مواطنون: "الكبارى الحل الوحيد.. ومنتظرين نشوف وش تانى لمصر الجديدة"

كتب: الوطن

مواطنون: "الكبارى الحل الوحيد.. ومنتظرين نشوف وش تانى لمصر الجديدة"

مواطنون: "الكبارى الحل الوحيد.. ومنتظرين نشوف وش تانى لمصر الجديدة"

أبدى عدد كبير من مواطنى مصر الجديدة سعادتهم بقرب الانتهاء من تطوير الحى العريق، وذلك بعد أن اتضحت الملامح الأساسية للتطوير، الذى كان يهدف إلى زيادة اتساع شوارع مدينة البارون إمبان، فى محاولة للحد من ظاهرة التكدس المرورى الذى أصاب المنطقة بأكملها بشلل مرورى، ظل يؤرق المواطنين لسنوات عدة، قبل أن تقرر الحكومة البدء فى تنفيذ مشروع تطوير شامل للمنطقة بأكملها، وسط ترحيب من المواطنين الذين عانوا من الزحام، ففى ميدان سفير رحب سكان الحى بالشكل الجمالى الذى أصبح عليه الميدان حالياً، مشيدين بما بذل من جهد حتى يصل الميدان إلى ما وصل إليه الآن، ولم يختلف الحال كثيراً فى ميدان المحكمة وكوبرى سفير الذى تم الانتهاء الفعلى منهما، حيث عبر المواطنون عن سعادتهم بعد حل أزمة المرور، مطالبين بضرورة البحث عن وسائل آمنة لعبور الطريق.

"خالد": جهود جبارة من رجال المرور لتخفيف العبء عن المواطنين

خالد حسين، ٣٩ سنة، طبيب، أحد سكان مصر الجديدة، يرى أنه من الأفضل الاعتراف بأن إنشاء الكبارى فى التقاطعات والمحاور الرئيسية أمر كان لا بد منه منذ زمن بعيد، حتى لا تكون مصر الجديدة طاردة لسكانها، بعد الكثافات العالية للسيارات بها، إلى جانب القصور الواضح فى وسائل النقل الجماعى، والتى كان لا بد من تطويرها فى العصور السابقة حتى تتماشى مع التزايد المستمر فى عدد السكان، ومن ثم زيادة الضغط على الطرق والمرافق بالمنطقة، يشير «حسين» إلى أنه كان من الضرورى توسعة الطرق، والبحث عن سبل للحد من تلك الكثافات العالية والتى كان سببها إلى جانب زيادة عدد السيارات وجود قضبان الترام دون استفادة حقيقية من وجودها: «الترام كان لازم يتشال لأن مبقاش حد بيستخدمه غير عدد قليل، لأنه تهالك، وتطويره كان هيكلف مليارات بدون فائدة تذكر، لأن عوامل الزمن اتغيرت خلاص، ومبقاش حد بيهتم يركبه، كل دى عوامل أجبرت المواطنين على اللجوء إلى سياراتهم الخاصة ما زاد من تكدس الشوارع، فكان لا بد فى السابق من تطوير وسائل المواصلات العامة أولاً».

يؤكد «حسين» أنه ليس من أنصار نظرية المؤامرة، وأن كل ما قيل حول خدمة هذه المشاريع للعاصمة الإدارية الجديدة كلام لا يعتد به، ولا يمثل شيئاً، حيث إن هناك حقيقة لا بد من ذكرها وهى أن مصر الجديدة كانت بحاجة إلى تطوير كامل وشامل، دون النظر إلى الأماكن التى يمكن لها أن تستفيد من هذا المشروع، وأنه لا بد لأى مشروع خدمى شامل أن يخدم عدداً كبيراً من المناطق المحيطة به، مشيراً إلى أن الهدف الحقيقى من ذلك التطوير وتلك الكبارى، هو عمل محور عرضى يصل بين محور روض الفرج الجديد وطريق السويس ومدينة نصر والتجمع والرحاب، ومدينتى، إلى جانب العاصمة الإدارية الجديدة.

ويؤكد «حسين» أنه على الرغم من المزايا العديدة لعملية إنشاء الكبارى، إلا أنه كان لا بد من رفع كفاءة الشوارع البديلة أثناء إنشاء الكبارى: «كان لا بد من عمل كبارى مشاة وأنفاق، لتفادى حدوث أى مشكلات خلال فترة التطوير».

يمسك بطرف الحديث محمد سامى، ٤٢ سنة، محامٍ، أحد سكان منطقة الثورة، ويقول إن التعديل الذى تم فى شارع الثورة بدخول القادم من طريق السويس إلى جوار مطار ألماظة حتى موقف السوبر جيت، لم يضف جديداً للشارع، حيث إنه كان عبارة عن أربع حارات اتجاه واحد: «حالياً فيه جهود جبارة من رجال المرور، لتنظيم السيولة المرورية، وده جهد يشكروا عليه فعلاً»، مؤكداً أنه لا بد أيضاً من توسيع الطريق المتاح بجوار الكبارى، إلى جانب ضرورة تعيين فريق عمل ذى كفاءة للتعامل مع خطوط المرافق باستخدام أجهزة حديثة تكشف عن المرافق القديمة التى تحتاج إلى صيانة، دون الإضرار بالطريق، ومن ثم تشويه الطرق بعد رصفها، مطالباً بضرورة عمل مطبات صناعية فى ميدان تيرموف وشارعى النزهة وعثمان بن عفان، نظراً لاتساع مساحة الطريق العرضية، ما يعرض حياة المواطنين للخطر حال المرور من الطريق: «الطرق بقت واسعة جداً، لازم يكون فيه مطبات وإشارات، ورادارات سرعة، أنا سمعت عن تركيب رادارات بتراقب سرعة السيارات، وفى حال تجاوز السائق سرعة ٥٠ كيلو فى الساعة، بيتعمل له مخالفة، وبيدفع غرامة فورية، ودى حاجة كويسة جداً، لأنها هتجبر السائقين على الالتزام بالسرعات المحددة»، يتمنى «سامى» أن تكون هناك أماكن انتظار للسيارات وذلك من خلال استغلال المساحة الهائلة للشارع من خلال استقطاع جزء منه يستعمل كرصيف انتظار، على أن يتم منع الانتظار «صف تانى»، لما له من خطورة وأضرار كبيرة على الطريق.

ميدان «الحجاز» ما زال العمل مستمراً به، فى محاولة إنشاء أحد الكبارى التى من المقرر أن يمر بشارع فريد سميكة، المعدات الضخمة تحفر إلى الأعماق، والعمال على السقالات يتحدون برودة الطقس حتى يتمكنوا من ربط قطع الحديد كى تحمل الكتل الخرسانية التى ستوضع عليها.

"باهر": "قضت على الزحمة"

بالقرب من شارع فريد سميكة كان باهر محمد، موظف بأحد البنوك الخاصة، يتابع أعمال الإنشاءات التى تتم الآن فى الشارع المقابل للعمارة التى يقطنها: «محدش يقدر ينفى أهمية عمل كبارى، لأن الوضع فى مصر الجديدة كان وصل إلى حد الاختناق التام، وكان لازم يكون فيه حل لأزمة المرور، لكن بشكل عام الأماكن اللى خلصت بشكل نهائى الطرق فيها بقت ممتازة والمرور فيها بقى ميسر بشكل لافت للنظر»، ويشير «باهر» إلى معاناته مع المرور فى منطقة النزهة ويقول: «كنت بحاول أركن جنب ميدان تريومف وأتمشى لحد النزهة فكنت بحاول أعدى الطريق على رجلى، وللأسف معرفتش، الطريق واسع جداً، والعربيات بتجرى بشكل مخيف، أتمنى يكون فيه حل للأزمة دى»، يطالب «باهر» بضرورة تقسيم الشارع إلى مراحل حتى لا تكون حياة المواطنين عرضة للخطر.

وعن الوجود المرورى يقول: «أى عربية مخالفة بتتاخد، وفيه أفراد شرطة مخصصة لمنع الانتظار صف تانى، ودى حاجات ماكانتش بتبقى موجودة قبل كده، ووجودها دلوقتى أمر يدعو للفخر إذا استمرت على هذا المنوال»، مشيداً بقرار القيادة السياسية بتطوير المنطقة وما نتج عن هذا القرار من مزايا متعددة، على رأسها حل الأزمة المرورية: «الحجاز والنزهة كانوا بيقفوا دايماً، علشان أروح شغلى كنت ممكن أقف انتظار نص ساعة، دلوقتى لو وقفت انتظار ٥ دقايق بكون زعلان، يعنى التطوير خدم الكل، ولازم كلنا نشجع الدولة على إقامة مثل هذه المشروعات».

"إبراهيم": "بقالى ٣٥ سنة عايش هنا وكان حلم حياتى إن المنطقة تتطور وحلمى تحقق بالفعل"

يمسك بطرف الحديث إبراهيم محمد، صاحب أحد المحلات القريبة من ميدان سانت فاتيما، ويؤكد أن تطوير الميدان أمر كان ضرورة ولكنه زاد من معاناة سكان المنطقة من حيث المرور والتنقل داخل مناطق الحى: «بقالى ٣٥ سنة عايش فى مصر الجديدة، ودايماً كنت بشوف أشجار، وبرضو بشوف زحمة، وكان حلم حياتى إن المنطقة دى تتطور، وحلمى تحقق بالفعل، لكن فيه بعض العيوب الموجودة فى المشروع واللى كان لازم يكون لها حلول عملية زى تقطيع الأشجار، أنا كنت بقف فى المحل بتاعى مش بشوف آخر الشارع فيه إيه، دلوقتى الشارع بقى مكشوف قدامى بسبب اقتلاع الأشجار»، ويؤكد «محمد» أنه حال الرغبة فى المرور باتجاه طريق السويس سيكون الأمر ميسراً بشكل كبير، ولكن عند المرور بين شوارع الحى فسيكون الأمر مرهقاً بعض الشىء: «زمان علشان أروح بيتى عند نادى الطيران كنت باخد ٣ دقايق، دلوقتى ممكن أفضل فى الطريق نص ساعة، علشان لازم أوصل لحد ميدان تريومف، وبعد كده ألف من تحت الكوبرى وأرجع تانى، وكل ده وقت ضايع».

بالقرب من ميدان تريومف حيث العمل المستمر على تطوير الطريق الواصل بين ميدان تريومف وسانت فاتيما، كان هناك الأخوان رزق، يتابعان العمل داخل المحل الخاص بهما، أمام الميدان، يقول أشرف رزق، ٣٧ سنة، إن مساحة الشارع حالياً أصبحت ضعف ما كانت عليه سابقاً، بعد أن تم إزالة خط الترام وتوسعة الشوارع، الأمر الذى بدوره أعطى مظهراً جمالياً، بعد أن كان خط الترام بفعل الإهمال مصدراً مشوهاً للشارع: «الشكل كده أحسن وأنضف، كان الميدان قبل التطوير فيه شجر كتير، لكن نتمنى أن يكون فيه أشجار تانية تتزرع مكان القديمة»، ويؤكد مصطفى رزق، ٢٦ سنة، أن توسعة الشارع كانت مطلباً ضرورياً بعد الازدحام الكبير الذى كان يشهده، بسبب انتظار السيارات يميناً ويساراً، ما كان يؤدى بدوره إلى تقليص مساحة الشارع: «مبسوطين جداً باللى بيحصل، لكن نتمنى يكون فيه أماكن لعبور كبار السن، لأن عرض الشارع بيجبر الناس إنها تجرى قدام العربيات، وده بيعرضهم للدهس، لكن إجمالاً التطوير مفيد للكل»


مواضيع متعلقة