كيف استطاعت نادية لطفي أن تتميز وسط فنانات جيلها؟.. نقاد يجيبون

كيف استطاعت نادية لطفي أن تتميز وسط فنانات جيلها؟.. نقاد يجيبون
نجمة لامعة، كلما تقدم بها العمر زاد بريقها، تتلون وتغير جلدها في كل دور تلعبه، رقيقة تارة، وشرسة تارة أخرى، حتى تمكنت الفنانة نادية لطفى أن تصنع لنفسها مكانًا وسط فاتنات جيلها العظيمات.
ولأن لكل شيء نهاية، رحلت نادية لطفي عن دنيانا، أمس الثلاثاء، عقب صراع طويل مع المرض، بعد أن أثرت السينما المصرية بأفلام ستظل عالقة في أذهان محبيها.
طارق الشناوي عن نادية لطفي: ليست مجرد فنانة
نادية لطفي لم تكن صورة من أي فنانة، بحسب ما قال الناقد الفني طارق الشناوي، لافتًا إلى أنها ليست مجرد فنانة تقوم بأدوار مهمة، بل كانت متجاوبة ومبدعة في الحياة وخارج الكاميرا، وهو ما يتجلى واضحًا في مواقفها السياسية خلال الحروب التي دخلتها مصر.
وأضاف "الشناوي" لـ"الوطن"، أنها في طفولتها كانت تسعى جاهدة لمرافقة أي مريض بالعائلة، وخدمته وتقديم اللازم له، وبعد أن كبرت ظلت على الحال ذاته، فكانت إحدى طقوسها هي زيارة المرضى في المستشفيات والتخفيف عنهم.
وأشار الناقد الفني إلى أنها في أصعب أوقات مرضها، كانت من أوائل الفنانون خلف المؤلف سمير خفاجة والفنانة مديحة يسري والفنان جميل راتب، والفنان جورج سيدهم، حيث أقامت للأخير حفلا لعيد ميلاده في العام قبل الماضي، لتتفانى بأكثر درجات العطاء في أوج مراحل المرض.
وتابع: "لا نستطيع تصنيف نادية لطفي بعدد أعمالها كسائر الفنانين، لكنها كان لها رصيد كبير لدى الجمهور في الوطن العربي بمواقفها السياسية، كما كانت آخر رئيسة لجمعية الحمير، التي أقيمت في ثلاثينات القرن الماضي، وهي جمعية للرفق بالإنسان وليس الحيوان، وشغلت منصب رئيس الجمعية، بسبب عملها الدائم وتواجدها المستمر في المساجد والكنائس والمستشفيات، وأي مكان يوجد به بسطاء".
ماجدة خير الله: إحساساها نابع من داخلها وخرجت من الباب الكبير
طيلة مشوارها الفني أصرت نادية لطفي أن تكون مختلفة شكلا وأداء، بحسب ما قالت الناقدة القنية ماجدة خير الله، لافتة إلى أنه على الرغم من أن زمانها كان مثاليًا في تواجد فنانات كبار، إلا أنها غرست لنفسها مكانا وسطهن.
وأضافت "خير الله" لـ"الوطن"، أن من اكتشفها كان المخرج والمنتج السينمائي رمسيس نجيب، وهو المعروف عنه رعاية أبطاله، وإنتاج فيلم أو 2 لهم، وهو ما فعله مع "لطفي"، فساهم ذلك في توهجها.
وأشارت إلى أن أحد أسباب نجومية الفنانة الراحلة، هو عملها مع كبار المخرجين، مثل يوسف شاهين وهنري بركات وحسن الإمام، الذين ساهموا في تلوينها في أكثر من شكل وأداء.
وأوضحت أنها لم تكن منكبة على الظهور في الإعلام وكان توفر تركيزها لأعمالها، مع كونها كانت ذات قيمة أخرى بدرايتها بما يحدث في الوطن العربي، فيما كان إحساساها نابع من داخلها، ولديها ثقافتها الخاصة، وبداخلها شخص واعي ودارس.
وتابعت "خير الله"، أن نادية خرجت من الباب الكبير حينما اختتمت أعمالها السينمائية بدور "الأب الشرعي"، وقررت الانسحاب وهي في عز رونقها وإبداعها، حيث كان في استطاعتها أن تكمل ميراثها وتلعب أدوار الأم التي تحتاجها السينما بشدة، أو تكون نجمة دراما، لكنها آثرت النجومية المطلقة وأن يتذكرها الجمهور بشكلها المميز وأدوارها الخالدة.