تواجه بها الصين كورونا.. استخدامات سلمية لطائرات "درونز"

كتب: دينا عبدالخالق

تواجه بها الصين كورونا.. استخدامات سلمية لطائرات "درونز"

تواجه بها الصين كورونا.. استخدامات سلمية لطائرات "درونز"

بسبب تفشي فيروس "كورونا" الجديد في الصين، سارعت بكين لتطويع تقدمها التكنولوجي بالأزمة لتسهيل حلها، فبعد أن دفعت بالروبوتات لنشر المعرفة بشأن الوقاية من العدوى، وتنفيذ مهام أخرى مثل فحص حرارة الجسم ورش المطهرات، اعتمدت أيضا على الطائرات المسيرة.

وأظهرت صورة التقطتها وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، استخدام طائرة مسيرة لفحص درجات حرارة السكان في ييتشون بمقاطعة جيانغشي، مضيفة أن "درونز" مزودة بعدسة تصوير حرارية بالأشعة تحت الحمراء ومكبر صوت، يمكنها اكتشاف الأشخاص المصابين بالحمى على مسافة معينة، وبث رسائل عن التدابير الوقائية للسكان.

لمنع تفشي المرض.. استخدامات الصين لـ"درونز"

وطوعت الصين تلك الطائرة التي تستخدم بكثرة في المجال العسكري، لذلك الغرض الخدمي حيث أكدت الوكالة الصينية أنه عبر تلك الوسيلة يمكن كبح ومنع انتشار فيروس كورونا الجديد الذي حصد بانتهاء يوم الجمعة حياة 722، موضحة أنه بمقاطعات أخرى يتم استخدام الطائرات المسيرة للقيام بدوريات في القرى والطرق الحضرية للتحقق من أي سلوك قد يسهم في انتشار الفيروس، مثل الأشخاص الذين لا يرتدون أقنعة في الأماكن العامة.

 كما أطلقت السلطات طيارات "درون"، تخرج منها رسائل صوتية وتنبيهات في مختلف المناطق الريفية وفي شوارع المدن المزدحمة، لتوجيه السكان ومراقبة تحركاتهم وتنبيههم حول وجود أي خلل بالتقيد بالتعليمات العامة، وتم استخدام أصوات رجال ونساء للتحدث عبر مكبر صوت في الطائرة المسيرة، بنبرات حازمة وبصيغة الأوامر.

كما تمتلك الصين، عدة نماذج من الطائرات دون طيار، حيث تستخدمها في مجالات مختلفة منها المسح ورسم الخرائط وفحص الشبكات الكهربائية، فضلا عن استخدام الأفراد لها، لذلك يصل حجم الإنتاج فيها نحو 2.9 مليون وحدة في عام 2017.

بريطانيا تستخدمها للطوارئ الطبية

وفي مطلع الشهر الماضي، أعلنت بريطانيا أنها تسعى لخطة طموحة، من أجل اعتماد إيصال عينات الدم وأدوية العلاج الكيميائي التي تحتاجها المستشفيات في حالات الطوارئ، بواسطة الطائرات المسيرة "الدرونز"، من أجل اختصار الوقت الضروري بين المستشفيات وعيادات الجراحة العامة ومراكز الطوارئ، وفقا لما ذكرته صحيفة "صن" البريطانية.

وأوضحت أنه إذا نجحت التجارب، يمكن استخدام الطائرات في جميع مجالات الخدمات الصحية، ما يوفر مئات الملايين من الدولارات سنويا، إضافة إلى إنقاذ الأرواح، وتقديم العلاج للحالات الطارئة والعمليات الجراحية الميدانية وخدمات الطوارئ ونقل عينات الدم، وهو ما سيوفر ما لا يقل عن مليار دولار في تكاليف النقل العام، ستضاف إلى الاقتصاد بحلول العام 2035.

استخدامات سلمية أخرى للدرونز

واعتمدت عليها مصر، للمرة الأولى في تأمين كأس الأمم الأفريقية (كان 2019)، بهدف التعرف على وجوه المشجعين وتصويرهم ونقل صورهم إلى الإدارة المعنية بأمن الملاعب لمطابقة الوجوه، مع قاعدة البيانات المثبتة والخاصة ببطاقات المشجعين، أو الـFan ID، والاستعداد بأجهزة خاصة لكشف الشماريخ والألعاب النارية والصواريخ غير المسموح بها في المباريات الرياضية، فضلا عن تأمين الاستادات وجميع مباريات البطولة باستخدام طائرات الدرونز، وفقا لبيان صادر عن وزارة الداخلية.

بينما تعتمد عليها روسيا لمكافحة الحرائق، حيث طورتها شركة "كونشتادت" الروسية، سيرجى بوجاتيكوف، بالتعاون مع شركات روسية أخرى، حيث يتم إلقاء القنبلة من طائرة مسيرة على مركز الحرائق تزن 500 كيلوجرام، لاستخدامها في إخماد الحرائق في جميع أنحاء روسيا.

وفي أمريكا، تعتمد سينما هوليوود عليها من أجل تصوير الأماكن العالية والزوايا التي يصعب الوصول إليها بالكاميرات التقليدية، فضلا عن تصوير المناطق السياحية بها، بينما تعتمد عليها شركة "وينج" بواشنطن لتوصيل الطلبات إلى المنازل، وهو ما طبقته أيضا العاصمة الأسترالية كانبرا.

 كما تستخدمها عدة دول في مراقبة أنابیب النفط والغاز ورصد أي تسریب، وانفجار أو حدوث حریق وأماكن البحث والكشف عن الآثار المدفونة تحت الأرض، والتضاريش الأرضية.

الأغراض العسكرية

تعتبر "الدرون" من أشهر الطائرات في العالم، والتي تعرف بأنها طائرات دون طيار، وتستخدم لعدة أغراض خصوصًا العسكرية كالمراقبة والهجوم، إضافة للمدنية كوقف الحريق ومراقبة الموارد، وتطبيق القانون البحري والاستجابة لحالات الطوارئ.

وباتت الطائرات المسيرة "الدرونز"، أداة رئيسية في مناطق الصراع، خصوصا في الشرق الأوسط، حيث إن الولايات المتحدة وبريطانيا لديهما عدة أنواع من أبرزها MQ-9 Reaper، وفقا لموقع "الحرة" الأمريكي.

وتعتبر تلك الطائرة، متعددة المهام ومتوسطة الارتفاع ذات قدرة على التحليق لفترة طويلة، حيث إنها قادرة على الطيران مسافة 1150 ميلا وعلى ارتفاع يصل إلى 50 ألف قدم، ومصممة لتوجيه ضربات هجومية عن بعد، والقدرة على المناورة، وتمتلك أجهزة استشعار حساسة، وأسلحة دقيقة.

ويجرى تشغيل الطائرة عن بعد بواسطة طيار ومشغل استشعار، وتصل تكلفة الواحدة منها نحو 16 مليون دولار، حيث إنها قادرة على إبادة الأهداف بصواريخ AGM-114 Hellfire أو غيرها من الذخائر، ومنخفضة الصوت، لذلك تعتمد عليها أمريكا اعتمادا كبيرا في ملاحقة عناصر القاعدة وداعش في مختلف المناطق بالعالم، خاصة في اليمن وأفغانستان والصومال.

وفي مطلع العام الجديد، استخدمتها أمريكا لاغتيال قاسم سليماني، الذي كان يعتبر من من ركائز الدولة الإيرانية،حيث ألقت 3 صواريخ كاتيوشا، على مطار بغداد الدولي، قرب صالة الشحن الجوي، ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة الطائرات المسيرة دون طيار "الدرونز"؛ للقضاء على من تستهدفهم من الجماعات الإرهابية، أو حتى من أجل تسهيل عمليات اغتيالهم.

 


مواضيع متعلقة