة؟
- غير موافق على الدمج، رغم أن الشكل تطابقى فى السياحة والآثار لكن الفعل غير متناسب، فالسياحة عملها كثير جداً، وتحتاج إلى عمل يومى، وهى وزارة تجارة وتسويق، أما الآثار فهى مسائل علمية، والدمج سيضطر الوزير إلى الجور على طبيعة عمل الآثار لصالح السياحة.
اقترحت تأسيس لجنة للثقافة الدينية داخل "الأعلى للثقافة" لتجديد الخطاب الدينى
كيف رأيت المناظرة الأخيرة بين شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة؟
- لا أرغب فى الحديث عن هذه المناظرة، لكن موضوع تجديد الخطاب الدينى كان عندى طرح له وقت أن كنت فى الوزارة، فقد فكرت فى الوزارات المعنية بأداء البشر وهى الثقافة والإعلام والتعليم والشباب والمؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، واقترحت عمل لجنة للثقافة الدينية تتبع المجلس الأعلى للثقافة، تضم ممثلين عن هذه الجهات، على غرار المجموعة الاقتصادية، ويكون عمل اللجنة المقترحة مناقشة كل المسائل الثقافية والفكرية للخروج بنتائج تتوافق عليها أغلب الفئات، لكن هذا الطرح تم فهمه بطريقة خاطئة، واعترض عليه بعض المثقفين، واتهمونى بالانصياع لضغوط الجماعات الإسلامية، ولم أتمسك بهذه اللجنة لكثرة المشكلات وقتها، ولم أكن على استعداد لمشكلات جديدة، وقلت «يستاهلوا» كعقاب لهم، وأتمنى أن يتم تنفيذ الفكرة حالياً، لأنها من الممكن أن تلعب دوراً فارقاً فى التجديد.
ما تقييمك لأداء وزارة الثقافة منذ 2011 إلى الوقت الحالى؟
- كان متراجعاً، وحالياً بدأت تنتعش أنشطتها فى الأوبرا، ومعرض الكتاب، لأن الدكتورة إيناس وزيرة متحركة.
لم أتعامل مع منصبى كوزير بل صاحب رسالة وتعلمت فن الإدارة داخل الوزارة
لو أنت وزير الثقافة حالياً هل ستغير آلية العمل؟
- عندما توليت وزارة الثقافة عملت بنية تحتية رهيبة، ومهمة الوزير الجديد أن يستفيد من هذه البنية، فقد أنشأنا مجلساً أعلى للآثار له أمين عام معه كل سلطات الوزير، وقطاع الإنتاج الثقافى، والعلاقات الثقافية الخارجية، والفن التشكيلى، ومهرجان المسرح التجريبى وفرقة الرقص الحديث، وفرقة فرسان الشرق، لكى تمتلئ الساحة ثقافة، ولو أنا وزير ثقافة حالياً سأستغنى عن الإعلام تماماً وأسكن فى «قلب الموبايل» لأصل إلى كل الناس، وعبر الموبايل أقوم ببث كل أنشطة الثقافة للجمهور مجاناً، لكن الأمر يلزمه خبراء، للاستفادة من تطور العصر وتطور وسائل الوصول إلى الناس.
ميزانية الثقافة "ضئيلة" لكن يمكن تعويضها
كيف تنظر إلى ميزانية وزارة الثقافة؟
- ضئيلة، لكن يمكن أن نعوض هذه الضآلة بابتكار الأفكار الجديدة، فمثلاً وقت أن كنت فى الوزارة فكرنا فى المسارح وعملنا 4 مسارح فى محكى القلعة، وهى أماكن «فاضية» تم استغلالها، وحينما أنشأنا مراكز الإبداع أخذنا القصور القديمة الأثرية والإسلامية، وغيرها من الأفكار التى من الممكن أن تحقق نشاطاً للمنطقة.
ما أكثر شىء أعجبك فى أنشطة الوزارة حالياً؟
- معرض القاهرة الدولى للكتاب، لأنه الأكثر تنظيماً، ورغم البعد امتلأ بالجمهور وكانت فيه إصدارات كثيرة.
لا أتدخل فى العقائد لكنى ضد غرس الأفكار المسمومة فى عقول الأطفال والشباب.. والمتأسلمون يخططون للسيطرة على الشعب منذ حسن البنا
لماذا يتفوق تأثير التيارات المتأسلمة على الثقافة؟
- المتأسلمون معهم منابر، وخطتهم القديمة هى السيطرة على الشعب، منذ حسن البنا، تمهيداً للسيطرة على زمام الحكم، عندنا 120 ألف زاوية وجامع، مقابل 400 قصر ثقافة، وكنت أعترض على تغلغل هذا الفكر فى مجلس الوزراء، وأحياناً كانت تحدث «خناقات» كثيرة، فأنا لست ضد التدين فى المطلق، ولا أتدخل فى العقائد لكنى ضد غرس الأفكار المسمومة فى عقول الأطفال والشباب.
المتحف المصرى الكبير شاهد على تاريخ الإنسانية.. وسيكون الأكبر على مستوى العالم لكن يلزمه تسويق جيد من شركات دولية لتحقيق مكاسب عالية للدولة
كيف ترى مشروع المتحف المصرى الكبير.. وكيف يمكن استثماره بالشكل الأفضل؟
- الشركات العاملة فى تنفيذ المتحف تعمل على أعلى مستوى، وقد انشرح صدرى تماماً حين زرت الموقع مؤخراً، وأى إنسان يزور المتحف سيشعر بالفخر وعزة النفس، فالمتحف شاهد على تاريخ الإنسانية، وسيكون أكبر متحف يحتوى على قطع أثرية فى العالم، ويلزم له تسويق جيد من شركات دولية لتحقيق مكاسب عالية للدولة.
لم أذهب إلى متحف نجيب محفوظ
وما رأيك فى متحف الأديب نجيب محفوظ؟
- أنا من اقترح مكانه، لكنى لم أفكر فى زيارته، ولا أريد أى تأويل لأى نشاط أو زيارة أقوم بها لأى مكان، وحينما أفكر فى زيارة معارض تشكيلية لا أفكر فى حضور يوم الافتتاح، ولكن أفضّل زيارة المعارض فى يوم آخر، حتى لا أعتدى على وظيفة الوزير الموجود، لذلك أعتذر عن أى دعوة لافتتاح معرض أى فنان، وأنا سعيد بذلك.
وزير الثقافة الأسبق لـ"الوطن": سوزان مبارك كانت مشغولة بالثقافة والتعليم والصحة وقضت على شلل الأطفال واهتمت بتطوير المدارس
من الإنجازات التى تُحسب لفترتك فى وزارة الثقافة مكتبة الأسرة.. ما سر نجاح هذا المشروع؟
- السيدة سوزان مبارك عملت أكثر من مشروع يُحسب لها، وكانت مشغولة بالثقافة والتعليم والصحة، وأتت فى هذه المجالات بأعمال جليلة، ففى الصحة قضت على شلل الأطفال، وفى التعليم اهتمت بتطوير المدارس، وعلى نفس الخط فى الثقافة، فكانت تفتتح كل مشاريع الثقافة كى لا نشغل الرئيس إلا بالفعاليات الكبيرة، وكثيراً ما افتتحت مكتبات، وعملت مكتبات قبل مجيئى إلى الوزارة وافتتحت أول مكتبة فى عرب المحمدى، وكانت تساعد بكل قوة، ووقفت إلى جوارنا فى مشروع نفق الأزهر الذى كان مرفوضاً فى البداية، وأقنعت الرئيس وفى اليوم التالى كان هناك اجتماع لتنفيذ المشروع. وفيما يخص مكتبة الأسرة، كوّنا لجنة من كبار المثقفين برئاسة الدكتور فوزى فهمى، مهمتها انتقاء الكتب المترجمة، وحتى وقت مغادرتى الوزارة ترجمنا 6 آلاف كتاب، سوزان مبارك أخذت دعماً 12 مليون جنيه من وزارة التخطيط، وخصصنا لها 5 ملايين جنيه من صندوق التنمية الثقافية لإطلاق مشروع مكتبة الأسرة.
25 يناير "فوضى كبيرة فركشت الشعب"
يقال إن هناك تراجعاً فى ريادة مصر الثقافية خلال السنوات الأخيرة، فما تعليقك؟
- «كويس أوى اللى احنا فيه» فما حدث فى 2011 لم يكن ثورة بل كانت فوضى رهيبة، لأنها «فركشت» الشعب، وتسببت فى مشكلات كبرى داخل المجتمع، إلى أن بدأت الأمور تعتدل بعد 30 يونيو، والموضوع لن يعود إلى سابق عهده بعصا سحرية لكنه سيستغرق وقتاً طويلاً، ونحن فى مصر لدينا «المادة الفعالة» وهم الأدباء والفنانون، والمفكرون والمبدعون فى كل مجال، والكيانات الثقافية، وعندنا دار الكتب ومكتبة الإسكندرية، ودار الأوبرا، والكونسرفتوار، والموسيقى العربية، وأكاديمية الفنون، بخلاف المتاحف المتعددة، مثل الفن الحديث، ومتحف طه حسين، وأحمد شوقى، وغيرها، أى لدينا الأجهزة والبنى التحتية، القادرة على التخريج، وما تراجع هو النشاط فقط.
وكيف يمكن تفعيل كل هذه الأجهزة؟
- بدأت الوزارة العمل وما زلنا فى حاجة إلى مزيد من التفعيل، وهذا سيكون باختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، الوزارة تحتاج كتيبة عمل مناسبة، فى كل قطاع، تعمل كما يعمل الوزير، فى إطار خطة عامة للشغل.
كل الدول العريقة لديها وزارات للثقافة.. والولايات المتحدة لا تمتلك تراثاً حضارياً لذلك لم تنشئها.. وفشلت فى تنفيذ مشروع باب العزب بالقلعة
لماذا ارتبط اسم فاروق حسنى بالجدل؟
- الوزارة لم تكن من طموحاتى، فقد كنت موفداً من جانب الوزارة إلى روما وسعيداً بعملى وبالرسم ولى علاقات مهمة جداً مع المثقفين والمفكرين، وكان بعض الناس يعرفون نشاطى فى روما، منهم الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، الذى كتب عنى مقالاً قبل ترشيحى للوزارة، بعنوان «مسلة بشرية فى روما اسمه فاروق حسنى»، وبعد ترشحى للوزارة لم أبدأ معركة، لكنى قوبلت بهجوم منذ الإعلان عن اسمى لأن هناك أسماء كانت مطروحة للمنصب، ولهم حواريون، كتبوا ضدى، وقالوا عنى «خواجة.. شهر وهنمشيه»، وأول واحد تكلم كان الكاتب عبدالرحمن الشرقاوى، وكتب مقالاً بعنوان «نحن نرفض هذا الوزير» فى الصفحة الأولى بجريدة الوفد، ولم أتأثر به، لكنى قبلت العمل، وفى نيتى النجاح فى أداء المهمة لأنى «ماعرفش أفشل». أما الكاتب موسى صبرى فكان يرى أن وزير الثقافة السابق منصور حسن متحمس لى، وهو يثق فى كلام منصور حسن، وقال لى: كلم الشرقاوى، اعتبره والدك وكلمه وقابله، وكلمت الشرقاوى فعلاً، وقلت له إننى قرأت مقالك، وعاتبته، وقلت له: أنت لا تعرفنى، فاتفقنا على المقابلة، فاستقبلنى فى بيته فى اليوم الثانى ودار حديثنا حول الشأن الثقافى، وبعد الحديث قام وقبّلنى ثلاث مرات، فى اليوم الثانى عقدت اجتماعاً للمثقفين فى هيئة الكتاب، وحضره عبدالرحمن الشرقاوى، وأعلن يومها فى الاجتماع: «أنا غُرر بى..»، وبعدها عمل لى عزومة ضخمة فى بيته.
لماذا قلت من قبل إنك لو وجدت كتباً إسرائيلية فى وزارة الثقافة ستحرقها؟
- أنا لست ضد وجود كتب إسرائيلية فى المعرض.. وأحد أعضاء الإخوان المسلمين فى البرلمان قال فى 2008، إنه يوجد فى معرض الكتاب كتب إسرائيلية، وكان مستفزاً فى كلامه، و«قاوح» كثيراً، فقلت له: لو فيه كتب إسرائيلية سأحرقها، وهى كلمة مجازية، ورأيى أننا لا بد أن نطلع على الأدب والفكر الإسرائيلى.
أُخذ عليك عدم إصرارك على رأيك فى مسألة الحجاب فى وقت الأزمة؟
- قلت رأيى فى مجلس الشعب، وأنا ضد تحجيب الأطفال لأنه اعتداء على الطفولة، واستحضار الأنوثة المبكرة وبالتالى ضد حريتها، ويؤثر على عقلها، وينتابها إحساس أنها أنثى كاملة النمو وهى فى مرحلة الطفولة، فالمرأة إن لم يكن بداخلها الحجاب، فلا قيمة لحجابها الخارجى، وهذا رأيى وليس مطلوباً منى أن أفرضه على الناس بحد السيف، ولم أتراجع عنه.
الرئيس مبارك الوحيد الذى ساندنى فى أزمة الحجاب لأنه يعرفنى والحكومة تخلت عنى
ما الذى طلبه منك النائب أحمد عز وقت الأزمة؟ ولماذا لم يساندك أعضاء الحكومة وقتها؟
- طلب منى أحمد عز أن أعتذر فى المجلس وأنا رفضت، لكن فى النهاية، رجانى أن يعقد لقاء بينى وبين مجموعة تضم 90 من المعارضين لموقفى، من الإسلاميين وأعضاء الحزب الوطنى، والتقينا خارج مجلس الشعب، تناقشنا، وأوضحت أننى لا أقصد الانقلاب على الإسلام، ولم يساندنى أحد من أعضاء الحكومة فى الأزمة، ولكن ساندنى الرئيس حسنى مبارك، لأنه يعرفنى، ورأى ما حدث فى جلسة المجلس خلال مناقشة الموضوع، وهى الجلسة التى لم أحضرها، وحزنت لأنى لم أكن موجوداً فيها ولم أذهب بعدها إلى المجلس لمدة عام.
ما المشروع الذى كنت تتمنى تنفيذه وقت أن كنت وزيراً ولم تتمكن؟
- مشروع «باب العزب» وهو واحد من الآثار الإسلامية خلف القلعة، لكنه داخل أسوار القلعة، ويضم ما يقرب من 18 أثراً وشوارع منحوتة فى الجبل، وهذه المنطقة كانت مليئة بالحيوانات، واكتشفتها صدفة، وكان فى ذهنى تحويل المشروع إلى حى عظيم متكامل، وقمنا بعمل دراسات ومسح وخرائط للمشروع، بالاستعانة بخبرة الإيطاليين، وتم عمل تصور لعمل منفذ جديد مغاير لزحمة القاهرة، ولكن البعض اتهمنى بأننى أحوّل المنطقة إلى فندق، رغم أن المكان كان مجرد «قشلاق» للجنود، وكان فى ذهنى أن أحوّله إلى «بوتيك أوتيل» لنزول الأجانب المستعدين لدفع مبالغ طائلة لقضاء بعض الوقت فى هذا المكان، فالمكان قيمة حقيقية، ولكن تم تصعيد الموضوع، ورفعت نعمات أحمد فؤاد وصحفى آخر قضايا، والمعارك لم تكن شريفة، لكن التصميم ما زال موجوداً فى مكتب الوزير، وأعتقد أنه سيتم تنفيذه قريباً.