يبدأ غدا.. صوم يونان: طقس منذ ألف عام ورمز لقصة المسيح

يبدأ غدا.. صوم يونان: طقس منذ ألف عام ورمز لقصة المسيح
يبدأ الأقباط الأرثوذوكس، الصوم لمدة ثلاثة أيام، تبدأ غدا، وتنتهي يوم 11 فبراير الجاري، فيما يعرف بـ"صوم يونان" وهو صوم يمتد لثلاثة أيام، ويسبق عادة الصوم الكبير، الذي يسبق عيد القيامة بخمسة عشر يومًا.
ويعرف صوم يونان أيضا بـ"فصح يونان"، وهو مصطلح كنسي فريد، لا يستخدم إلا بالنسبة لعيد القيامة المجيد، الذي يطلق عليه أيضا عيد الفصح، ما يدل على أن الكنيسة تنظر إلي قصة يونان، على أنها رمز لقصة المسيح.
وفقا لما ذكره موقع "الأنبا تكلا" الأورثوذكسي، موضحا أن الكنيسة ترى أن قصة يونان، بها رمزية لقصة المسيح، حيث مكث يونان ثلاثة أيام، في جوف الحوت، بينما مكث المسيح ثلاثة أيام في جوف القبر.
وتعود قصة الصوم إلى قصة النبي يونان، الذي طالبه الله بالذهاب إلى مدينة نينوى، التي كانت تعصاه، وأن يبلغها رسالة الإيمان، فرفض وحاول الهروب إلى مدينة "ترشيش"، ولكن حدث هياج عظيم في البحر، واضطر البحارة لإلقائه في المياه، فابتلعه حوت ضخم، وبعدها ألقاه على شواطئ مدينة نينوى، فأبلغهم رسالة التوبة، فتابوا وصاموا لمدة ثلاثة أيام، وفقا لموقع "كريستيان دوجما" المسيحي.
ويقع صوم نينوى أو صوم يونان دائمًا قبل بدء الصوم المقدس الكبير بأسبوعين، مدة هذا الصوم حسب طقس الكنيستين السريانية والقبطية هو ثلاثة أيام، أما الأرمن الأرثوذكس فيصومونه خمسة أيام، ولا تعرفه الكنيسة اليونانية.
ولم يكن هذا الصوم موجودًا في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حتى فترة حبرية الأنبا ابرآم إبن زرعة البطريرك الـ62، في سلسلة بابوات الإسكندرية، والذي تولى في الفترة (976- 979م)، حيث كان الأنبا أبرام سرياني الأصل، وكان يصوم هذا الصوم، بينما لم يكن يصوم أول أسبوع في الصوم الكبير، حيث ينفرد الأقباط دون الطوائف الأخرى بصومه، ويسمونه "أسبوع الاستعداد".
وقبل البطريرك، آنذاك، أن يصوم هذا الأسبوع الذي كان يدعى قبلا "أسبوع الاستعداد"، وفرض على الأقباط صوم ثلاثة أيام يونان مقابله، ونظرًا لما عُرف عن اقوى هذا البطريرك -الذي نُقل في عهده جبل المقطم، وفقا للتاريخ الكنسي- قبل الأقباط أن يصوموا هذا الصوم.
ووفقًا للتراث الكنسي، فقد كان عدد أيام هذا الصوم قديماً ستة، أما الآن فهو ثلاثة أيام فقط تبدأ صباح الاثنين الثالث قبل الصوم الكبير.
وعندما جاء البابا غبريال الثامن (1587- 1603م) البطريرك ال97، أمر بألا تصام أيام نينوى، ولكن لم يسمع له الأقباط، ومازال الصوم يُصام حتى الآن.