لينين الرملي .. مسيرة نصف قرن من الإبداع لفيلسوف المسرح

كتب: حاتم سعيد حسن

لينين الرملي .. مسيرة نصف قرن من الإبداع لفيلسوف المسرح

لينين الرملي .. مسيرة نصف قرن من الإبداع لفيلسوف المسرح

بجسده النحيل وملامحه المصرية وأفكاره الجريئة وغير المألوفة، لم يكن يعلم ذلك الشاب الذي التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لدراسة النقد وأدب المسرح، بأنه سيصبح في يوم ما، واحدا من كبار كتاب الدراما بأشكالها المختلفة المسرحية والسينمائية والتليفزيونية.

دوما ما كان قلمه معبرا عن قضايا مجتمعه، ليبدع في نقل شخصياته على المسرح بشكل كوميدي، فيشعر الجمهور بأنه يرى نفسه على خشبة المسرح، منذ بدايته بواحدة من أشهر مسرحياته، تناول "لينين"، قضية شاب مريض عقلي، يقع بين طبيبين كل منهما يحاول إثبات وجهة نظره العلمية في مسرحية "انتهى الدرس يا غبي" عام 1975، ليقدم من خلالها فلسفة العلم في مواجهة المشاعر الإنسانية، ليتخذ بعد ذلك لينين الرملي، خطا مختلفا في الفن عن السائد حينها، وهو مناقشة قضايا الإنسان مع نفسه ومع من حوله.

فجاءت مسرحية "على بيه مظهر" عام 1976، والتي ناقش من خلالها ظاهرة العالم المادي والمظاهر الفارغة من خلال شخصية "علي"، وقد حققت المسرحية نجاحا كبيرا لتقدم بعد ذلك في فيلم سينمائي ومسلسل تليفزيوني.

والتقى "الرملي"، بزميله وصديقه الفنان محمد صبحي، ليكونا فرقة مسرحية ويقدما عددا من المسرحيات التي ناقشت صراع الإنسان مع نفسه، منها "المهزوز، أنت حر، الهمجي، تخاريف"، وكانت آخر مسرحية قدماها سويا هي "وجهة نظر" عام 1989.

وفي نفس الفترة يتعاون "لينين" مع أستاذ المسرح فؤاد المهندس بمسرحية "سك على بناتك"، والتي تناول من خلالها قضية المرأة بنماذجها المختلفة ومحاولة إثبات أنفسهن.

مع بداية التسعينيات بدأ "لينين" مشوارا آخر مع جيل الشباب حينها، مثل أشرف عبدالباقي وعبلة كامل، ليقدم معهما مسرحية "الحادثة" عام 1993، والتي حققت نجاحا كبيرا.

إبداع لينين الرملي، لم يتوقف عند المسرح فقط، فقد قدم للسينما المصرية عددا من الأفلام الهامة التي ناقش بها قضايا اجتماعية، وكان من أبرزها فيلم "الرجل الذي عطس" والذي قدم به الفنان الكبير سمير غانم في دور جاد لأول مرة بعد شهرته في الكوميديا، كما تعاون مع المخرج الكبير صلاح أبو سيف، في كتابة فيلم "البداية" عام 1986، والذي ناقش فكرة المدينة المثالية التي نتجت عن حادث سقوط طائرة.

ومع ازدياد موجة الإرهاب الأسود في فترة التسعينيات، يتناول لينين الرملي ظاهرة الإرهاب واستطاع بموهبته وقلمه الحقيقي، أن يحلل شخصية الإرهابي وكيف تتكون في فيلمه مع الزعيم عادل إمام "الإرهابي" عام 1993، وكان عادل إمام بتلك الفترة أفلامه تعبر عن المصريين، ليلتقيا مرة أخرى فيقدما ثلاثة أجزاء من فيلم "بخيت وعديلة" بدأت منذ عام 1996 حتى عام 2000، والذي تناول "لينين" من خلاله شخصيتين فقيرتين يجدا نفسيهما أمام تجار مخدرات وأعضاء مجلس شعب لينتهي الجزء الأخير بمواجتهما المجتمع الأمريكي.

مسيرة فنية قاربت الخمسين عاما، أبدع خلالها الكاتب الكبير لينين الرملي، في تقديم صورة حقيقية للشخصية المصرية بكافة جوانبها واختلافاتها.


مواضيع متعلقة