تجميل الأسنان بين التكنولوجيا الحديثة والحالة النفسية

أصبحت الابتسامة التى تخطف الأنظار والقلوب فى متناول الجميع، بعد أن كانت خيالاً، إن لهذه الابتسامة إمكانية تغيير حياتك إلى الأفضل سواء من الناحية الاجتماعية، المهنية أو العملية. إن امتلاك الإنسان ابتسامة سليمة وصحية وناصعة البياض أصبح أمراً ضرورياً جداً للحصول على مظهر جمالى لائق يساعده فى تعزيز ثقته بنفسه. فاليوم بفضل تطور العلوم والتكنولوجيا فى شتى المجالات نجد طب الأسنان التجميلى كاختصاص منفصل فى علم طب الأسنان، والذى يسخر عدة طرق لهدف واحد هو الحصول على ابتسامة لؤلؤية وبراقة. من المتعارف عليه أن الابتسامة الفاتنة تؤثر إيجاباً فى الانطباع الأول لدى مقابلة أى شخص لأول مرة، فالابتسامة الجميلة لها تأثيرها فى مدى نجاح الباحثين عن عمل فى مقابلاتهم الشخصية وكذلك الباحثين عن رفيق العمر من الجنسين. وعادة ما يعانى المريض بعيب خلقى أو تشوه فى الأسنان من حالة نفسية سيئة للغاية، وعدم الرغبة فى الابتسام ويؤثر ذلك أيضاً على شخصيته ورضاه العام عن الحياة ويقلل من ثقته بنفسه، ولكن بعد تجميل الأسنان يشعر المريض بالسعادة والارتياح والرغبة فى الابتسام وتزداد ثقته بنفسه ويزداد رضاه العام عن شكله، حيث أثبتت دراسات كثيرة العلاقة المباشرة بين تجميل الأسنان والحالة النفسية للإنسان، فالجمال هو شىء نسبى ولكن يمكننا تعميم مقولة إن أى شىء متناسق هو بالغالب شىء جميل. ويتميز إخصائى تجميل الأسنان بقدرته على ملاءمة الابتسامة الكاملة لبقية أجزاء الوجه كلون البشرة والعين، بالإضافة إلى أبعاد وتفاصيل الوجه. حيث يرتكز طب الأسنان التجميلى على القشرة التجميلية، تبييض الأسنان بالليزر، الحشوات التجميلية، زراعة الأسنان، عمليات تجميل اللثة. القشرة التجميلية هى عبارة عن طبقة من السيراميك عالى الشفافية، تمكننا من الوصول لدرجة اللون والشكل المطلوب، وهى أيضاً تساعدنا على تغيير رسمة الأسنان، خصوصاً إذا كان المريض يعانى من اعوجاج أو زحمة فى الأسنان، فتلك التقنية تمكننا من تجميل الأسنان بشكل مذهل وفعال وتبقى لسنوات عديدة. يعتقد كثير من الناس أن الحشوات التجميلية ضعيفة، لذا يفضل كثير من الأطباء استخدام الحشوات الفضية. أود التنبيه أن هذا الاعتقاد خاطئ، اليوم وبفضل التطور الذى نشهده كل يوم تعتبر الحشوات التجميلية من الممارسات اليومية التى تجنب المريض المخاطر الصحية المرافقة لحشوات الفضة، بسبب احتوائها على مادة الزئبق. كل ما هنالك أن الحشوات التجميلية حساسة أكثر من حيث طريقة تطبيقها وتتطلب جهداً أكبر من قبل الطبيب. وأحدث تقنيات تبييض الأسنان هى تقنية الليزر التى تعتبر هى الأحدث فى مجال تبييض الأسنان، فالليزر يعتبر حلاً مثالياً لذوى الأسنان الحساسة الذين يعانون من الألم فيما لو تم تبييض أسنانهم بالوسائل التقليدية. يتميز الليزر بمزيد من التحكم فى التبييض وبصورة تتناسب مع حالة السن، وبحيث لا يتعرض المريض فيما بعد للألم الناشئ عن التحسس. فالليزر يتميز بأنه علاج غير اختراقى، أى أنه لا يؤثر فى البناء الداخلى للسن، وبالتالى فهو سليم وليست له مضاعفات على المدى الطويل. فهو أيضاً قادر على معالجة الأسنان فى جلسة واحدة لا تستغرق أكثر من نصف ساعة، فيعدل ويجمل من شكل الأسنان واللثة، خاصة فى حالة اللثة المكشوفة دون أى خوف لدى المريض، حيث إنه لا توجد جراحة نهائياً. ومن الضرورى ذكر أن جهاز الليزر يحتاج إلى أن يكون الأطباء مدربين على استخدامه بكفاءة عالية حتى نحصل على النتيجة المطلوبة ولا يكفى وجود الجهاز فقط دون الأطباء المتخصصين. وأشير أيضاً إلى أن جهاز الليزر يطلق عليه الـ(Cold Cutting) أو القطع البارد، وهو علاج فعال فى الكثير من مشاكل اللثة، خاصة مشكلة (Gummy Smile) عندما يظهر جزء كبير من اللثة أثناء الضحك، وهو ما يسبب مشاكل كبيرة للمريض الذى يعانى من تلك الحالة، ولكن بفضل تكنولوجيا الليزر تمكنا من معالجة تلك المشكلة وجعل الشخص يثق بنفسه وبابتسامته. فى هذه الأيام تعتبر زراعة الأسنان من الممارسات اليومية لطبيب الأسنان، بنسب نجاح تصل إلى 98%. فزراعة الأسنان مرت بخطوات كثيرة حتى وصلت إلى ما عليه الآن، مع أنها كانت تواجه دائماً مشكلة التهابات اللثة المزمنة التى قد تصاحب زراعة الأسنان، ولكن بفضل الأبحاث العلمية فى هذا المجال وبفضل مادة الزيركون تمت السيطرة على هذه المشكلة. فالزيركون لم يمض على استخدامه سوى بضع سنين، وقد تم استخدامه فى هذا المجال لحيويته تجاه اللثة، فقد اكتشف أن هذه المادة تلتحم مع اللثة تماماً كما تلتحم الأسنان مع اللثة المحيطة بها، كما تمتاز بقوة التحمل ضد الكسر وكذلك بلونها وشفافيتها بحيث يتم تلوينها باللون الذى نرغب فيه، بالإضافة إلى أن لونها يتطابق مع لون الأسنان الحقيقية. وأخيراً أود تقديم نصيحة فى غاية الأهمية: بالنسبة للمريض تأكد من سلامة أسنانك واللثة قبل إجراء أى علاج تجميلى، حيث تبوء نتائج أى علاج بالفشل إن لم يبن على أسس سليمة وصحية.