سيناء: رصاصة الإرهاب فى قلب الحدود الشرقية.. وحرب الجيش مازالت تنتظر «التطهير»
![سيناء: رصاصة الإرهاب فى قلب الحدود الشرقية.. وحرب الجيش مازالت تنتظر «التطهير»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/217755_Large_20140407084417_11.jpg)
«شبه جزيرة سيناء من أهم أسواق ومعابر الأسلحة فى مصر».. بهذه الكلمات لخَّص الخبير الاستراتيجى اللواء محمود زاهر، ضابط المخابرات السابق، ظاهرة انتشار الأسلحة بمختلف أنواعها الخفيفة والثقيلة والمواد المتفجرة التى يستخدمها أنصار تنظيم بيت المقدس فى استهداف بعض المنشآت العسكرية داخل سيناء أو خارجها. ويوضح «زاهر» أن الأسلحة التى تدخل إلى سيناء وتخزن فى دروبها الصحراوية، تأتى من الحدود الغربية مع ليبيا ومن الحدود الجنوبية مع السودان وتصب فى سيناء لتهريبها إلى غزة أو لبيعها إلى الجماعات التكفيرية التى تتمركز بقرى الشيخ زويد.
حسن النخلاوى، الناشط السيناوى، يقول: مبادرات تسليم السلاح فى سيناء مجرد شو إعلامى فقط، بينما على أرض الواقع لا يوجد لها أى تأثير أو تجاوب من الأفراد أو القبائل. والسبب، كما يقول الناشط السيناوى، أن من يوجد لديه سلاح من أهالى سيناء يخشى تسليمه فى ظل أجواء الانفلات الأمنى، الذى تعانيه محافظة شمال سيناء، مضيفاً أن هذه النوعية من المبادرات لا يصلح تطبيقها فى سيناء حالياً، بسبب الغياب الأمنى الذى يعانيه المواطنون، بالإضافة إلى أن أى خلاف قبائلى فى سيناء يحل بالسلاح أولاً، ثم بالجلسات العرفية وليس بقوانين الدولة، والجهات الأمنية فى سيناء دائماً ما تقف مع الطرف الأقوى، بحسب «النخلاوى». قبل 30 يونيو، كشفت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية نقلاً عن مسئولين إسرائيليين، عن إقامة مزادات سرية لبيع الأسلحة فى صحراء سيناء؛ حيث كانت تعقد صفقات شراء السلاح فى وسط وشمال سيناء بعيداً عن أعين رجال الأمن، كما يروى «م. ن» الشهير بـ«أبوفريح»، المقيم بـ«وادى عمر» بوسط سيناء، مؤكداً أن الأوضاع لم تتغير كثيراً بعد وجود الجيش بسيناء؛ حيث توقفت المزادات كما أن نقل الأسلحة إلى غزة انخفض عمَّا كان يحدث قبل ذلك، لكن بيع الأسلحة ما زال مستمراً حتى الآن. أحد عواقل العريش، رفض ذكر اسمه، يرى أن وجود السلاح فى سيناء يرتبط فى المقام الأول بالعادات والموروثات القبائلية؛ حيث حرص أبناء القبائل على اقتناء سلاح بهدف الحماية الشخصية، ويساعد على ذلك الطبيعة الصحراوية التى نعيش فيها، ويكون الوجود الأمنى فيها ليس بالقدر المطلوب.
ويرتبط ظهور السلاح فى سيناء أيضاً بالتهريب؛ حيث يتم استخدامه من أجل تأمين عمليات التهريب، وفقاً للواء محمود زاهر، الخبير الاستراتيجى، موضحاً أن حجم تجارة الأنفاق وعمليات التهريب إلى قطاع غزة يقدر بـ2٫5 مليار دولار سنوياً، وفقاً لدراسات أمنية، لافتاً إلى أن «بيزنس» التهريب من وإلى قطاع غزة يعد النشاط الرئيسى الذى يساعد على انتشار ظاهرة تهريب الأسلحة.
بينما يقول أحد أبناء قبيلة الترابين: نحن لا نصطدم مع الجيش، ونقدر دوره وأهمية وجوده فى سيناء فى الوقت الحالى، لكننا لا نثق فى وزارة الداخلية؛ فبعد استقرار الأمور سوف يعود الجيش إلى ثكناته، وتعود وزارة الداخلية لتفرض سيطرتها على سيناء، ومن الممكن أن تحدث أى مشاكل أو اشتباكات كما حدث معنا قبل ذلك عام 2010، خاصة أن هناك بعض المطلوبين أمنياً فى قضايا جنائية، لم يلتفت إليهم أحد الآن، بسبب انشغال القيادات الأمنية بمطاردة الجهاديين، لكن بعد عودة الأمور إلى طبيعتها سوف تقوم «الداخلية» بمطاردتنا من جديد كما كان يحدث قبل ثورة 25 يناير.