إميل أمين: تركيا تسعى لنهب ثروات ليبيا للخروج من أزمتها الاقتصادية

إميل أمين: تركيا تسعى لنهب ثروات ليبيا للخروج من أزمتها الاقتصادية
أكد الكاتب إميل أمين، ان أخبار خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط، قد غطت خلال الأيام القليلة الماضية، على ما يجري على الأرض في ليبيا، وإنزال تركيا مدرعات وأسلحة ثقيلة في طرابلس، دون أي مراقبة أممية أو أوروبية لمياه المتوسط.
وتساءل أمين، خلال مقالة له في جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، ماذا لو تمكن الإخوان المسلمون في ليبيا من السيطرة على مقدرات البلد النفطية وبقية ثرواتها الطبيعية، خاصة أن تقدير احتياطات النفط في ليبيا بحوالي 48 مليار برميل، وتعد الأكبر على الصعيد الأفريقي، والتاسعة على المستوى العالمي، كما تقدر احتياطيات النفط الصخري بحوالي 26 مليار برميل، في حين تشكل صادرات النفط والغاز حوالي 90 في المائة من إيرادات ليبيا.
وأضاف أمين، أن المحللين المتخصصين في شؤون الطاقة حول العالم يرجحون أن تؤدي عمليات البحث والتنقيب الجديدة في ليبيا إلى تحقيق اكتشافات إضافية ترفع حصيلة الكميات الموجودة حالياً في البلاد من النفط والغاز إلى مستويات أكبر من المتصور.
وتابع أمين، أن المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، أعلنت أن إيراداتها النفطية خلال شهر أكتوبر الماضي بلغت 2.2 مليار دولار بارتفاع 381 مليون دولار، أي بنسبة 21% على أساس شهري، وتتمثل إيرادات المؤسسة في عائدات مبيعات النفط الخام، والسوائل الكربوهيدراتية، والمشتقات النفطية والبتروكيماوية، إضافة إلى الضرائب والرسوم المحصلة من عقود الامتياز.
واستكمل: هل يمكن للمرء أن يتصور إذا وضع إخوان ليبيا أيديهم على هذه الأموال الطائلة، ناهيك عن احتمالات استرداد ليبيا أموالها المتراكمة في بنوك أوروبا وأمريكا، ثروات مالية ضخمة أخرى من مؤسسات الاستثمار، الشاهد أننا أمام مشهد كارثي ثنائي، الأول موصول بإخوان الداخل، أولئك الذين يتعجلون تدخلاً عسكرياً تركياً، خاصة أن الاتفاق الأمني بين أنقرة وطرابلس يتيح لتركيا تدريب ميليشيات إخوانية مسلحة في غرب ليبيا، وترسيخ أقدامها في ساحة مفتوحة على التشدد والتطرف الديني، وجل هدفهم هو السيطرة الكاملة على خيرات البلاد الليبية، وساعتها لن يكون الأمر كارثياً فقط بالنسبة لليبيين، بل سيكون هولاً شديداً لبقية أرجاء العالم العربي، ذلك أن فكرة تحول ليبيا إلى بيت مال لـ«الإخوان» وفكرهم الإرهابي، يعني بصراحة ومن غير أدنى إحساس بالراحة أننا أمام خزائن الأرض للإنفاق على الإرهاب وعلى التطرف الفكري واللوجيستي.
واضاف امين، أما الجزء الثاني من المشهد، فله علاقة وثيقة بتركيا التي تعيش انهياراً اقتصادياً داخلياً، ولا تجد أمامها مفراً أو مهرباً سوى اعتبار ليبيا موطئ قدم لها على ساحل المتوسط، بهدف الشراكة ولو بالقوة الجبرية في خيراته المتفجرة عبر ينابيع الغاز الحديثة.
واستطرد: سبق وأكدت مؤسسات مالية موثوقة مثل «فيتش وموديز»، أن المعجزة الاقتصادية التركية المزعومة لم تكن إلا كذبة كبرى، وأن ما جرى للاقتصاد التركي كان نتاج ديون خارجية فاقت اليوم الـ250 مليار دولار، بما يوازي ثلث الاقتصاد التركي، واليوم تعاني تركيا من ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 19.7 في المائة، كما تتألم بشدة من ارتفاع معدل التضخم الذي تجاوز أقصى ذروته في 15 عاماً مضت، لهذا، تسعى تركيا لتعزيز قبضة الإخوان على ليبيا، لتقاسم ثروات البلاد معها، والمحصلة النهائية تخليق وحش إخواني وإرهابي جديد على الأراضي الليبية.