مطرب أورجن: الفرقة عزفت عن «الإيمان بالله» و«الثورة» فاتهمونا «عبدة شيطان»

مطرب أورجن: الفرقة عزفت عن «الإيمان بالله» و«الثورة» فاتهمونا «عبدة شيطان»
عاد من جديد ليطفو على السطح الربط بين «عبدة الشيطان» و«عازفى موسيقى الميتال الغربية»، بعد البلاغ المقدم من قبل أحد محامى «الحرية والعدالة» فى منظمى حفلة الميتال الأخيرة بساقية الصاوى، الذى اتهم الفرق المشاركة بـ«عبادة الشيطان»، و«ممارسة طقوس تلك العبادة» فى الساقية.
«الوطن» تحاور المنظمين والعازفين ليوضحوا الصورة، وطبيعة إبداعهم الذى قدموه فى الساقية ولاقى تلك السهام والاتهامات.[Image_2]
مصطفى راشد مطرب بفريق «أورجن»
أكد مصطفى راشد المطرب فى فريق «أورجن»، لـ«الوطن»، اعتزازه بعروبته وإسلامه، وفى الوقت نفسه يحب موسيقى الميتال، التى «فتح عينيه عليها»، وانطلاقا من ذلك حاول المزج بين تلك الموسيقى الغربية والموسيقى الشرقية العربية.
هويته العربية دفعته إلى «تعريب الميتال»، قدم مع زملائه فى الفريق أول ألبوم كامل عن الإيمان بالله وخلق الكون ومراحل الخلق وأشكال الحياة فى مراحلها، وقصة صعود سيدنا موسى وخروج سيدنا آدم من الجنة على يد الشيطان، كما هاجموا «الشيطان» الذى كان السبب فى ذلك.
وصل مصطفى راشد، الذى يعزف ميتال منذ عام 2006، للمزيج الذى أراد الوصول له من الميتال، مشيرا إلى أن حفلة الصاوى «شهدت أول ظهور لهذا المزيج بين عروبتنا وإيماننا بالله، وحبنا لموسيقى الميتال، فى عزف «مقاطع» عن خلق الله للكون والإيمان بالله، والاستعانة بـ(التنورة)»، موضحا أنه هناك «مفارقة فنية» تتمثل فى تحويل «ميتال غربى» إلى «ميتال صوفى».[Image_3]
فوجئ مصطفى وزملاؤه بعد الحفل باتهامهم بـ«عبادة الشيطان»، و«ذبح القطط»، وعلى الرغم من أنهم ارتدوا «جلاليب» أثناء الحفل، فإنهم فوجئوا أيضا باتهامهم بارتداء «الملابس السوداء، ورسم الوشم».
لا يتخيل مصطفى أن يوجد مصرى يعبد الشيطان فى ظل هذا الكم من الفتن الطائفية، مشيرا إلى أن المصريين «مازالوا يعانون من تخلف طائفى، والبلاد لا تستوعب شيئا جديدا لتشتيت الأنظار»، مؤكداً أن الإعلام «فجر القضية فى 97، ولم تكن تستحق كل ما أثير، ما حدث كان مجرد خلاف ما بين منظمى حفلات الميتال وقتها، أدى لخطاب عبثى لأمن الدولة، التى قامت بالقبض على العازفين، والإعلام ساعد فى انتشار الفكرة «العبثية»، الجمهور المصرى لا يستوعب تلك الأفكار الدخيلة».
يحلم مصطفى بتصدير الميتال، بعد «تعريبه» وتطويعه للثقافة الشرقية، إلى أوروبا «مهد الميتال»، من أجل توضيح الثقافة العربية بلغة الأوروبيين الموسيقية، قائلا: «تلك ثقافتنا الشرقية بموسيقاكم ولغتكم ونحن من حدثها وطوعها».
سيد رجائى مطرب فى فريق «بروفيسر»
«الميتال هى الموسيقى اللى بتعبر عنى، والحكاية مش قصة تى شيرت أسود وسلسلة ويونى فورم معين، ديه موسيقى من حقك تقبلها وترفضها ومن حقى أعزفها وأحبها».. تلك كانت كلمات سيد رجائى، حين كانت تتحرك تقاسيم وجهه بكل انفعال، كما لو كان يدافع عن زوجته أو محبوبته، ويده تتحرك لصدره فى قوة كما لو كان يحتضن تلك الموسيقى التى يعشقها، ويتابعه من بداية الألفية الجديدة، حتى بات صوتا لها، ومطربا بإحدى الفرق التى عزفت بحفل «الميتال» الأخير فى ساقية الصاوى.
كون رجائى فريق «بروفيسر» مع أصدقائه عام 1998، يتناول فى «مقطوعاته» الأساطير الفرعونية واليونانية والثورات والحروب والصراع النفسى الإنسانى، يؤكد رجائى لـ«الوطن» أن موسيقى الميتال «تعبر عن أهم موضوعات المجتمع، ويكفى أنها ليست كموسيقى غربية أخرى لا تتناول إلا الجنس والمخدرات والسرقة»، فى إشارة منه إلى «موسيقى الراب».
اعتاد رجائى إحياء حفلات «الميتال» بساقية الصاوى، والتى تعتبر حسب قوله «المكان الوحيد الذى يستضيف «الميتال» فى مصر»، مؤكداً تفهم الساقية للموسيقى التى يعتبرها «أفضل أنواع الموسيقى الغربية التى وردت إلى مصر».
يؤكد رجائى أن صخب الموسيقى فى «الميتال»، وسط مجتمع شرقى لم يألفها، يعطى انطباعا غريبا عنها، «الناس بتجرى ورا الكلام وخلاص ومش عايزة تفهم المزيكا ولا تعرف حاجة عنها»، موضحا أن جمهور الميتال «كأى جمهور لمطرب مصرى يحاول تقليده فى ملابسه وهيئته»، وهو ما يفعله جمهور الميتال فى الحفلات من ملابس سوداء وغيرها من «إكسيسوريس»، مؤكدا أن الرأى العام «يعتمد بالظاهر دون البحث عن المضمون»، مشيراً إلى أن «ميتال برزيلى» يناقش القضية الفلسطينية وينتقد إسرائيل.
يقول رجائى: «فى حفلة الساقية تناولنا فى عزفنا الثورة المصرية فى 25 يناير»، كما قدم فريقه ألبوما يتناول الحرب ضد الطاغية وما بداخلها من قصص حية، مؤكداً أنه أولا وأخيرا هم يعزفون موسيقى غريبة على مجتمعهم وثقافتهم، وهم يحاولون إصلاح الصورة الخاطئة لدى الرأى العام، الذى يعتمد على المظاهر، وتحريفات الإعلام.
محمد سعيد «جيتاريست» فى عدد من فرق «الميتال»
إخراج الطاقة التى داخله.. شعوره بالراحة النفسية.. علاوة على إدخال ثقافة جديدة للشعب المصرى، أسباب وضعت محمد سعيد كلاعب جيتار بأكثر من فريق لعازفى «الميتال»، وكان أحد العازفين فى حفل الصاوى.
سعيد على علاقة ممتدة بالميتال، مبتعدا بآلته «الجيتار» عن غيرها من الموسيقى، معتبرا أن علاقته بالميتال لا تقاس بالزمن، ولا بالمدة التى تعرف فيها على تلك الموسيقى، وموهبته فى الجيتار، وظفها فى موسيقى الميتال أكثر من غيرها، «مش من حق حد يحاسبنى لأنى بحب الموسيقى ديه عن غيرها، من حقك احترام اختيارى، وتحاسبنى لو أخطأت».
محمد سعيد وآلته الجيتار، فى محاولة دائما لتطويع تلك الموسيقى الغربية لصالح الثقافة المصرية، سواء بالتعريب أو بالتعديل؛ لتناسب ثقافتنا الشرقية، مؤكدا أن «أى موسيقى جاءت من الغرب فيها ما لا يناسبنا، لكن الفارق والمقياس هو مدى تطويعها لصالح ثقافتنا وحضارتنا».