الماجد: تجديد الخطاب الديني أنقذ حفيد جنكيزخان من الردة عن الإسلام

كتب: شريف سليمان

الماجد:  تجديد الخطاب الديني أنقذ حفيد جنكيزخان من الردة عن الإسلام

الماجد: تجديد الخطاب الديني أنقذ حفيد جنكيزخان من الردة عن الإسلام

قال حمد الماجد الأستاذ في جامعة الإمام بالرّياض، والعضو في الجمعيّة الوطنيّة السعودية لحقوق الإنسان، إن القائد المغولي غازان بن آرغون، سلطان التتار وحفيد جنكيز خان، كان سيرتد عن الإسلام بسبب فتوى، مؤكدًا أهمية تجديد الخطاب الديني في مقاله بجريدة "الشرق الأوسط".

وأشار إلى أن القائد المغولي الذي أعلن إسلامه، كاد يرتد عن الإسلام لولا حصافة البعض، وإسدائهم النصح له، في وقت عجز فيه من لا  يملكون عقلانية التصرف والنظر في المآلات والعواقب عن التعامل مع الأمر بالشكل الأمثل.

وأوضح أنه ضم نساء أبيه إلى نسائه، واستضاف نساءَ آبائه إلى نسائه، وكانت أَحَبَّهُنَّ إليه فتاة جميلة اسمها بلغان خاتون، فَهَمَّ أن يرتدَّ عن الإسلام، بعدما قيل له إنَّ دين الإسلام يُحرّم نكاحَ نساء الآباء.

وأردف: "لكن بعضُ خواصّه، أشاروا إليه بإمكانية أن يعقد عليها، لأن أباه لم يكن مسلمًا من الأساس، وعليه فلم تكُن بلغان معه في عَقْد صحيح، ولولا هذه المشورة الحصيفة لارتدَّ عن الإسلام، ولرجع على منهج جده جنكيز خان ظلماً وتخريباً وفتكاً وسفكاً للدماء".

وحول أهمية تجديد الخطاب الديني، وتعظيم الأفكار النافذة لكونها تمتلك القدرة على هزيمة القوة الباطشة، قال: "فكرة الإسلام، هي ما جعلت القائد المغولي يعلن  إسلامه، إلى أن انتشر الإسلامُ بعد ذلك في التتار الذين غزوا حاضرة الخلافة الإسلامية فطغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد وجعلوا أعزة أهلها أذلة".

وتابع، أن هذا الأمر يرجع إلى أن المغول يملكون قوة باطشة بلا فكرة نافذة، ولذلك صار من السهل أن تتغلب الفكرة على القوة حتى ولو كانت غاشمة محتلة، فتأثروا بآيديولوجيا المهزومين واعتنقوا الإسلام مع أن المنطق يفرض العكس، تماماً كما فعل الاستعمار الغربي حين احتل الجغرافيا واحتل معها بآيديولوجيته العقول.

كما استدل الماجد، بحادثة تدل على أهمية الحكمة والنظر في عواقب الأمور وليس أخذ الأمور بظاهرها، فقد روي عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه مرّ وهو في جماعة من أصحابه على مجموعة من التتار وهم يعاقرون الخمر، فأراد أصحابه أن ينهوهم فقال: دعوهم، هؤلاء إذا سكروا سلم الناس من شرهم، وإذا أفاقوا أفسدوا.

وأكد، أن ثمة زمنٌ الناسُ فيه أحوج إلى الرفق بهم والتعامل معهم بحكمة وعقلانية وحدب مثل هذه الفترة التي تعززت فيها موجة الإلحاد وخلخلة الفضائل واستطاعت فيه مواقع التواصل الاجتماعي "سوشيال ميديا"، كسر كل الحواجز الأخلاقية والفكرية، مشيرًا إلى أن هذا بالضبط ما يعنيه الفهم السليم لمصطلح "تجديد الخطاب الديني".

وأوضح، أن التجديد المقصود، هو التجديد الذي يحافظ على الثوابت ويطور في الأساليب، يراعي حال المخاطب كل زمان بحسبه وكل حالة بظروفها، تماماً كما فعل الخليفة عمر بن الخطاب في عام الرمادة وهو عام المجاعة فلم يطبّق الحدود على السارقين.

وفي ختام مقاله، أشاد حمد الماجد، برد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، على الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة في مناظرتهما الشهيرة حول تجديد الخطاب الديني.

وكتب الماجد:  "والمؤسف أن بعض المثقفين والأكاديميين والإعلاميين فَهِموا من تجديد الخطاب الديني خلخلة الأسس القديمة أو التخلي عنها، وهذا ما فهمه الكثير مثل رئيس جامعة القاهرة في مناظرته الشهيرة مع شيخ الجامع الأزهر، وقد استدرك عليه شيخ الأزهر بعبارة بليغة قائلاً بأن التجديد يقضي بـ(ترميم بناء قديم) وليس مغادرته".


مواضيع متعلقة