تأثر بـ"الأذان والترانيم والأجراس".. داوود حسني مجدد الموسيقى العربية
تأثر بـ"الأذان والترانيم والأجراس".. داوود حسني مجدد الموسيقى العربية
"أذان المساجد.. نغمات أجراس الكنائس.. ترانيم المعابد"، أثرت فيه منذ ميلاده في مثل هذا اليوم 26 فبراير من عام 1870، في القاهرة بحي "الصنادقية" الشعبي بالقرب من حي اليهود القرائيين في قسم الجمالية، الأمر الذي شكّل تكوينه، وجذبه إلى عالم الموسيقى، وأصبح داڤيد حاييم ليفي، أو "داود حسني"، من أشهر مجددي الموسيقى، حتى رحل عن دنيانا يوم 10 ديسمبر عام 1937.
انجذب داود حسني، إلى الفن منذ نعومة أظافره قبل وصوله لسن الخامسة عشر من عمره، وسبقها الانضمام إلى فرقة الأناشيد بمدرسته "ألفرير"، وتجول بين المحافظات للتعرف على عالم الموسيقى، وفي مدينة المنصورة، تعلّم العزف على العود على يد الشيخ محمد شعبان، والنغمات على يد الشيخ محمد القباني.
امتهن داود حسني، عِدة مهن، منها عمله كـ"مراكبي"، وتجليد وتغليف الكتب، والغناء في الأفراح والحفلات، حتى قرر التلحين بنفسه، وذاع صيته وأصبح من أشهر الموسيقيين ومجدديها في هذا التوقيت، خصوصًا بعد رحيل عبده الحامولي، ومحمد عثمان.
"الحـق عندي لك يا اللي غـرامك زايد"، من أول ألحان داود حسني، الذي قدّم ما يزيد على 500 أغنية ما بين الطقطوقة والموال والتواشيح والأغنيات، فضلًا عن كونه أول من لحن ودخل موسيقى الأوبرا، باللغة العربية، منها أوبرا "شمشون ودليلة"، و مسرحيات "الشاطر حسن"، "الغندورة"، "معروف الإسكافي".
من ألحان داود حسني، "أسمر ملك روحي"، "جننتيني يا بت يا بيضة"، "البحر بيضحك ليه"، "يا تمرحنا روايح الجنة"، كما تعامل مع الشيخ أبو العلا محمد، ومنيرة المهدية، وأم كلثوم وأسمهان، وليلى مراد.
ولحّن داود حسني لأم كلثوم، عدد من الأغنيات منها، "حسن طاب"، "شرف حبيب القلب"، "البعد علمني السهر"، "يوم الهنا حبي صفالي"، "روحي وروحك في امتزاج"، "يا فؤادي إيه ينوبك من الغرام "، "قلبي عرف معنى الأشواق"، "كنت خالي".
وقدّم داود حسني، مع ليلى مراد، "حيرانة ليه بين القلوب"، "هو الدلال يعنى الخصام".
عام 1906، مُنح داود حسني، الجائزة الأولى في مؤتمر الموسيقى بفرنسا لتلحينه "أسير الحب"، وقيل عن داود حسني، إنَّه أسهم في تغيير الموسيقى، حيث وحّد الخصائص المصرية في الموسيقى الشرقية، ويعد المؤسس الرئيسي للتراث الخالد لفن الموسيقى المصرية.
