ادعى الولاية.. جمعة يطيح بإمام مسجد وقيادات المنوفية بسبب "الملاعنة"

01:30 م | الأحد 02 فبراير 2020

أوقف الدكور محمد مختار جمعة، اليوم، الشيخ أيمن أبوالمعاطي يوسف عبدالله، إمام مسجد الشهداء في البتانون مركز شبين الكوم منوفية عن العمل، ومنعه عن ممارسة أي عمل دعوى لمدة 3 أشهر أو انتهاء التحقيقات.

كما أصدر الوزير قرارًا بإحالة مدير الإدارة التابعة لها ومفتش المنطقة وعمال المسجد إلى التحقيق بديوان عام الوزارة، واستدعاء مدير المديرية للوقوف على مدى مسؤوليته وتقصيره في المتابعة.

ولفتت وزارة الأوقاف، في بيان لها، إلى أنه نظرا لما بدر عنه من مخالفة لا تتسق وطبيعة عمله إماما، وبناء على مذكرة رئيس القطاع الديني، قرر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وقف إمام المسجد، وتؤكد الوزارة أنها تتعامل بكل حسم مع من يخرج عن حدود واجبه الوظيفي أو يستخدم المسجد في غير ما خصص له، وأنها لن تتوانى عن إنهاء خدمة أي شخص لا يلتزم بحرمة وقدسية المسجد أو يحاول استخدامه في غير ما شرع له

وتشهد وزارة الأوقاف حالة الطوارئ بداخلها، والتي أعلنها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لضبط الأداء الدعوي داخل الوزارة بعدما شهد تراجع كبير وتعدد أزمات من قبل الائمة وخطباء المكافأة خلال الفترات الماضية.

الواقعة الأهم جاءت في المنوفية يوم الجمعة الماضية، حيث شهدت مديرية المنوفية مخالفات دعوية كبري من قبل إمام مسجد الشهداء في البتانون مركز شبين الكوم، ويدعي «أيمن أبوالمعاطي يوسف عبدالله» والذي قام بمخالفة شرعية وخرج عن مقتضيات وظيفته كإمام وخطيب من خلال قيامه بما يسمي ب«الملاعنة».

فيديو للإمام داخل المسجد يقوم بحكم الملاعنة الخاص بالزنا.. الأوقاف: لا مكان له بيننا لفاسد

وحصلت «الوطن» علي فيديو من داخل مسجد الشهداء، تم تصويره يوم الجمعة الماضية بعد صلاة العصر، حيث يجلس الشيخ أيمن علي كرسي وبجانبه إثنين متخاصمين علي السرقة، ويدعوهم الإمام للدعاء ورائه بقوله «اللهم إني ابتهل إليك وارجوك وادعوك ان تلعنني وذريتي وزوجتي في الأولين والآخرين وأن أخرج من الاسلام كما تخرج الشعرة من العجين إن كنت كذبت أو خنت او لم أخلص إلي «إسم شخص» أثناء عملي معي أو إدعيت عليه ما ليس فيه أو إدعت حقوق مالية كاذبة، أن تعلنني في الدنيا والآخرة».

مصادر بالمكتب الفني لوزير الأوقاف أكدت لـ«الوطن» أن إمام المسجد كان له واقعة مسبقة وهي إدعائه الولاية من قبل، وتم وقفه عن العمل ومنعه من الخطابة في نوفمبر من عام 2015، حيث أصدر الإمام كتابا بعنوان «الفتح الربانى والفيض النورانى في أوراد وأقوال أبى البركات سيدى أيمن بن عبدالله الحسينى رضى الله عنه»، كما إدعي أن الملائكة توضئه إذا أحدث أو قضى حاجته، وأنه لا يحتاج إلى وضوء.

وأصدرت لجنة الانضباط والقيم بوزارة الأوقاف، في 2015 توصيات بوقفه عن العمل ومنعه من ارتقاء المنابر، ووصفت الكتاب الذي أصدره بأنه يحوى مخالفات عقائدية ومنهجية ودعوية وشرعية.

وبحسب المصادر فإنه تم إعادة الإمام إلى عمله من جديد بقرار رسمى بعد أن تم أخذ التعهدات عليه بعدم تكرار الأمر، وبعدما أعلن توبته ورغبته في العودة للعمل، إلا أنه عاود تكرار أزماته وإدعائته، حيث تم تسريب فيديو له يقوم ب«الملاعنة» داخل المسجد، حيث وصل الفيديو إلي يد وزير الأوقاف، وهو ما دعاه لإتخاذ إجراءات صارمة ضد قيادات الأوقاف بالمحافظة.

بدوره أكدت الوزارة، في بيان لها، أنه لا مكان للمتشددين في الأوقاف، فأي خائن أو فاسد أو متطرف لا مكان له بيننا هو ومن يتواطؤ معه، بل كل من يسيئ إلى وطنه لا مكان له بيننا هو ومن يغض الطرف عنه.

وشددت الوزارة على جميع مديري المديريات والإدارات والمفتشين ومفتشي العموم والمتابعة ورؤساء الأقسام، تكثيف المتابعة، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه أي مخالفة، وإحالة أي منها في ذلك الشأن إلى رئيس القطاع الديني، لإعمال شأنه فيها التي تستلزم إلغاء تصريح خطابة أي خطيب مكافأة لا يلتزم بالتعليمات، ووقف أي إمام لا يلتزم بالتعليمات، وإحالته إلى باحث دعوة، حفاظا على الفكر الوسطي المستنير من جهة، والوصول إلى قلوب الناس وعقولهم بحكمة وسهولة ويسر من جهة أخرى

المتحدث بإسم وزارة الأوقاف: هذا الإمام سيكون عبرة لغيره

بدوره أكدت قيادات أوقاف المنوفية، لـ«الوطن» صحة واقعة الملاعنة وأنه تم إتخاذ إجراءات ضده، قبل أن يصدر وزير الأوقاف قرار بوقف قيادات المحافظة للتحقيق.

وقال الدكتور أحمد القاضي المتحدث باسم وزارة الأوقاف لـ«الوطن» أنه الوزارة لا تتغاضي عن أي تقصير في العمل الدعوي وكل من يتأخر عن اداء واجبه في تلك الواقعة سيحول للتحقيق، رافضا الافصاح عن تفاصيل التحقيق مشيرا الي ان نتائج التحقيق ستظهر خلال ايام.اوضح القاضي أن وزير الأوقاف يشرف علي التحقيق في تلك الواقعة، ولم يفصح عن اي شئ بخصوص التحقيق، وهذا الامام سيكون عبرة لغيره فيما قام به.

اضاف: الوزارة تقوم بتطهير نفسها من اي إمام أو خطيب يخالف الرؤية الوسطية، فالوزارة متواجدة في كل حارة وشارع والجزاءات والتحويل المتكرر للتحقيق يؤكد علي يقظة الوزارة والمفتشين».

«دينية النواب» تشيد بجهود «جمعة» في تطهير الأوقاف.. و«نصير»: «جمعة» يسعي لتحقيق الاستقرار الدعوي

بدره أشاد النائب عمر حمروش امين سر لجنة الشئون الدينية بجهود وزير الأوقاف في تطهير المنابر من أصحاب الفكر المتطرف والشاذ، مشيرا إلي أن وزير الأوقاف يعمل جاهدا علي تطوير العمل الدعوي والإرتقاء به.

فيما أكدت د. آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب أن وزير الأوقاف يعمل جاهداً في سبيل الدعوة وتجديد الخطاب الديني والإرتقاء بمستوي الوزارة، مشيدةً بجهودة في تحقيق الاستقرار الدعوي والسيطرة علي المنابر كذلك تطهير الوزارة من اصحاب الرؤي المتطرفة.

اوضحت نصير أن ما قام به الإمام مخالفة شرعية، ولابد من محاسبته، وهذا الحكم حكم شرعي نزل به القران حلا لمشكلة اتهام الزوج لزوجته بالزنا، وثبت حكم اللعان في القرآن الكريم والسنة النبوية وأجمعت الأمة عليه، ففي القرآن الكريم قوله تعالى«والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين * والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين * ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين * والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين».

اضاف: السرقة لا يوجد فيه ملاعنة، فهذا تلاعب في الحكم الشرعي بل محلها التقاضي والذهاب لقسم الشرطة والمحاكم، نحن لسنا في دولة قبائل ودولة آئمة بل دولة قانون ويجب محاسبة هذا الإمام ومنعه من صعود المنابر لانه صورة سلبية للأوقاف».

الأوقاف توقف أكثر من 100 إمام في 2019.. و«القاضي»: نطهر أنفسنا

يذكر أن 2019 شهد إيقاف أكثر من 100 إمام وخطيب وعامل بناء على أحكام قضائية وطبقًا لقانون الخدمة المدنية رقم 81 لسنة 2016م ولائحته التنفيذية. كذلك قامت الوزارة بتحويل عدد كبير من خطباء المكافأة وبعض الأئمة للتحقيق للتقصير في أعمالهم الدعوية، وانتهاء التحقيق لتحويلهم للعمل الدعوي ومنهم عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالمنوفية، بعدما ما بدر منه من "حديث لا يليق على المنبر" في أثناء إجابته على سؤال عن حكم تقبيل المتزوج لزوجته بعد كتب الكتاب داخل المسجد. كما ألغت الوزارة تصريحا آخر لإمام في الإسكندرية امتدح أردوغان على المنبر وما فعله في سوريا، وخالف موضوع الخطبة الموحدة الذي أعلنته وزارة الأوقاف، كما حولت الوزارة إماما بالبحر الأحمر للتحقيق.