مذبحة كفر الدوار.. قصة جزار ساقه الشيطان إلى حبل المشنقة

كتب: أحمد حفنى

مذبحة كفر الدوار.. قصة جزار ساقه الشيطان إلى حبل المشنقة

مذبحة كفر الدوار.. قصة جزار ساقه الشيطان إلى حبل المشنقة

أنصت إلى صوت الشيطان واستسلم لوساوسه، وعاش سنوات طويلة يرتكب الجرائم فى حق نفسه قبل أن يرتكبها فى حق من حوله، ولم يرتجع عن خطواته الشريرة بعد العقوبات التي نالها طوال رحلته الإجرامية، حيث حُكم عليه بالسجن في 5 قضايا متنوعة ما بين سرقة وتعاطى مخدرات وضرب واعتداء على الغير، وفى كل مرة يخرج فيها من حبسه يزيد ظلمه وطغيانه، حتى يأس أهله من تصرفاته التى جلبت لهم الخزى والعار، وسط مجتمع ريفى تحكمه العادات والتقاليد، وظل يسعى خلف شهواته وجرائمه حتى وصل إلى أقصر طريق لحبل المشنقة.

"الوطن" تسرد قصة شريف عبدالله رجب الزيات، الذى يسكن فى عزبة على التابعة لقرية الطرح مركز كفر الدوار، الذى قتل 7 أفراد من أسرة واحدة، تلك الجريمة المعروفة إعلامياً بمذبحة كفر الدوار، وبحسب أهالى القرية، فإن "الزيات" اعتاد الإجرام داخل القرية منذ أن بلغ سن التاسعة عشر، وكانت أول جريمة ارتكبها سرقة "خروف" من إحدى الحظائر الموجودة بالقرية، أتبعها العديد من السرقات والجرائم، وانتهج أسلوب البلطجة لتحقيق المكاسب وتحصيل الأموال، بعد أن فقدت أسرته السيطرة عليه ولم يعد له يعترف بكبير أو رمز للعائلة.

مقاطع إباحية صورها "الزيات" لنفسه بصحبة فتيات ساقطات، في سهرة لا ينقصها شيء من المخدرات والمسكرات، قبل ارتكاب جريمته بأيام عديدة، لتوضح مدى الانحلال الذى كان يعيش فيه، وتضع إجابات لأسئلة الأهالى عن مصير الأموال التى يسرقها "الزيات"، وظهرت تلك المقاطع عقب إلقاء القبض عليه بعد ارتكابه جريمته البشعة.

بداية القصة

بلاغ عن حريق داخل منزل وسط الزراعات بقرية الطرح، التابعة لمركز كفر الدوار، تلقته الأجهزة الأمنية، يوم الأحد الموافق 5 يناير، انتقلت بعدها على الفور سيارات المطافئ والإسعاف، لتتعامل مع الموقف وتسيطر على الوضع، وتبين أن مسرح الجريمة، عبارة عن "منزل مكون من طابقين"، به آثار حروق في وجهات المنزل، وأيضا هناك جثث متفحمة، فرضت القوات، كردوناً أمنياً فى محيط المكان، الذى يقع فى قطعة أرض زراعية "مزارع موز"، ويبعد عن منازل القرية قرابة 300 متر، وبدأت فى فحص مسرح الجريمة.

 7 جثث.. بعضها به حروق والأخرى طعنات

معاينة للمكان أجرتها النيابة العامة، وتبين أن مسرح الجريمة الذي وقع فيه الحادث، هو الطابق الأول ومكون من غرفتين وحمام وصالة ومطبخ، وأن الطابق الثاني كان يجهزه مالك المنزل، وتبين أن الجثث بهم آثار حروق وطعنات مختلفة، الجثة الأولى "الجدة" زينب عبد العال عطية، 65 عاما، متفحمة وبها عدة طعنات، وتبين احتراق كفوف الذارعين، من آثار الحريق، والجثة الثانية لابنها حسني سعد أحمد 38 عاما، عامل، وأيضا مصاب بطعنات وتفحم جثته، واحتراق كفوف الذراعين، هو الآخر، وتفحم جثة زوجته رانيا محمد 35 عاما، والابن الأكبر شهاب 15 عاما، تبين أنه مصاب بعدة طعنات، ومتفحمة جثته هو الآخر، وأظهرت المناظرة، أن الطفل عبدالرحمن، مصاب بقرابة 12 طعنة فى مختلف أنحاء جسده، وأن الطفل الأصغر ليس به أي طعنات أو آثار لحريق، وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة من دخان النيران.

 دماء الجانى تكشف لغز الجريمة

عقب مناظرة الجثث، أصدرت النيابة قرارا بعرض الجثث على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وأظهرت المعاينة، أن هناك آثار دماء للجناة، على بعد 200 متر من منزل الضحايا، وأخذت النيابة عينات لتحليلها، وبدأت القوات، فى مناقشة عدد من الشهود والجيران، لمعرفة ما إذا كانت هناك خلافات شخصية، تدفع أحد الأشخاص للانتقام منه من عدمه.

ضبط المتهم بعد 6 ساعات فقط

بعد تطوير مناقشة الشهود والمشتبه فيهم، توصل رجال الشرطة إلى أن الجانى هرب إلى مدينة برج العرب، بالإسكندرية، محاولاً الهرب من ملاحقة الأجهزة الأمنية، مختلقاً قصة تعرضه لحادث سيارة، ومكث لدى أقاربه ببرج العرب، وبعد 6 ساعات فقط من ارتكابه الجريمة ألقت الأجهزة الأمني القبض على المجرم.

 8 ساعات من التحقيق تكشف تفاصيل الجريمة

استمرت التحقيقات على مدار 8 ساعات متواصلة، بعد القبض عليه تنفيذًا لقرار النيابة العامة، بناء على تحريات الأجهزة الأمنية التي أكدت ارتكاب المتهم جريمة قتل مبيض محارة وزوجته وأبنائه ووالدته، وإضرام النيران في المنزل بعد كشف أمره أثناء سرقة 4 رؤوس ماشية من الحظيرة الملحقة بالمنزل، وظهر المتهم أمام فريق النيابة العامة خلال التحقيقات في حالة ثبات انفعالي أثناء الإدلاء بأقواله، حول كيفية ارتكاب الجريمة البشعة.

تأجيل أولى جلسات محاكمة مرتكب المذبحة

فى يوم الثلاثاء الموافق 28 يناير، قررت محكمة جنايات دمنهور، المنعقدة في مقر محكمة إيتاي البارود الجزئية، تأجيل محاكمة المتهم إلى جلسة الخميس 29 يناير، لانتداب محامي الدور للترافع عن المتهم، بعد أن رفض محامو مدينته الترافع والدفاع عنه.

تفاصيل المحاكمة الأخيرة.. فرح وتهليل عقب النطق بالحكم

حالة من الفرح بين أهالي الضحايا، المحتشدين بمحيط محكمة إيتاي البارود، عقب وصولهم نبأ إحالة أوراق المتهم "شريف الزيات" لمفتي الجمهورية للنظر في قرار إعدامه، وظهر "الزيات" فى بداية الجلسة متماسكاً غير مكترث لما هو فيه، وتابع بانتباه شديد مرافعات المحامين، وأخفض رأسه وسيطرت عليه حالة من شرود الذهن، عقب النطق بالحكم الذى صدر بإحالة أوراقه إلى المفتي، واصطحبه بعدها حراس الشرطة من قفص الاتهام، وهو يجر قدميه من هول الصدمة، فيما هتف الموجودون داخل القاعة "يحيا العدل.. الله أكبر".

وبعد أن أحالت محكمة جنايات دمنهور، برئاسة المستشار جمال طوسون، أوراق شريف عبدالله رجب الزيات، المتهم بقتل 7 أفراد، عبارة عن أسرة كاملة، إلى فضيلة المفتي، وحددت جلسة 27 فبراير المقبل للنطق بالحكم، فى أسرع حُكم بالإعدام فى تاريخ القضاء، أسدلت الستار عن مذبحة كفر الدوار.


مواضيع متعلقة