قبل تسليم الرئاسة.. كيف مثلت مصر أفريقيا دوليا خلال عام؟

كتب: دينا عبدالخالق

قبل تسليم الرئاسة.. كيف مثلت مصر أفريقيا دوليا خلال عام؟

قبل تسليم الرئاسة.. كيف مثلت مصر أفريقيا دوليا خلال عام؟

على مدار عام كامل، تولت مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي للمرة الأولى منذ تدشينه بصورته الحالية في 2002، وخلال تلك الفترة سجلت عدة نجاحات، ومثلت القارة في عدة محافل دولية بارزة حملت فيها همومها وأبرزت تحدياتها، قبل أن تنتهي اليوم مدتها المحددة لتنتقل الرئاسة إلى جنوب أفريقيا.

وانطلقت، صباح اليوم، قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي الـ33، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي، الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية العادية الـ33 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي تعقد تحت شعار "إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا"، بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات ومسؤولي 55 دولة أفريقية وعدد من الشخصيات الدولية البارزة، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريتش.

وألقى الرئيس السيسي، كلمة في القمة استعرض فيها الإنجازات التي تحققت بالقارة الأفريقية خلال رئاسة مصر للاتحاد، والتي بدأت في فبراير 2019، حيث تعهدت أنها ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق من أجل الإصلاح الهيكلي والمالي للاتحاد واستكمال ما تحقق من إنجازات ترسيخا لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية وسعيا نحو تطوير أدوات وقدرات الاتحاد ومفوضياته لتلبية تطلعات الشعوب الأفريقية، وتعزيز أطر التنمية المستدامة لتوفير مزيد من فرص العمل للشباب الأفريقي.

قمة لندن

خلال فترة رئاسة مصر، مثل السيسي القارة في عدة محافل دولية بارزة بدعوات من زعماء العالم، آخرها قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية، في 20 يناير الماضي، بالعاصمة البريطانية لندن، تلبية لدعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، حيث تناولت القمة عدة موضوعات مهمة منها التمويل المستدام والبنية التحتية، وفرص الاستثمار المشترك وتبادل الخبرات وخطط تحفيز الشراكة في مجال الاستثمار في الفترة المقبلة.

وناقش رؤساء الدول الأفريقية، طموحاتهم حول استخدام الطاقة النظيفة بما في ذلك الشراكات والسياسات التي ستساعدهم في تنفيذ ذلك، كما استعرضوا آرائهم وخططهم للتحول إلى الطاقة النظيفة والجديدة.

وتناول المؤتمر أيضا جلسة بعنوان "فرص النمو الأفريقي"، بمشاركة رؤساء الدول الأفارقة لاستعراض خطط الإصلاح والفرص التي يجري توفيرها لزيادة معدلات النمو، واتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، إضافة إلى مناقشة الاتفاقيات متعددة الأطراف وكيفية زيادة فرص التجارة والاستثمار عن طريق توسيع عملية الاندماج والتكامل الإقليمي في كل أنحاء القارة.

قمة مجموعة العشرين وأفريقيا

وقبل تلك القمة، شارك السيسي كرئيس للاتحاد الأفريقي، الذي تولاه في فبراير 2019، في عدة لقاءات دولية، حيث حمل هموم القارة على عاتقه في عدة محافل دولية، لتنميتها والارتقاء بها، والبحث عن حلول لأزماتها، منها القمة الثالثة لمجموعة العشرين وأفريقيا، في العاصمة الألمانية برلين، نوفمبر الماضي، التي تحدث فيها عن مشروعات الربط والاندماج الإقليمي، وتفعيل التجارة الحرة القارية؛ لتصبح القارة أحد محركي الاقتصاد العالمي، عبر جذب الاستثمارات ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات.

وسعت القمة لدعم التعاون الاقتصادي بين أفريقيا ودول مجموعة العشرين، من خلال مشروعات مشتركة تسهم في الإسراع بوتيرة النمو بالقارة السمراء، وهي المبادرة التي أطلقتها ألمانيا الاتحادية 2017، خلال رئاستها لمجموعة العشرين بهدف دعم التنمية في البلدان الأفريقية وجذب الاستثمارات إليها.

 

قمة سوتشي الروسية الأفريقية

وفي أكتوبر الماضي، بروسيا، ترأس الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قمة سوتشي، حيث جرى الإعلان فيها عن إطلاق فعاليات المنتدى الاقتصادي الأفريقي الروسي لأول مرة، ودخلت اتفاقية التجارة الحرة في أفريقيا حيز التنفيذ ما يجعل مثل هذه النجاحات طريقا لفتح آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية، والتي تثبت عزم الحكومات الأفريقية وشعوبها على التعاون مع مختلف الشركاء بهدف تحقيق المكاسب والمنفعة المشتركة.

قمة تيكاد 7

ومن روسيا لليابان، شارك السيسي كرئيسا للاتحاد الأفريقي، في قمة تيكاد 7 بطوكيو، في أغسطس الماضي، حيث دعا الرئيس لأهمية إنشاء منطقة للتجارة الحرة في أفريقيا والمضي في أجندة أفريقيا 2063، هما ركنان أساسيان بهدف تحقيق التكامل الإقليمي والاقتصادي المنشود.

وأكد أن دول الاتحاد الأفريقي تشهد تغيرات كبيرة تتزايد فيها فرص التجارة والاستثمار وريادة الأعمال، لذلك تتزايد فرصها في الاستثمار والتصنيع بدفع من مجتمعات شابة طموحة، داعيا كافة مؤسسات القطاع الخاص والشركات اليابانية والعالمية ومؤسسات التمويل الدولية للتعاون والاستثمار في أفريقيا.

القمة 45 لمجموعة السبع وأفريقيا

وخلال الشهر نفسه، شارك السيسي في القمة 45 لمجموعة السبع في برلين، والثالثة التي شارك فيها الرئيس، حيث شدد على ضرورة الارتقاء بمستوى شعوب الدول النامية بصفة عامة والأفريقية على وجه الخصوص وتحقيق التنمية المستدامة، مطالبا بأهمية وضع إطار لتنمية واستخدام الموارد البشرية والمادية لأفريقيا من أجل تحقيق تنمية معتمدة على الذات.

قمة مجموعة العشرين

وتلبيةً لدعوة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية لمجموعة العشرين، في يونيو الماضي، شارك الرئيس في الاجتماع الـ14 للمجموعة، بحضور العديد من قادة المجموعة التي تمثل أضخم اقتصاديات العالم، إضافة إلى دول أخرى تدعى لحضور القمة، ومنظمات دولية وإقليمية.

وناقشت القمة عددا من القضايا المالية والاقتصادية والاجتماعية، بينها الطاقة والبيئة والمناخ والاقتصاد الرقمي والتجارة والرعاية الصحية والتعليم والعمل، وتهدف إلى تطوير سياسات فعالة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، وخلق وظائف حقيقية لرفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم.

وأبرز السيسي فيها أولوية التنمية للدول الأفريقية، والتركيز على أجندة التنمية الأفريقية 2063، والمشروعات المدرجة ضمن برنامج تنمية البنية التحتية بأفريقيا، بجانب المشروعات التي يجري تنفيذها من خلال وكالة التنمية الأفريقية "نيباد".

قمة الحزام والطريق

وفي أبريل 2019، مثل السيسي الاتحاد الأفريقي في قمة "الحزام والطريق"، التي احتضنتها بكين، من أجل إحياء طرق التجارة القديمة عن طريق إنشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين من أجل بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية لربط قارات آسيا بأوروبا وأفريقيا، حيث دعا الرئيس إلى مزيد من التعاون في البنية التحتية والتنمية الاقتصادية.

 

مؤتمر ميونخ للأمن

وبعد أيام قليلة من تولي مصر رئاسة الاتحاد، في فبراير الماضي، شارك السيسي، في مؤتمر ميونخ للأمن، بألمانيا، حيث تحدث فيه عن رؤية مصر لتعزيز العمل الأفريقي ودفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة، وسبل تيسير التجارة البينية في إطار أجندة القارة 2063 للتنمية الشاملة والمستدامة، بجانب جهود إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، ليصبح بذلك أول رئيس دولة غير أوروبية يشارك بكلمة في الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ منذ تأسيسه، وفقا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات.


مواضيع متعلقة