بحزن وهدوء ودموع.. عقار الحجاز يودع مبارك

بحزن وهدوء ودموع.. عقار الحجاز يودع مبارك
- حسني مبارك
- وفاة حسني مبارك
- وفاة محمد حسني مبارك
- وفاة مبارك
- وفاة الرئيس السابق مبارك
- محمد حسني مبارك
- الرئيس السابق محمد حسني مبارك
- وفاة الرئيس السابق محمد حسني مبارك
- حسني مبارك
- وفاة حسني مبارك
- وفاة محمد حسني مبارك
- وفاة مبارك
- وفاة الرئيس السابق مبارك
- محمد حسني مبارك
- الرئيس السابق محمد حسني مبارك
- وفاة الرئيس السابق محمد حسني مبارك
رغم ضوضاء السيارات العالية وأصوات معدات التشييد بشارع الحجاز، في منطقة مصر الجديدة العريقة، فإن هدوءا صارما سيطر على العقار رقم 4 به، الذي اتسم بالرقي والعراقة، ليتخذ نفس طابع سكانه الذين كان أغلبهم من رموز حرب أكتوبر 1973، وعلى رأسهم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي وافته المنية صباح اليوم، عن عمر ناهز 92 عاما.
سكون شديد اتسم به العقار رقم 4 المكون من 7 طوابق ذات هيئة شبه دائرية منظمة، اتخذت طراز العقارات حديثة النشأة بمصر الجديدة، يجذب المارة بوقاره وعراقته، لاسيما كونه احتضن العديد من رجال القوات المسلحة البارزين، بين قائدي الأركان ومساعدي الوزراء ونائب رئيس الجمهورية الأسبق، في عهدي الرؤساء الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات.
صديق لمبارك يروي تفاصيل آخر لقاء معه: "طلب نقعد معاه كتير وكان كويس"، لم تتغير سمات العقار الشهير منذ تدشينه قبل نحو مائة عام، حتى اليوم، رغم الحزن الشديد المسيطر على سكانه بعد فقدانهم واحدا من أنبل قاطنيه على الإطلاق، وفقا لـ"ع.م"، 90 عاما، المقيم بإحدى الشقق المجاورة لسكن مبارك، حيث غلبته الدموع منذ الصباح الباكر وجعلته غير راغب في الطعام، لفقدانه صديقه العزيز على قلبه، بينما يتمتم بالكثير من الأدعية الدينية للمتوفى.
"كنت لسه معاه من حوالي 15 يوم، أنا ومجموعة من صحابنا ومرضيش يخلينا نمشي وقعدنا معاه أكتر من 8 ساعات نفتكر ذكرياتنا على غير العادة".. بملامح متثاقلة من الحزن وأعين غاب لونها بسبب الدموع الغزيرة، يروي "ع"، الذي طلب عدم ذكر اسمه، تفاصيل لقائه الأخير بمبارك، الذي كان يعاني فيه من حالة مرضية شديدة جعلته غير قادر على الحركة، حيث ارتبط بعلاقة قوية معه منذ انتقاله للعقار بعد توليه قيادة القوات الجوية بالقوات المسلحة.
"رجل وطني ورياض من الطراز الأول"، بمجرد ذكر مبارك، يسارع الصديق التسعيني لوصفه بتلك الصفات، مؤكدا أنهم كثيرا ما كانوا يتناقشون بشأن أمور الدولة عقب اتخاذه للقرارات، والتي كان يسعى فيها دائما لصالح مصر ووضعها في المقام الأول، لذلك ارتبط بعلاقات جيدة وقوية مع رؤساء وملوك الدول العربية، لاسيما السلطان الراحل قابوس، والملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، والشيخ الراحل زايد آل نهيان.
"مبارك كان عاشقا للفول والطعمية والشاي.. وتأثر في صغره بالمحامي عبدالعزيز فهمي، كنا بنقضي سوا أوقات كتيرة في المركز الرياضي بالقوات الجوية، ولما بيروح كان بيحب يبسط الناس وياكل زي الناس عادي جدا، بيطلب للكل فول وطعمية كتير وبعدها نشرب شاي".. بعيدا عن الرسيمات والهيبة الشديدة لمنصب رئيس الجمهورية، إلا أن مبارك كان يتسم بالبساطة ويحافظ عليها بين الحين والآخر من خلال تلك الأوقات المميزة بالنسبة له، حيث كان محبا للرياضة وخاصة الإسكواش، وفقا لـ"ع".
حرص مبارك على الاستجابة للكثير من الحالات الإنسانية وطلبات العاملين معه، دون الإفصاح عن ذلك للإعلام، حيث يصفه صديقه بأنه "كان محبا شديدا للخير"، مضيفا أنه في صغره كان متأثرا لمحامي شهير بقريته في المنوفية يدعى "عبدالعزيز فهمي"، وكن له حبا واحتراما بالغا.
"مبارك كان بيحب يقعد في البلكونة.. وكل السكان زعلانين علشانه، الله يرحمه، الله يرحمه".. يقولها حارس العقار الشهير بشارع الحجاز، يقف الحارس "عم أحمد" مرددا تلك الكلمات على روح الرئيس الأسبق، الذي شاهده عدة مرات بصغره، حيث ورث حراسة العقار عن والده، فكان دائما ما يشاهد مبارك يغادر شقته رقم 9 بالطابق الثالث، المكونة من 5 غرف ودورتي مياه وصالة كبيرة، وتطل شرفتها شبه الدائرية الضخمة، على شارع رافع الطهطاوي ودار مناسبات مسجد الخلفاء الراشدين، المقابل لها.
وقال "عم أحمد" إن مبارك كان ساكنا هادئا غير مثير للمشاكل، ولم يحتك بشدة بالكثير من السكان، حيث كان يحرص على الجلوس مع قرينته سوزان ثابت بالشرفة عقب عودته من العمل، ويشرب الشاي، بينما ارتاد أبنائه مدارس "سان جورج" بمصر الجديدة أيضا، وكانوا نادرا ما يلعبون كرة القدم مع أبناء المنطقة.
في تلك الفترة وقبل تولي مبارك لمنصب نائب رئيس الجمهورية، لينقل إقامته إلى أحد القصور الرئاسية، كان يقيم بالعقار العديد من رموز القوات المسلحة ورجال الدولة في عهد السادات، على حد قول حارس العقار، مضيفا: "كلهم ماتوا دلوقتي وأولادهم اللي موجودين، ودول ما احتكوش بمبارك، بس رغم كده الكل النهاردة بيتكلم عنه وبيترحموا عليه، كان محترم جدا".
لم يتردد مبارك أو أسرته على الإطلاق منذ توليه لذلك المنصب، على الشقة إطلاقا، وفقا للحارس، حيث يصف الشقة بأنها: "مفيش غير الفيران اللي بتتحرك فيها جوه دلوقتي"، إلا أنه لم يعرضها للبيع أيضا وهو ما يجده بأنه تمسك من الأسرة بالمسكن الذي شهد الكثير من الذكريات الثمينة.
يقول أحد جيران مبارك: "الرئيس الأسبق كان فخر المنطقة.. وكان إنسان بمعنى الكلمة أمام الشرفة بشارع رافع الطهطاوي"، يجلس اللواء السابق بالقوات المسلحة "م.م"، على مقعد بالبقالة المواجهة، بملامح حزينة ينظر إلى منزل مبارك القديم، كأنه يودع رفيقا محبوبا، بينما يهمس لسانه بآيات قرآنية يهبها لروح الرئيس الأسبق.
"كان آية في الاحترام والطيبة والتواضع، كان فعلا حبيب الملايين".. هكذا وصف اللواء السابق، الذي يقطن على بُعد عقارات قليلة من مسكن مبارك، حيث لم تجمعهما مواقف كثيرة ولكنه كان يشاهده غالبا أثناء ذهابه أو عودته من العمل، ليتبادلا التحية، بينما تسنى له في هذه الأحيان أن يلمح جانبا مميزا بشخصية الرئيس الأسبق، منه: "قد أيه كان بيحب شغله وخدوم، أول ما بينزل بيطمن على الكل ويشوف لو حد محتاج حاجة، ويبتسم للكل بحب، وأولاده عمرنا ما سمعنا عنهم حاجة وحشة أبدا".
ازداد حب الجار للرئيس الأسبق مع توليه الحكم، حيث وجده يبذل جهودا مضنية من أجل مصر منذ الوهلة الأولى، جعلته فخورا بأنه ينتمي للمنطقة ذاتها التي مكث فيها مبارك عدة أعوام "كفاية إننا بقينا نقول أننا ساكنين جمب بيت مبارك، كان فخر المنطقة كلها، ألف رحمة عليه.. مصر كلها زعلانة عليه.. الله يرحمه".
- حسني مبارك
- وفاة حسني مبارك
- وفاة محمد حسني مبارك
- وفاة مبارك
- وفاة الرئيس السابق مبارك
- محمد حسني مبارك
- الرئيس السابق محمد حسني مبارك
- وفاة الرئيس السابق محمد حسني مبارك
- حسني مبارك
- وفاة حسني مبارك
- وفاة محمد حسني مبارك
- وفاة مبارك
- وفاة الرئيس السابق مبارك
- محمد حسني مبارك
- الرئيس السابق محمد حسني مبارك
- وفاة الرئيس السابق محمد حسني مبارك