حكاية علي "القاتل الأعمى".. من رواية كندية إلى المشنقة في الشرقية

كتب: هيثم البرعى

حكاية علي "القاتل الأعمى".. من رواية كندية إلى المشنقة في الشرقية

حكاية علي "القاتل الأعمى".. من رواية كندية إلى المشنقة في الشرقية

عام 1997 انطلقت الزغاريد في بيت "صالح" بمدينة بلبيس ابتهاجا بميلاد طفل كان هو أول ثمرة زواج والديه وأسمياه "علي"، مرت الأيام حتى اكتشف والداه أنه لا يميز الأشياء ولا يستجيب لمحاولات شد انتباهه، حتى فوجئا بطبيب يخبرهما أن نجلهما كفيف، فأهملا رعايته وتربيته واهتما بشقيقه الثاني .. لكن دون جدوى، فلم يعلم الوالدان أن حين تشتد عظام طفليهما سيكون لهما شأن في عالم الإجرام، حتى يُساقا إلى منصة الإعدام، لاشتراكهما في جريمة قتل.. فقد صدر اليوم حكم بإعدامه شنقا حتى الموت، وحينها سيبصر مصيره المحتوم.. وسيطلع على ما فعلت يداه بـ"بصر حديد".

"القاتل الأعمى" هي رواية للأديبة الكندية مارجريت أتوود، وبعد عقود على إصدارها، حاز "علي" على هذا اللقب، بعد اشتراكه في جريمة قتل شاب بمدينة بلبيس بغرض سرقة "تروسيكل" وبيعه بالاشتراك مع شقيقه "إسلام" وآخرين.

فقد عزم الشقيقان وصديق لهما، على ضرورة الحصول على أموال بأي طريقة، وذلك بالاتفاق مع ساقطة تربطهم بها علاقة، وجاء يوم التنفيذ حيث بلغ ضيق الحال مبلغه، وتصادف رؤية المجنى الشاب محمد السيد جوده، فطلبوا منه التوجه معهم إلى مخزن خردة فى إحدى قرى مدينة بلبيس، فوافق الأخير حيث يقصد الربح بينما يقصدون هم به سوءًا.

فى الطريق إلى المخزن وجّه "علي" سؤالا لشقيقه "إسلام" قائلا: أنا أعمى مش بشوف.. هعمل إيه ؟.. فجاء الرد: أنت هتقعد فوق جسمه وإحنا هنخلص عليه".

ولما وصلوا إلى هناك، دلفوا جميعا إلى أحد المنازل لحمل الخردة، لكن "إسلام" انقض على "محمد"، جثم "علي" فوق جسده، فعاجلوه بطعنات أودت بحياته، وبعد مرور ساعات من جريمتهم، ألقوا جثته بجوار أحد المصارف، حتى عُثر عليها، وبدأت خطة الإيقاع بهم.

التحريات والتحقيقات التى جرت فى الواقعة، وضحت بدايتها حين تلقت الأجهزة الأمنية بالشرقية بلاغا بتغيب سائق تروسيكل عن منزله بمركز منيا القمح، وأفادت التحريات بأن المتغيب حديث الزواج، وبدأت المباحث الجنائية بالشرقية فى تتبع خط سير المجنى عليه ومناقشة شهود العيان.

وتوصلت التحريات إلى ورود بلاغ بالعثور على جثة لشاب في العقد الثاني من العمر، ملقاة في أحد مصارف قرية سعدون بمدينة بلبيس، وتوصلت التحريات إلى أن مرتكبي الواقعة، هم "علي" وشقيقه "إسلام" بالاشتراك مع صديقهما وسيدة ساقطة، كما أوضحت التحريات أنهم باعوا التروسيكل المستولى عليه لـ4 آخرين، نظير 2000 جنيه فقط.

تمكنت الشرطة من القبض على المتهمين جميعا، وأمام النيابة اتكأ "علي" على يد شقيقه "إسلام" يلوم كل منهما الآخر على المصير الذي سيواجهانه، وكبّلهما الأمن في قيد حديدي واحد، وأمرت النيابة بحبسهما على ذمة التحقيقات، وتلاها صدور قرار بإحالتهما للمحاكمة الجنائية، وأسندت لهم اتهامات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

وأصدرت محكمة جنايات الزقازيق، اليوم، حكما بإعدام "علي" وشقيقه "إسلام" وصديقهما والسيدة الساقطة، بينما قضت بمعاقبة 4 متهمين آخرين اشتروا "التروسيكل" منهم بالسجن 3 سنوات لكل منهم.


مواضيع متعلقة