لغز توت عنخ آمون.. 98 عاما على اكتشاف مقبرة الفرعون الصغير

لغز توت عنخ آمون.. 98 عاما على اكتشاف مقبرة الفرعون الصغير
يعد توت عنخ آمون، أحد أبرز علامات تاريخ مصر القديم، فهو أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر، وكان فرعون مصر من 1334 ق.م إلى 1325 ق.م، وعلى الرغم من أنه لم يحقق إنجازا يذكر أو حروب انتصر فيها، كما هو الحال مع الكثير من الفراعنة، لكن شهرته جاءت بعد وفاته لأسباب تاريخية، أهمها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف في مثل هذا اليوم 16 فبراير من العام 1922، أي قبل 98 عاما، في وادي الملوك من قبل عالم الآثار البريطاني، هوارد كارتر، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم.
من بين أسباب شهرته أيضا، اللغز الذي أحاط بظروف وفاته، إذ اعتبر الكثير وفاة فرعون في سن مبكرة جدًا، أمرًا غير طبيعي، وخاصة مع وجود آثار لكسور في عظمتي الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا، كل هذه الأحداث الغامضة، بجانب الاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ أمون التي استخدمت في الأفلام وألعاب الفيديو، جعلت من توت عنخ آمون، أشهر الفراعنة لألغاز وأسئلة لا تزال بلا جواب، اعتبرها البعض من أقدم الاغتيالات في تاريخ الإنسانية.
توفي توت عنخ أمون، في سن صغير، ودفن في مقبرته (مقبرة 62)، في وادي الملوك، وكان بعمر التاسعة، عندما أصبح فرعون مصر، واسمه باللغة المصرية القديمة تعني "الصورة الحية للإله آمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة.
عاش توت عنخ آمون، في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، حيث أتى بعد إخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد، وتم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة المزعومة.
توت عنخ أمون، أصبح ملك مصر وهو طفل بعد وفاة أخيه سمنخ كا رع، وقد تزوج من عنخ إسن أمون، وتوفي توت عنخ آمون في ظروف غامضة ومجهولة، ليحكم بعده وزيره السابق "آي" والذي تزوج من عنخ إسن أمون أرملة توت عنخ آمون.
وترجع أهمية مجموعة الفرعون الصغير، إلى العديد من الأسباب؛ أولها أن كنزه أكمل كنز ملكي عُثر عليه ولا نظير له، إذ يتكون من ثلاثمائة وثمان وخمسين قطعة تشمل القناع الذهبي الرائع، وثلاثة توابيت على هيئة الإنسان، أحدها من الذهب الخالص والآخران من خشب مذهب.
كما أن تلك الأمتعة ترجع إلى الأسرة الثامنة عشر أشهر وأزهى عصور الدولة الحديثة، حيث انفتحت البلاد على أقاليم الشرق الأدنى القديم بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية من تصدير واستيراد للموارد والمنتجات المصنعة، ونشاط أهل الحرف والفنانين.
وأخيراً؛ لفإن هذه المجموعة الهائلة قد ظلت في مصر، وتوضح كيف كان القبر الملكي يجهز ويعد، فهناك أمتعة الحياة اليومية كالدمى واللعب، ثم مجموعة من أثاث مكتمل وأدوات ومعدات حربية، وتماثيل للأرباب تتعلق بدفن الملك وما يؤدى له من شعائر، وبوق توت عنخ آمون الشهير المصنوع من الفضة، وآخر من النحاس، وكل هذه المحتويات الآن بالمتحف المصري بالقاهرة.
من هذا الكنز أو المجموعة الهائلة التي تركها الفرعون الصغير، نتعرف على الكثير من حياة الملك وحبة للصيد وعلاقته بزوجته "عنخ أسان آمون" التي من المعتقد أن تكون قريبته، بالإضافة لمعرفة أهم أعماله وحاشيته، وأخيراً كرسي العرش الوحيد الذي وصل لنا من حضارة المصريين القدماء.