"أبطال العراق".. هكذا تقضي بلاد الرافدين على ذيول الإرهاب

"أبطال العراق".. هكذا تقضي بلاد الرافدين على ذيول الإرهاب
أعلن الجيش العراقي، اليوم، إطلاق عملية عسكرية جديدة، تحت شعار "أبطال العراق" للقضاء على بقايا الإرهاب وفرض الأمن، خصوصا في محافظة الأنبار والمناطق المحيطة بها على الحدود مع سوريا والأردن، بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، وبإشراف قيادة العمليات المشتركة، بعد عمليات إرادة النصر التي حققت أهدافها خلال مراحلها الثمانية في عام 2019.
وحققت القوات العراقية جميع أهدافها المرسومة في المراحل الثماني من عملية "إرادة النصر" التي انطلقت أولها صباح الأحد 7 يوليو 2019، لتفتيش المناطق الصحراوية الرابطة بين محافظات: نينوي، وصلاح الدين، والأنبار، وصولا إلى الحدود الدولية السورية، في الجهة الشمالية الغربية من البلاد.
وأفاد بيان صادر عن خلية الإعلام الأمني بالجيش العراقي، بأن العملية تشارك فيها، قيادة القوات البرية، وقيادة عمليات بغداد، وقيادة حرس الحدود، والقطعات الملحقة، و"تأتي هذه العملية لتفتيش وتطهير محافظة الأنبار والمناطق المحيطة بها في الحدود العراقية- السورية- الأردنية والحدود الفاصلة مع قيادة عمليات الفرات الأوسط وعمليات بغداد، للقضاء على بقايا الإرهاب وفرض الأمن وتعزيز الاستقرار من خلال خمسة محاور"، بحسب "سكاي نيوز".
وكان مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، قد قرر في 30 يناير الماضي، القيام بأعمال مشتركة مع التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة داعش"، بحسب "سبوتنك".
أستاذ علوم سياسية: التأثيرات الخارجية في العراق جعلت انطلاق عملية وطنية للقضاء الإرهاب مهم وضروري
قال إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية، إن عملية "أبطال العراق" مهمة جدا حيث إنها تستهدف القضاء على الإرهاب في العراق، وخصوصا بعد عمليات "إرادة النصر"، ونجاحها في 2019 بعد ما عانت منه العراق من إرهاب ترك آثارا وتداعيات سلبية على الدولة العراقية استغلتها أطراف إقليمية وخارجية أدت إلى تعقد الأمور في ظل التركيبة العراقية المعقدة من سنة وشيعة والعديد من الطوائف.
وأشار بدر الدين في حديثه لـ"الوطن"، إلى أن هناك العديد من التأثيرات الخارجية في العراق جعلت انطلاق عملية وطنية للقضاء الإرهاب مهم وضروري وسط العديد من الصراعات الدولية على أرض العراق، مشيرًا إلى أن هناك العديد من التأثيرات الخارجية في في العراق إلى جانب التدخلات الإيراني الواضحة فهناك تدخلات تمثلت في حزب الله وخصوصا بعد اغتيال قاسم سليماني.
أما عن توقيت إطلاق المهمة، لفت أستاذ العلوم السياسية، أن إلى جانب تدخل حزب الله الذي زاد بعد اغتيال سليماني، فالأحداث تدور بالتوازي مع العديد من العمليات العسكرية للقضاء على الإرهاب في المنطقة ودخول أدلب والسيطرة عليها من جانب الجيش السوري، إضافة إلى الحراك الشعبي الذي شهده العراق في الآونة الأخيرة.
وأكد بدر الدين أهمية العملية من أجل أن يتخلص العراق من مختلف التحديات أهمها تحدي الإرهاب وتفتيته، واستعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها.
ويسعى العراق منذ 2014، من خلال جهده الدبلوماسي إلى الاضطلاع بدور محوري لمحاربة عصابات داعش الارهابية، وقد حفزت الحكومة العراقية المجتمع الدولي بتوجيه الرسائل إليه لتشكيل تحالف دولي لمحاربة التنظيمات الارهابية، ولزيادة التعاون والتنسيق الامني لدعم وتسليح وتدريب القوات العراقية بصنوفها كافة، للوقوف بوجه الإرهاب، باعتبار أن العراق كان في مقدمة الدول التي تواجه الإرهاب.
بيومي يؤكد ضرورة تأييد عموم الشعب العراقي للعملية
من جانبه أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ضرورة تأييد عموم الشعب العراقي للعملية المعلن عنها اليوم، فنجاح القيادة العسكرية في كسب التأييد الشعبي جزءا من نجاح العملية في مهمتها.
وأشار بيومي، في حديثه لـ"الوطن" إلى أن العراق بها العديد من الفئات المتحاربة، والانقسام أخطر ما يصيب أي بلد، فعلو الروح القبلية على الروح الوطنية يولد الكثير من المشكلات وهو ما يعاني منه العراق، وفي العراق كل طرف لجأ إلى طرف أجنبي فأصبح الأجانب وليس الوطنيون هم المعنيون بالوضع في العراق الأمر الذي يعظم من العملية الوطنية لقضاء على الإرهاب.
وفرق بيومي بين المرتزقة من الإرهاربين أو الذين نقاومهم عسكريا والفكر الإرهابي، الذي يصيب العقول ولا يقاوم إلا بالفكر ويجب محاربته بالتوعية والبرامج الوطنية التي تهدف للقضاء عليه.
وتكافح بغداد الإرهاب من خلال عدة آليات يذكرها الموقع الرسمي لوزارة الخارجية العراقية تمثلت في قسم مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية، والذي يعمل على عدة أمور أبرزها:
1. يشارك القسم في وضع استراتيجية وطنية لمكافحة التطرف العنيف، واستراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب ومكافحة تمويله وتجفيف منابعه والاستفادة من الخبرات المحلية التي اكتسبها في مواجهة هذه التنظيمات وتتضمن هذه الاستراتيجية ملامح مهمة على كافة الاصعدة الدبلوماسية والامنية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية.
2. إدراج بند ثابت عن التعاون الدولي الثنائي في مكافحة الارهاب على جدول أعمال اللجان الثنائية.
3. إدراج بند ثابت عن علاج جرحى القوات الأمنية العراقية بكافة صنوفها على جدول أعمال اللجان الثنائية.
4. التنسيق الكامل في تنفيذ المراحل الأولى من المشاريع الـ 16 المقدمة والممولة من الأمم المتحدة حول دعم جهود العراق في مرحلة ما بعد داعش، والتي تهدف إلى تعزيز قدرة العراق في مواجهة التحديات الأمنية ومعالجة ما خلفه الإرهاب.
5. التنسيق عال المستوى مع أجهزة الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الإرهاب، منها (يونامي) و(UNODC) و(المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب) في تنفيذ برامج دولية لدعم العراق في المرحلة المقبلة لدعم إعادة الاستقرار في المناطق المحررة من الإرهاب، مشروع الاتصال بين المطارات.
6. تنسيق القسم في احتضان بغداد لاجتماع مجموعة دعم إعادة الاستقرار في المناطق المحررة، أحد فرق التحالف الدولي لمحاربة داعش.
7. المتابعة المستمرة لملف العناصر الإرهابيين الأجانب.
8. أقام القسم ورش فنية موسعة متعددة بمشاركة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والوزارات المعنية كافة حول تنفيذ المشروعات مختلفة في العراق ومنها الـ 4، التي هي جزء من المشروعات الـ 16.
9. متابعة التقارير السياسية الواردة إلى القسم من سفاراتنا كافة لتحليلها وبيأن الري الفني بشأنها.
10. المشاركة في الاجتماعات والورش كافة في مجال مكافحة الارهاب وتمثيل الوزارة باللجان المعنية.
11. التنسيق والإشراف لكافة زيارات نائب الأمين العام للأمم المتحدة، والمديرة التنفيذية لمكتب مكافحة الإرهاب إلى العراق.
12. متابعة ملف تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2379 لسنة 2017، المعني بجمع الأدلة وتخزينها وحفظها عن جرائم داعش في العراق.
13. متابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن المعنية بتجميد أموال الإرهابيين، ضمن لجنة جزاءات داعش والقاعدة.
14. ينظر العراق إلى ضرورة إيجاد منظومة دولية تعمل على مراقبة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ومكافحة تمويله، ومدى جدية الدول في تنفيذ الالتزامات الدولية الواردة في قرارات مجلس الأمن.
وانطلقت القوات العراقية، بمختلف صنوفها وقطاعاتها، صباح اليوم الأربعاء، 12 فبراير، في المرحلة الأولى من عملية جديدة بإسم "أبطال العراق"، بدعم من سلاح جوي متطور يستخدم لأول مرة، لتطهير ثلث مساحة البلاد وصولا ً إلى الحدود مع الأردن، وسوريا.
وباشرت القوات العراقية، بالمرحلة الأولى من عمليات "أبطال العراق"، من خمسة محاور لتطهير محافظة الأنبار، كبرى مدن البلاد مساحة، والمناطق المحيطة بها في الحدود الدولية، للقضاء على بقايا الإرهاب، وفرص الأمن.
وأعلن العراق في ديسمبر الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا)، بعد نحو 3 سنوات ونصف من المواجهات مع تنظيم "داعش" الإرهابي الذي احتل نحو ثلث البلاد.