إسرائيل وتركيا.. صداقة ومصالح على حساب العرب

إسرائيل وتركيا.. صداقة ومصالح على حساب العرب
- أردوغان ونتنياهو
- إسرائيل وتركيا
- القضية الفلسطينية
- الاحتلال الإسرائيلي
- الموساد الإسرائيلي
- أردوغان ونتنياهو
- إسرائيل وتركيا
- القضية الفلسطينية
- الاحتلال الإسرائيلي
- الموساد الإسرائيلي
«اعتاد أن ينعتنى بهتلر كل 3 ساعات، والآن يفعلها كل 6 ساعات، لكن نحمد الله أن التجارة بين تركيا وإسرائيل منتعشة»، هذه الكلمات التى رد بها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للسخرية من تصريحاته التى وصف فيها «نتنياهو» بـ«هتلر».
لم يكن هذا هو الموقف الوحيد الذى يُظهر تناقض أقوال «أردوغان» مع أفعاله تجاه القضية الفلسطينية، فقد دأب لسنوات طويلة على الإدلاء بتصريحات وإلقاء خطابات عنترية تنتصر فى ظاهرها للقضية الفلسطينية، لكن فى نفس الوقت فإن يد الرئيس التركى ممدودة على الدوام لأصدقائه الإسرائيليين فى الأراضى المحتلة وكذلك فى اللوبى الإسرائيلى بالولايات المتحدة، فى إطار العلاقات العميقة التى تجمع دولة الاحتلال وأنقرة فى مختلف المجالات 70 عاماً بدأت باعتراف تركى بدولة الاحتلال.
ومع تنامى تلك العلاقات ووصولها إلى شراكة استراتيجية فى عهد «أردوغان» لم يعد ينطلى على أحد تلك الخدع التى يمارسها بين الحين والآخر بأحاديث زائفة عن دعم الفلسطينيين، ولا يهدف من ورائها سوى دغدغة المشاعر وتحويلها إلى كتلة مؤيدة له ولحزبه الحاكم فى الانتخابات الداخلية، فقضية فلسطين والمتاجرة بها تعد أهم أوراقه الرابحة لتعبئة القواعد الشعبية داخل تركيا خلفه.
الغريب أن «أردوغان» الذى يتحدث دائماً عن مؤامرات الموساد الإسرائيلى على دولته، ويتهم بعض معارضيه بالعمالة للموساد وبعض الأنظمة العربية الرافضة لأطماعه، هو نفسه الذى زار إسرائيل عام 2005 حين كان رئيساً للوزراء واستقبله رئيس الوزراء الإسرائيلى آرئيل شارون، الذى يحفل تاريخه بمجازر وحشية بحق العرب ورحب به قائلاً: «أهلاً بك فى القدس مدينتنا المقدسة»، ولم يصدر عن «أردوغان» لفظ واحد يستنكر ذلك، بل زار النصب التذكارى للمحرقة اليهودية المزعومة. ولاحقاً تزدهر تجارته أكثر فأكثر مع «تل أبيب» تزامناً مع كل عدوان للاحتلال على الشعب الفلسطينى، بداية من الاعتراف التركى المبكر بدولة إسرائيل كأول دولة ذات أغلبية إسلامية تعترف بها، وصولاً إلى الأوسمة اليهودية التى زينت صدر «أردوغان».