لماذا شعر غاندي بالأسى من لقب المهاتما؟.. مذكراته تجيب

لماذا شعر غاندي بالأسى من لقب المهاتما؟.. مذكراته تجيب
- غاندي
- المهاتما غاندي
- الهند
- مهاتما
- ذكرى اغتيال غاندي
- غاندي
- المهاتما غاندي
- الهند
- مهاتما
- ذكرى اغتيال غاندي
"لا أجد أن تلك التجارب السياسية ذات قيمة عظيمة، بل أجد أن لقب مهاتما، الذي منحتني إياه أقل منها قيمة، وكثيرا ما كان يجعلني ذلك اللقب أشعر بالأسى، ولا أذكر أنه سبق وأدخل علي السرور قط، لكنني، بلا شك، أود ذكر تجاربي الروحانية التي لا يعلمها أحد سواي".. بهذه الكلمات وصف غاندي تجرته مع لقب المهاتما.
يقول غاندي في مذكراته: "منذ أربع أو خمس سنوات، وافقت على كتابة سيرتي الذاتية، بناء على طلب عدد من أعز رفقائي، شرعت في الكتابة، لكنني لم أكد أنتقل إلى الصفحة الثانية، حتى اندلعت أعمال الشغب في بومباي وتوقف العمل، ثم توالت سلسلة من الأحداث التي انتهت بسجني فيسجن ييرافدا".
ويضيف غاندي: "طلب مني السيد جيرامداس، الذي كان أحد زملائي بالسجن، أن أنحي كل الأمور جانبا وأنهي كتابة السيرة الذاتية، لكنني أخبرته بأنني وضعت لنفسي برنامجا للدراسة بالفعل، ولن يمكنني التفكير في أي شيء آخر حتى انتهاء ذلك البرنامج".
وقال: كان من المفترض أن أنتهي من كتابة السيرة الذاتية، لو أنني أكملت مدة سجني في ييرافدا، ولكن أُطلق سراحي قبل عام من انتهاء المدة، أعاد السيد أناند الاقتراح، فشعرت بميل لكتابة السيرة الذاتية في جريدة نافاجيفان، لا سيما وقد انتهيت من كتابي عن تاريخ الساتياجراها في جنوب أفريقيا، وأراد السيد أناند أن أكتبها بصورة مستقلة بغية نشرهاّ ككتاب، لكن لم يكن لدي وقت فراغ كاف.
وأضاف: لم يكن في استطاعتي إلا كتابة فصل واحد أسبوعيا، فلقد كان علي الكتابة في النافاجيفان كل أسبوع، فلماذا لا أكتب سيرتي الذاتية، وافق السيد أناند على اقتراحي، وانهمكت في العمل، ساورت الشكوك صديقا مشهودا له بالتقى، فأفضى إلي بشكوكه في اليوم الأسبوعيالذي كنت ألتزم فيه الصمت.
فقال: ماذا دفعك لخوض هذه المجازفة؟ إن كتابة السيرة الذاتية أمر يقتصر على الغرب، ولا أعرف أحدا في الشرق قام بكتابة سيرته الذاتية إلا منتأثر منهم بالغرب، وماذا عساك تكتب؟ ألن تتسبب في تضليل من يتبعون مبادئك، سواء التي تتلفظ بها أو تكتبها، إذا ما نبذت في المستقبل بعض المبادئ التي تتبناها اليوم، أو قمت بتعديل الخطط التي وضعتها في الوقت الحالي؟ ألا تعتقد أنه من الأفضل ألا تكتبسيرتك الذاتية الآن بأي حال من الأحوال؟.
وتابع: تأثرت بقدر ما بقول صديقي، لكنني لم أرغب في كتابة سيرة ذاتية بمعنى الكلمة، بل كنت أرغب في ذكر قصة تجاربي المتعددة مع الحقيقة، ونظرا لأن حياتي تتكونمن تلك التجارب وحدها، فستأخذ القصة شكل سيرة ذاتية، لكنني لن أنزعج لو أن كل صفحة من صفحات الكتاب تتناول تجاربي فقط.
وأكمل: أعتقد، أو أشبع غرور نفسي بالاعتقاد، أن القارئ سيستفيد من ذكر كل تلك التجارب متصلة، وإن خبراتي في مجال السياسة أصبحت معروفة الآن، ليس في الهند فحسب، بل في العالم المتحضر بدرجة ما.
وأكد: لا أجد أن تلك التجارب السياسية ذات قيمة عظيمة، بل أجد أن لقب مهاتما الذي منحتْني إياه أقل منها قيمة، وكثيرا ما كان يجعلني ذلك اللقب أشعر بالأسى، ولا أذكر أنه سبق وأدخل عليّ السرور قط، لكنني، بلا شك، أود ذكر تجاربي الروحانية التي لا يعلمها أحد سواي، لقد استمددت من تلك التجارب القوة التي ساعدتني على العمل في مجال السياسة.
وأوضح: "ونظرا لكون الخبرات روحانية حقا، فلا يوجد مجال لتمجيد الذات، بل يمكن لتلك الخبرات فقط أن تزيد من تواضعي، فكلما تذكرت الماضي وأمعنت في أحداثه، ازداد شعوري بقصوري، إن الهدف الذي أرغب في تحقيقه والذي كنت أسعى وأتوق إلى تحقيقه على مدار هذه الثلاثين عاما".
اقرأ أيضًا:
72 عاما على اغتيال "غاندي": صوت الحالمين بـ"العدل والتسامح"
حفيد "غاندي": تعلمت منه الصبر والتسامح ورفع صوتي ضد أي ظلم
"رام وأنيل سوتار".. أب وابن يخلدان ذكرى "غاندي" بنحت تماثيل في 350 مدينة حول العالم
مارك هودا: محاضرة سنوية لمناقشة "الانسجام بين الأديان"
مديرة معهد غاندي: نسعى لمحو فكرة المدارس الشبيهة بالسجون.. ونعتمد "منهج اللاعنف"
إنفوجراف.. محطات في حياة المهاتما غاندي
"ليس كل سقوط نهاية".. أبرز مقولات غاندي في الذكرى الـ 72 لاغتياله
"اللا عنف".. فلسفة غاندي التي احتفل بها العالم بعد 59 عاما من رحيله