حبهما أقوى من "الضمور" ويحلمان بكرسي متحرك.. نشوى وحسين: راضيان بالمحن

كتب: سارة فرنسيس

حبهما أقوى من "الضمور" ويحلمان بكرسي متحرك.. نشوى وحسين: راضيان بالمحن

حبهما أقوى من "الضمور" ويحلمان بكرسي متحرك.. نشوى وحسين: راضيان بالمحن

زواج أقارب، دفعها للزواج برفيق درب لا تعرف الكثير عنه، فقط "من العيلة وهيصونّني"، لكن القدر بدّل فرحتها بطفلها الأول لصدمة وقلق، بعد أن أخبرها الأطباء: "ابنك مصاب بضمور في المخ".

الصدمة التي تلقتها نشوى محمد، لم تكن في طفل من ذوي الهمم فقط، إذ خشيّت من رحيل الزوج، لكن الأيام أثبتت أنّ رفيق دربها سندها الأول في محنتهما.

نشوى: كل يوم كنت بقول لجوزي اتجوز عليا

قبل 12 عاما، رُزقت نشوى بمولودها الأول، أحمد، الذي حمل معه حزنا كبيرا لقلبها، بعد أن تبددت أحلامها برؤيته يلهو مع رفاقه، يأس وخوف عاشتهما، ظنا أنّها الوحيدة في الكون التي تنجب طفلا من ذوي الهمم، والتي يحق لزوجها تركها: "كل يوم كنت بقول لجوزي اتجوز عليا". 

احتضان ومحبة وفرحة بالمولود الأول، رأتهم نشوى في عيني زوجها، حسين حامد، فكلما شعرت أنّها لم تهده الطفل الذي أراد، يطمئنها مؤكدا لها أنّ وليدهما "برهان حب الله ورضاه وستره".

مرّت الأعوام وأنجبت نشوى، ابنة محافظة الشرقية، طفلة بصحة جيدة، لتتكرر فرحة "حسين" بزوجته وبأسرته التي تنمو مع الوقت، وتحلم نشوى حلما جديدا بأن تنجب ولدا آخر وتسميه "محمد" ليكن عونا لأخيه، وهو ما تحقق بالفعل، قبل 7 سنوات، لكن ميلاد "محمد" كان صدمة، دفعت نشوى للوم نفسها على تكرار التجربة، بعد معرفتها بإصابة محمد هو الآخر بالضمور.

"بيعمل كل حاجة عشانّا".. هكذا تصف نشوى زوجها الذي لم يتوان لحظة عن الوقوف إلى جانبها ومشاركتها تفاصيل الحياة وإعطائها أسباب للرضا، رغم ما تشعر به من ألم كلما نظرت لابنيها، وتلمست معاناتهما، إذ لا يقدرا على السير أو النطق أو السمع، فيما تصفه بـ"قلبي بيتقطع لما اشوفهم بيزحفوا على الأرض لكني راضية".

تستلهم نشوى الرضا من حب زوجها وتفاؤله، رغم الظروف التي لم تكن أبدا "وردية" للحبيبين، إذ طردا قبل سنوات من "بيت العيلة" حيث كانا يقيما، ولم يكن دخلهما يكفي لسداد إيجار شقة صغيرة، إلا أنّ محاولة كل منهما أن ييسر الحياة على الآخر، كانت دافعهما الدائم للاستمرار والسعي رغم ضيق الحال، وكانا سويا في كل الظروف يدبران عيشهما ويرشدان إنفاقهما، ويحرص كل منهما على سعادة الآخر.

جلسات علاج طبيعي مكلفة، يبلغ سعر الواحدة منها 40 جنيها، يجب أن يخضع الطفلين لها كل يومين، ولضيق الحال يضطر الأب لحمل أحد الطفلين وتحمل الأم الآخر، بأيد متكاتفة للجلسات الدورية، إذ لا يمتلكان ثمن كرسي متحرك، حتى أصيب الزوج بـ"فتق" واضطر لإجراء عملية، وبعدها أصيبت الأم، لكنهما لا يزالان يحملان الطفلين رغم كبر سنهما وثقل وزنهما، مدفوعان بحبهما لبعضهما ولابنيهما.

نشوى: بحلم بكرسي متحرك وجزمة طبية.. وبقبض 5 جنيه في الشهر من وزارة التعليم

"بحلم أشوفهم بيمشوا"، 3 كلمات تلخص أحلام نشوى التي وصفتها بـ"المستحيلة"، فتروي: "راضية عن كل اللي ربنا عوضني بيه"، ولكنها تود أن ترى ابنيها في حالة أفضل، فأقصى طموحاتها "كرسي متحرك وجزمة طبية"، إذ لا يكفي راتب زوجها الذي يعمل سائق بإحدى الشركات، وراتبها الذي لا يتجاوز 5 جنيهات لتوفير مستلزمات كهذه.


مواضيع متعلقة