خطبة الجمعة.. تاريخ من التوعية بالأزمات المجتمعية وآخرها كورونا

كتب: كريم عثمان

خطبة الجمعة.. تاريخ من التوعية بالأزمات المجتمعية وآخرها كورونا

خطبة الجمعة.. تاريخ من التوعية بالأزمات المجتمعية وآخرها كورونا

في محاولة لتوعية المواطنين بفيروس كورونا ومخاطره وكيفية الوقاية منه، أكدت مديرية أوقاف الإسكندرية، أنه تم التنبيه على جميع الأئمة بالتحدث عن الفيروس في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة، اليوم، فيما طالبت إدارة الأزمات والكوارث بتفعيل دور المساجد وتوعية المواطنين، حسبما قال الشيخ حسن عرفة، مدير إدارة الدعوة بأوقاف الإسكندرية، خاصة مع حشد المصلين في المساجد لأداء الصلاة.

وأضاف عرفة لـ"الوطن"، أنه تم التنبيه على الأئمة بضرورة القراءة عن الفيروس، وكيفية الوقاية منه، وتوعية المواطنين بضرورة اتباع التعليمات الصحية التي نشرتها وزراة الصحة من أجل منع انتشاره داخل الدولة والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين.

فيروس كورونا لم يكن أولى الأزمات المجتعية التي تناولتها خطبة الجمعة في الآونة الأخيرة، بل سبقها العديد من الأمور، مثل خطبة الجمعة الأولى من أغسطس 2017، والتي تناولت قضية الزيادة السكانية، مشيرًا إلى أن الزيادة غير المنضبطة لا ينعكس أثرها على الفرد أو الأسرة فحسب بل قد تشكل ضررا بالغا للدول.

كما اهتم خطباء المساجد بعزب وقرى القليوبية، في الجمعة الأولى من أكتوبر عام 2009، على التنبيه وحث الأهالي على الاهتمام بنظافة أبنائهم لوقايتهم من الإصابة بالأمراض الوبائية، خاصة إنفلونزا الخنازير، بالإضافة إلى تذكير الأهالي بالأحاديث والآيات التي تدعو وتحث على النظافة الشخصية. 

الإسلام يدعم مبدأ الوقاية خير من العلاج، وفقًا لما قال أحمد الملكي باحث شرعي بمشيخة الأزهر، لافتًا إلى أن  الوقاية من الأمراض، هو أحد أهم المجالات التي أبدع فيها الدين الإسلامي.

وأضاف الملكي لـ"الوطن"، أن الإسلام أيضًا يدعو إلى سلامة النفس والمجتمع، لأنه في حالة انتشار الأمراض داخل المجتمع، فلن تميز بين دين دون الآخر، وستأذي البشرية كلها.

وأشار إلى أن الطهارة والغسل الدائم، والوضوء، هي تعاليم شدد الإسلام على أهميتها وأرشد الناس وأوصاهم بالطهارة، والتي من شأنها الوقاية من العديد من الأمراض، حتى أن الفقهاء وصلوا في أمور الغسل إلى 17 نوعا منه، خاصة للأعضاء التي تصل إليها الفيروسات بسهولة.

وأوضح الباحث الأزهري، أن حديث خطبة الجمعة عن فيروس كورونا، هو منهج وقائي، بالتحذير من تلك الأوبئة، عن طريق الاهتمام بالصحة، فمثلما يهتم الدين الإسلامي بصحة النفس، يهتم أيضًا بصحة الجسد. 

وأكد "المالكي" أن تناول الخطبة لكورونا أو غيرها من الأزمات المجتمعية، لن يكون من الجانب الطبي، فالإمام ليس معالجًا، وإنما مهمته الدعوة والوعي بالخطر فقط، ومن ثم توجيه الدفة ناحية الطب للتشخيص ووصف الدواء للداء.

من جانبه قال الشيخ الأزهري أحمد مدكور، إن خطبة الجمعة دائمًا ما يكون لها أثر في إصلاح المجتمع وقد تعالج قضايا كثيرة فيه، لا سيما في الوقت الذي نعيشه، وهي شعيرة من شعائر الإسلام التي أوجبها الله على المسلمين، وهذا ظاهر منذ بداية الرسالة المحمدية إلى وقتنا هذا.

وأضاف مدكور لـ"الوطن"، أن مهمة الخطيب في التوعية من المرض مهمة شاقة تحتم عليه أن يستعد بشكل جيد لحسن التعبير وطلاقة اللسان، حيث إن الخطبة هدفها الإصلاح الاجتماعي، ويقسم الإمام مهامة خلالها بالوقوف أمام المؤثرات الخارجية للمجتمع مثل كورونا، والإصلاح الداخلي له في أمور مثل تنظيم الأسرة.

ومهمة الخطبة في توعية الأفراد يعود إلى ارتباط مفهوم الإصلاح الاجتماعي بالدين ارتباطا وثيقًا، عن طريق إخلاص الدين بالنصح والرشاد، مشيرًا إلى دور الطبيب وصف دواء المرض، بينما دور الإمام هو توعية.

وتابع الشيخ الأزهري، أن الدين النصيحة، والخطبة بمثابة "روشتة علاجية" ينصح بها الإمام الناس بما يتناسب بالقرآن والسنة والمواقف المؤثرة.


مواضيع متعلقة