مشرد في الستين: إخواتي طردوني.. ونفسي في دار مسنين

كتب: مها طايع

مشرد في الستين: إخواتي طردوني.. ونفسي في دار مسنين

مشرد في الستين: إخواتي طردوني.. ونفسي في دار مسنين

كانت حياته هادئة، يشعر باستقرار أسرى وسلام نفسى، وبين ليلة وضحاها ذاق مرارة القسوة والعنف، بعد وفاة والديه، حيث قام أشقاؤه بطرده من المنزل، وتجريده من أمواله.

فى الوقت الذى عانى فيه جمال حامد، 60 عاماً، من جفاء أشقائه وتحجر قلوبهم، كانت أرصفة منطقة عين شمس أكثر رحمة به.

شهور طويلة قضاها يتنقل بين الأرصفة المجاورة لمنزله، فتدهورت حالته الصحية، وأصيب بصدمة نفسية أثرت على نطقه وجعلته متلعثماً، غير قادر على نطق جملة مرتبة.

«ماكانش ليا نصيب فى الجواز، قعدت أخدم أبويا وأمى لحد ما ماتوا، وإخواتى كنت باعاملهم كويس، وباشيلهم فوق راسى، ماتوقعتش يعملوا معايا كده، رفضوا يدونى فلوس أعيش بيها، والناس إدونى بطانية وبانام على الرصيف، وواحد كتر خيره بيفتح لى المحل أبات فيه، لكن تعبت ونفسى أروح دار مسنين أستحمى وأعيش كويس».

فى النهار يبكى «جمال» خجلاً من نومته وتشرّده فى الشارع، وفى الليل يجلس وحيداً، تصدر عنه بعض الهلاوس، يسمعه من يمر بالقرب منه: «ماكنتش طمعان فى حاجة غير إنى أقعد فى بيت أبويا، حتى لو هاخدم إخواتى وعيالهم كمان، للأسف ربوا عيالهم على الجفاء، صعبت عليا نفسى لما مشونى من البيت واولادهم ماقالوش عمى فين».

لم يسلم «جمال» من الأذى فى الشارع أيضاً: «مش عارف أروح لمين وأعمل إيه؟ كل اللى باعمله باعيط زى العيل الصغير».


مواضيع متعلقة